أخبار

صعود مدوٍ وهبوط درامي.. كيف فقدت “سويفل” 99% من قيمتها؟

سويفل

في يوليو من عام 2021 كانت شركة “سويفل” تستعد لقيد أسهمها في بورصة “ناسداك” بقيمة بلغت نحو 1.5 مليار دولار، ما جعلها تستحق لقب أول “يونيكورن” بالشرق الأوسط بهذه القيمة ويدرج في ناسداك.

اليونيكورن هو مصطلح يطلق على الشركات الناشئة التي تتخطى قيمتها مليار دولار.

احتفى حاكم دبي محمد بن راشد بالأمر عبر تغريدة له على تويتر، أشاد فيها بمؤسس سويفل التي تأسست في مصر، ثم اتخذت من دبي مقرا لها، ولم يفوت الفرصة ليشيد بدبي أيضا باعتبارها حاضنة للشركات الناشئة.

لكن بعد نحو 20 شهرا فقد أول يونيكورن بالشرق الأوسط نحو 99% من قيمته، التي وصلت حاليا لنحو 9 ملايين دولار.

صعود مذهل

تأسست سويفل عام 2017 في القاهرة من قبل مصطفى قنديل وآخرين، من بينهم محمود نوح، الذي ترك سويفل ليؤسس شركة “كابيتر” للتجارة الإلكترونية والتي انهارت لاحقا أيضا.

كانت فكرة سويفل في الأساس تعتمد على النقل التشاركي واستخدام حافلات يتم حجز رحلة بها عبر تطبيق على الهاتف المحمول للذين لا يرغبون في استخدام وسائل النقل العام التقليدية.

أيامها الأولى كانت واعدة جدا إذ جمعت الشركة ما يقرب من 100 مليون دولار في عدة جولات تمويلية أحدها كان بقيمة 500 ألف دولار من شركة كريم للنقل.

افتتحت سويفل مكتبا لها في دبي ليكون بوابة لما اعتقدت أنه سيكون توسع دولي، لكنها احتفظت بقاعدتها التكنولوجية والتشغيلية في مصر.

وقعت الشركة بعد ذلك اتفاقيات للاستحواذ على العديد من الشركات، ونقلت عملها إلى دول مثل كينيا وباكستان ثم المكسيك.

استحوذت سويفل في 2021 على منصة فيابول ومقرها الأرجنتين، المتخصصة في خدمات النقل للشركات، وفي العام التالي استحوذت على شركة “دور تو دور” في برلين، برلين، كما وقعت اتفاقية للاستحواذ على فولت لاينز التركية.

الخروج من عباءة الشركات الناشئة

في هذه الأثناء أرادت سويفل أن تخرج من عباءة الشركات الناشئة وتتحول إلى شركة عامة، وذلك من خلال اتفاقية للإندماج مع شركة  Queen’s Gambit Growth Capital، وهي استحواذ ذات أغراض خاصة.

كانت شركات الاستحواذ ذات أغراض خاصة طريقة فعالة حينها لقيد الشركات الناشئة في البورصات وتحويلها إلى شركات عامة.

بعدما كشفت النقاب عن الاتفاق، قالت سويفل التي كانت تربح نحو 55 مليون دولار، وإنها تتوقع تحقيق أرباح مليار دولار سنويًا في غضون 4 سنوات.

رحلة الهبوط

بينما كانت سويفل في طريقها للأعلى كانت الظروف الاقتصادية العالمية تدفعها للاتجاه المعاكس، في ظل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

بدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي “البنك المركزي الأمريكي” رفع أسعار الفائدة في مارس 2022، مع اشتعال التضخم بسبب الحرب.

ثبط ارتفاع تكلفة الأموال عزيمة المستثمرين عن دعم الشركات الناشئة التي عادة ما تكون محفوفة بالمخاطر، وبالنسبة لسويفل زادت الأمور تعقيدا مع تراجع قيمة العملة المحلية في مصر، حيث تقوم الشركة بالكثير من الأعمال.

في مايو 2022 وبعد نحو شهرين من بدء الحرب الروسية الأوكرانية قالت سويفل إنها ستسرح 32% من موظفيها، للحفاظ على إيجابية التدفقات النقدية، إذ كانت تضع عينها على الأرباح، لكن الأمر لم يحم الأسهم من موجات التراجع في الصيف.

في خريف 2022 وتحديدا في نوفمبر أعلن مؤسس سويفل عن خطط لتسريح أكثر من نصف موظفيها، وبيع أو وقف بعض العمليات في “البلدان الأصغر” والتركيز بشكل أساسي على مصر والمكسيك، فجرى إلغاء صفقة استحواذها على فولت لاينز بنهاية يناير الماضي.

يبدو أن ذلك لم يكن كافيا، إذا واجهت سويفل شتاء أكثر برودة، فبعد 5 أسابيع من إلغاء صفقة فولت لاينز، شكلت الشركة لجنة خاصة من المديرين المستقلين لاستكشاف المبيعات المحتملة وعمليات الدمج والخيارات الأخرى.

ارتفعت أسهم الشركة لفترة وجيزة عقب تلك الأخبار، لكن التحسن لم يدم طويلا، وعادت الأسهم للتراجع من جديد.

إدراج الشركة في بورصة ناسداك تحول لمصدر للدراما، وباتت مهددة بالشطب، حيث ظل سهمها لفترة طويلة يتداول بأقل من دولار واحد.

تغلبت سويفل على هذا الأمر من خلال “الانقسام العكسي”، والذي يعني تحويل كل 25 سهمًا إلى سهم واحد، فبات سهمها حاليا يتم تداوله بحوالي 1.70 دولار.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

البنك الأهلي يستحوذ على 24% من رأسمال “هايد بارك” العقارية

استحوذ البنك الأهلي المصري على حصة البنك العقاري المصري العربي...

منطقة إعلانية