نشرة الصناعات الغذائية أخبار

التغيرات المناخية تخدم “الصلصة المصرية”.. ولكن!

المصرية

تنمو عمليات التصنيع الزراعي القائمة على محصول الطماطم المصرية مثل “الصلصلة” و”الصوص” و”الكاتشب” خلال الأعوام الأخيرة بوتيرة جيدة بعد انخفاض ملحوظ في أعوام 2017 و2018 تحديدًا، مُستفيدة من أزمة تفشي فيروس كورونا التي ظهرت في عام 2020، وصولًا إلى التغيرات المناخية وأزمة الجفاف التي ضربت أوروبا مؤخرًا، لكن الاستفادة ليست كاملة، فما الذي يحدث؟

كورونا والتغيرات المناخية

منذ أن بدأت، دعمت أزمة تفشي فيروس كورونا الطلب على العالمي على منتجات التصنيع الزراعي القائمة على محصول الطماطم المصري بعد انخفاض قوي في آداء السوق خلال أعوام 2017 و2018 تحديدًا.

الإغلاقات التي حدثت في الصين بعد تفشي الفيروس ساهمة في تحول طلبات المستهلكين من الصين إلى مصر، قالت مُدير التصدير في شركة جاردينيو للصناعات الغذائية، سوسن حافظ.

الصين هى أكبر مُنتج عالمي لمصنعات الطماطم من “الصوص” و”الصلصة” و”الكاتشب”، وتؤثر الإغلاقات التي تحدث فيها على الصناعة بشكل مباشر، ومن المتوقع أن تصل الإيرادات السنوية لهذه الصناعة في الصين إلى 41.34 مليار دولار أمريكي في عام 2023، وفق بيانات موقع “ستاتيستا”.

أيضًا، فإن التغيرات المناخية وحالة الجفاف التي ضربت أوروبا في الفترة الأخيرة سمحت بتحويل مزيد من الطلب على المنتجات المصرية، وفقًا لرئيس مجلس إدارة شركة الصعيد لصناعة المركزات والعصائر، جمال عارف.

تغير المناخ يمكن أن يخلق فرصًا للتصدير إلى العديد من الأسواق، ومنها سوقًا دخلناه مؤخرًأ، وهو البرازيل، حيث كبدها تغير المناخ نحو 50% من الإنتاج، فإذا اعتمدت دولة في أمريكا اللاتينية مثلًا على استيراد المنتجات الأساسية من تلك الدول التي تأثر إنتاجها، فيمكننا الآن استبدالها، خاصة وأن تغير المناخ لم يؤثر بعد على المحاصيل المصرية، أوضح عارف.

 

مصنعات الطماطم المصرية

يُغطي قطاع الصلصات والتوابل جميع المواد التي تعد مكونات إضافية تستخدم أثناء عملية تحضير الطعام، ويتم تعريف الصلصات على أنها مستحضرات سائلة أو شبه سائلة تستخدم لتحسين نكهة وملمس ومظهر الطبق.

تبلغ الإيرادات المتوقعة محليًا من التصدير للقطاع المصري خلال العام الجاري نحو 3.46 مليار دولار، وسط مُعدلات نمو سنوية مُركبة تصل إلى 4.73% حتى العام 2027، وفق بيانات موقع “ستاتيستا”.

 

عقبات التنمية المحلية

الإنتاج والجودة والتسعير، 3 عقبات رئيسة يراها العاملون في قطاع تصنيع منتجات الطماطم المصري، التي تحرمنا من الكثير من الفرص التصديرية القوية وتعرقل القدرة على عمل قاعدة سوقية دولية أكبر رغم ما يُتاح لنا مقارنة بالأسواق الأخرى.

ترى مُديرة التصدير في شركة جاردينيو، سوسن حافظ، أن التسعير أصبح واحدًا من العقبات الرئيسة أمام تنمية مصنعات الطماطم، خاصة وأن الإنتاج المتاح ليست بالجودة المطلوبة، وبالتالي قدرة أقل على المنافسة دوليًا، فالعملاء دائمًا ما يطلبون أعلى جودة وبأفضل تكلفة ممكنة.

أسعار طماطم التصنيع مرتفعة هذا العام، وتبلغ حاليًا نحو 3.5 جنيهًا للكيلو وتزيد أحيانًا، كما أن جودتها ليست الأفضل، ولذلك نفذنا بعض العمليات الإنتاجية وتوقفنا لبعض الوقت، أوضحت حافظ.

المُنافسة العالمية تشتد من جديد بعد فك الإغلاقات في الصين، كأكبر مُنتج دولي لمصنعات الطماطم، لكن مع الأسعار المرتفعة لسعر الخام في مصر وضعف الجودة قد يكون الوضع أصعب.

مؤخرًا أصبحنا نعمل مع البرازيل بعد أن ضرب الجفاف الأسواق المنتجة في أوروبا، وأيضًا إسبانيا وإيطاليا اللتان تحتاجان إلى كميات كبيرة لذا حولتا طلباتهما إلى المنتجات المصرية، لكن بعد عودة الصين التي توفر منتجًا افضل لا زلنا لم نتعرف على شكل وقوة التنافسية في الفترة المقبلة، اضافت حافظ.

 

ضئالة الخام رغم وفرة الإنتاج

تُعاني عملياة تصنيع الطماطم من ضعف الكميات المتاحة للتصنيع رغم الوفرة الكبيرة في الإنتاج المحلي منها، بل ونهدر سنويًا ما يزيد على 40% من الإنتاج لعدم الاستهلاك والحفظ الجيد، وفق تقديرات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

تزرع مصر سنويا فوق 6 ملايين طن من الطماطم، من خلال مساحات زراعية تبلغ 400 ألف فدان في المتوسط، وفقًا للبيانات الرسمية من وزارة الزراعة.

إقرأ أيضًا: “الطماطم المصرية” .. تصنيع أقل وفاقد أكثر من المعقول
العملاء يطلبون المنتج السوبر، وهذا لا يتوافر في مصر أغلب فترات العام بسبب الجودة الضعيفة، فالجودة التي يطلبها العملاء تتطلب درجة معينة من التلوين والنضج للطماطم، ويمكن توفير جزء ضعيف منها في موسم الصيف في حين لا يمكننا توفيرها على الإطلاق في موسم الشتاء.

 

هل من حلول؟

يرى مصدر في شركة القاهرة للصناعات الغذائية “هاينز” أن استخدام الميكنة الزراعية، وأصناف معينة من الطماطم ستوفر لنا الجودة المطلوبة للتصنيع الذي يحتاج إلى لون وقوام لتوفير إنتاجية جيدة.

المصدر الذي رفض أن تذكر اسمه نشرة “F&B” من “إيكونومي بلس”، قال إن الفلاح يزرع الطماطم التي توفر له أكبر إنتاجية ممكنة بغض النظر عن الجودة، في حين أن طماطم التصنيع تحتاج لمواصفات إنتاجية معينة للحصول على أكبر كمية من “اللحم” لتقليل التكلفة كما يحدث في الدول الخارجية، و”اللون” المناسب للتصنيع ويكون لديها قبول لدى العملاء في الخارج.

نضطر للعمل من خلال الأصناف الموجودة، وهى متغيرة بدرجة كبيرة، وقدر أن كل 7 أطنان من الطماطم تنتج طنًا من المعجون في موسم الصيف، وتصل هذه الكميات إلى 9 أطنان في موسم الشتاء.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

صندوق النقد: مستمرون في دعم مصر ولم نحدد موعد المراجعة المقبلة

أكدت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي، جولي كوزاك، خلال مؤتمر...

منطقة إعلانية