انخفضت الأسعار العالمية للقمح من أعلى مستوى تاريخي على الإطلاق سجلته في أعقاب الغزو الروسي على أوكرانيا، وذلك خلال الشهور القليلة الماضية، على خلفية ارتفاع المعروض العالمي وتوافر الإمدادات من كُبرى الدول المنتجة.
مؤشر أسعار القمح
انطلقت صافرة الغزو الروسي على أوكرانيا نهاية فبراير 2022، وكان سعر القمح العالمي وقتها عند 300 دولار تقريبًا، لتستمر هذه القيمة في الصعود على خلفية التوترات السياسة والاقتصادية في دولتين من أبرز موردي الحبوب لدول العالم، حتى تجاوزت 460 دولارًا للمرة الأولى في التاريخ بعد ثلاثة أشهر من الغزو، تحديدًا منتصف مايو الماضي.
منذ بلوغ ذروتها، أخذت أسعار القمح في التراجع تدريجيًا لتنخفض مؤخرًا إلى نحو 260 دولارًا للطن في المتوسط، وهي لا تزال تنخفض وفق مؤشرات بورصة الحبوب العالمية.
سجلت الأسعار الدولية للقمح انخفاض بنحو 7.1% في مارس الماضي بدعم من وفرة الإمدادات العالمية والمنافسة القوية بين المصدرين.
وأتاح تمديد مبادرة “البحر الأسود” لأوكرانيا مواصلة التصدير من موانئها، وأفضت توقعات ارتفاع الإنتاج في أستراليا إلى جانب تحسن أحوال المحاصيل في الاتحاد الأوروبي هذا الشهر، إلى توقع المزيد من الإمدادات العالمية. كما أدت المنافسة القوية من جانب الاتحاد الروسي، حيث لا تزال وفرة الكميات المتاحة تدعم الأسعار التنافسية، إلى مواصلة خفض الأسعار في الأسواق.
هل تستفيد مصر؟
انخفاض الأسعار العالمية يُشجع بالتأكيد على إبرام تعاقدات على كميات أكبر للاستفادة من هذا التراجع الحاصل الآن، وبالفعل، هذا يحدث حاليًا، وفق مصادر حكومية تحدثت مع نشرة “F&B” من “إيكونومي بلس”.
بالفعل، قفزت إجمالي واردات مصر من القمح خلال الفترة بين يناير و15 أبريل الجاري بأقل قليلًا من 23%، حيث تجاوزت حاجز 3 ملايين طن مقارنة بنحو 2.44 مليون طن في الفترة نفسها من العام الماضي، وفق بيانات رسمية اطلعت عليها نشرة “F&B” من “إيكونومي بلس”.
هل تغير شكل الاسيتراد؟
نشرة “F&B” علمت أن شكل واردات القمح اختلف كثيرًا في الفترة المنقضية من هذا العام مُقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وذلك على مستويين، الأول الجهات المستوردة، والثاني مناشئ الاستيراد.
التغير على مستوى الجهات المستوردة جاء على شكل حصول “الهيئة العامة للسلع التموينية” على الكمية الأكبر من إجمالي الواردات بنحو 57% تقريبًا، بما يقترب من 1.8 مليون طن مقارنة بنحو 53% أو 1.3 مليون طن في الفترة نفسها من العام الماضي.
أيضًا، جاء التغير الأبرز هذا العام على مستوى المناشئ، فاحتلت السوق الروسي المرتبة الأولى كالعادة، لكنها حصلت على كميات أكبر في واردات مصر من القمح هذا العام بما يتجاوز 88% من إجمالي الواردات بواقع 2.8 مليون طن، مقارنة بنحو 46% فقط في فترة المقارنة بإجمالي 1.1 مليون طن.
اختفاء أوكرانيا ورومانيا
في المقابل تضاءلت الواردات من القمح الأوكراني والروماني خلال فترة المقارنة المُشار إليها، لتقل نسبة الواردات عبر “كييف” إلى نحو 6.7% مقارنة بأكثر من 16% العام الماضي، ومن رومانيا إلى نحو 1% مقارنة بنحو 26% في الفترة المقابل من العام الماضي، وفق بيانات رسمية حصلت عليها نشرة “F&B” من “إيكونومي بلس”.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا