تراجعت قيمة الدولار الأمريكى مقابل العملة المحلية، خلال الفترة الماضية، بواقع %6؛ حيث أصبحت قيمة الدولار 16.60 جنيه ، ما أسفر عنه تراجع فى أسعار بعض السلع وعلى رأسها السيارات، الأمر الذى كان بمثابة شعاع الضوء المُنير لأحلام البعض فى اقتناء سيارة بسعر مناسب، لكن الانخفاض المُعلن من قبل شركات السيارات المختلفة هدم تلك الآمال، لا سيما بعد أن تراجعت أسعار السيارات الجديدة بقيم تتراوح بين 5 آلاف جنيه و30 ألف جنيه.
ولجأ المستهلك لسوق السيارات المستعملة آملاً فى وجود ضالته، فلم يجد الانخفاض المُرضى له، بطبيعة الحال انعكس الانخفاض الطفيف فى أسعار السيارات الجديدة على أسعار السيارات المستعملة، وبالتالى تشبث من يملك السيارة بسيارته، وانتظر من يريد اقتناء سيارة «الفرج».
من جانبه، أكد العميد إبراهيم سعيد، المدير التنفيذى لسوق السيارات المستعملة بمدينة نصر، إن النشاط بدأ يظهر مجدداً فى سوق المستعمل منذ أسبوعين، حيث زادت حركة البيع والشراء داخل السوق بنسبة %60، مقارنة بالوقت السابق المزامن لحملة مقاطعة شراء السيارات «خليها تصدى» التى تسببت فى ركود السوق بعض الشىء.
وأضاف أن التاجر هو إحدى المشكلات التى تواجه سوق المستعمل؛ حيث إن التاجر يضع هامش ربح مبالغاً فيه، وهو ما يتسبب فى جمود حركة البيع والشراء؛ نظراً إلى ارتفاع أسعار المستعمل.
وأشار إلى أن ثمن السيارة المباعة من قبل الفرد يكون أقل بنسبة %15 من ثمن السيارة المباعة بواسطة التاجر، وتابع أن حالة السيارة أحد العوامل المتحكمة فى تحديد سعرها.
وأوضح أن تأثير تراجع قيمة الدولار على أسعار السيارات المستعملة لن يظهر حالياً؛ لأن أسعار السيارات الجديدة لم تنخفض بالقدر الملحوظ الذى يسمح بانخفاض أسعار المستعمل، منوهاً بأنه من الخطأ ربط أسعار السيارات الجديدة بالسيارات المستعملة.
وقال «سعيد»، إن أسعار السيارات المستعملة انخفضت نسبياً؛ نتيجة الركود المسيطر على السوق لا بسبب تراجع قيمة الدولار، مشيراً إلى أن أسعار البنزين فى حال زيادتها لن تؤثر على أسعار السيارات؛ لأن السيارة أصبحت شيئاً أساسياً فى الوقت الحالى لا سيما لمالكى السيارات بالفعل.
وعلى العكس، يرى محمد بلال، تاجر بسوق المستعمل، أن السوق ما زال يعانى بطء حركة البيع والشراء لا سيما بعد الهدوء المعتاد فى شهر رمضان المبارك وبعد أيام عيد الفطر، مؤكداً أن نشاط سوق المستعمل لا يتعدى نسبة الـ%5.
وأضاف أن أسعار السيارات داخل سوق المستعمل تراجعت بعض الشىء؛ تأثراً بتراجع قيمة الدولار فى الفترة الماضية؛ حيث انخفض سعر السيارة هيونداى توسان بنسبة %25، وتراجع سعر السيارة كيا ستبورتاج بنسبة %15، وذلك لم يؤثر على البيع والشراء، موضحاً أن الراغبين فى اقتناء سيارة جديدة يؤجلون قرار الشراء؛ أملاً منهم فى تراجع الأسعار أكثر من ذلك، وأن مالكى السيارات خائفون من الخسارة الكبيرة فى حال بيع سياراتهم فى ظل الظروف الراهنة.
وتابع «بلال»، أنه لا يزال يمتلك سيارات منذ سبتمبر الماضى، وأوضح أن معدل بيع السيارات سابقاً كان يعادل 3 سيارات يومياً، مشيراً إلى أنه باع هذا العدد خلال الستة أشهر الماضية.
وقال إن نسبة هامش ربح التاجر غير محددة، فمن الممكن ان يكون مكسبه من سيارة 1000 جنيه، فى حين يكون المكسب فى سيارة اخرى 5000 جنيه. وفى السياق نفسه، قال أحمد عيسى، تاجر بسوق السيارات المستعملة، إنَّ سوق المستعمل متأثر بالركود الذى أصاب سوق السيارات الجديدة؛ نظراً إلى ارتفاع الأسعار وامتناع الكثير من المستهلكين عن شراء السيارات؛ ظناً منهم بارتفاع هامش ربح وكلاء السيارات بشكل مبالغ فيه.
وأوضح أن معدلات البيع انخفضت مقارنة بالوقت السابق عن الأزمات التى مر بها قطاع السيارات فى الآونة الأخيرة؛ حيث كان المعدل سابقاً يساوى سيارتين أسبوعياً، بينما أصبح الآن بيع سيارتين شهرياً، مؤكداً أن هذا الحال أفضل مما كان عليه السوق فى مطلع العام الحالى.
وأضاف «عيسى»، أن تراجع قيمة الدولار إلى 16.60 جنيه لم يؤثر على أسعار السيارات المستعملة، متفقاً مع رأى العميد إبراهيم سعيد، مدير سوق المستعمل.
وأشار إلى أن قيمة تراجع أسعار السيارات الجديدة نتيجة تراجع قيمة الدولار لم ترض المستهلكين لذلك يظل الوضع كما هو عليه.
وأكد أن أعداد السيارات المشاركة فى سوق المستعمل انخفضت كثيراً عن المعتاد سابقاً؛ حيث إن أعداد المشاركين بسوق الجمعة الأن أصبح أقل كثيراً من أعداد المشاركين بسوق الأحد فى الوقت السابق.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا