كتب: سليم حسن
بعد انتهاء موسم أرز صعب، ومع دخول آخر جديد، قررت وزارة التموين “التخلي” عن طرح الأرز على بطاقات التموين وستكتفي فقط بطرح بعض الكميات في المجمعات الاستهلاكية إذ ترى الوزارة أن طرحه لن يكون “ذي جدوى”.
“علشان ميتبهدلش الأرز”
هذه هي الجملة التي فسر بها وزير التموين، على المصيلحي، قرار وقف طرح الأرز على البطاقات التموينية، وذلك خلال كلمته في افتتاح هايبر المصرية بمحافظة الأقصر.
“مفيش رز عالتموين، ليس لعدم وجود أرز، لكن نظرًا لأن الخميسن جنيه تغطي الزيت والسكر، وبالتالي أنزل الأرز يتبهدل؟”، يقول وزير التموين.
الوزير برر رفع الأرز من قائمة سلع البطاقات التموينية بأن حصة الفرد على البطاقة لا تتجاوز 50 جنيها بالكاد تشتري عبوة زيت وكيلو سكر، وبالتالي لن تكفي لإضافة كيلو أرز.
المصيلحي أكد أن الوزارة ستكتفي باتاحة كميات من الأرز في المجمعات الاستهلاكية أمام الجمهور بسعر 22 جنيه للكيلو.
لماذا الأرز تحديدا؟
“التموين” تحدثت عن وقف طرح الأرز لأصحاب البطاقات على أنه خطوة يتم تطبيقها حديثًا، لكن على أرض الواقع لم يحصل المواطنون أي كميات من الأرز على البطاقات منذ أكثر من عام مضى، قالت مصادر مطلعة على ملف البطاقات التموينية لـ”ايكونومي بلس”.
المصادر أكدت أن قرارات الوزارة فيما يخص منظومة تداول الأرز بالموسم الأخير كانت سببا أصيلا في ما يحدث حاليا خاصة بعد قرارات التوريد الإلزامي والأسعار المتدنية التي فرضتها الوزارة على السوق في الموسم الأخير، ما دفع الأسعار لبلوغ مستويات قياسية لم نشهدها من قبل.
صاحب مضرب أرز، قال لـ”ايكونومي بلس”، إن الوزارة لا تملك أي كميات من الأرز حاليا بعد عدم قدرتها على جمع 1.5 مليون طن أرز تحتاجها من إنتاج الموسم الماضي، وتكتفي بطرح الكميات التي استوردتها في الشهور الماضية، والتي لم تتجاوز 25 ألف طن.
مصدر أخر بنقابة بدالي التموين قال لـ”ايكونومي بلس” إن الوزارة لم تعد تطرح أي كميات من الأرز على البطالقات منذ شهور طويلة حتى أن الكميات التي جمعتها من إنتاج الموسم الماضي لم تصل إلى البطاقات أيضا، وأضاف “لا نعلم كيف تم تسويقها، أو أين ذهبت”.
الوزارة حاولت إجبار الفلاحين السنة الماضية ببيع الأرز لها بسعر بين 6600 و6850 جنيه للطن بينما كان سعره في السوق يتخطى 11 ألف جنيه للطن ففشلت في شراء الكميات اللي احتاجتها رغم قرار حظر التداول الذي تراجعت عنه آخر الموسم بعد أن تسبب في ارتفاع الأسعار.
المصدر الذي رفض ذكر اسمه، أوضح أن الوزارة لن تستطيع إجبار الفلاحين على التوريد بأسعارها فهي لم تنجح في ذلك الموسم الماضي وفي الوقت نفسه لن تستطيع شراء الأرز للبطاقات بالأسعار المرتفعة التي يعمل بها بالسوق مقابل الأسعار الرسمية للأرز على البطاقات، ومن هنا جاء قرار حذف الأرز من على البطاقات.
يُذكر أن سعر كيلو الأرز على بطاقات التموين لا يتجاوز 12.6 جنيهًا، وذلك بعد أن رفعت الوزارة سعره في مطلع مايو الماضي بنحو 20% من تحريكها لأسعار السلع التموينية بشكل عام.
إنتاج واستهلاك الأرز
تتوقع وزارة الزراعة الأمريكية ارتفاع إنتاج الأرز في مصر للعام الجديد بنسبة 5% إلى 3.8 مليون طن، مقارنة بـ3.6 مليون طن الموسم الماضي مدفوعا بإقبال الفلاحين على زراعته بعد تحسن الأسعار.
“لا نتوقع أن تتدخل وزارة التموين في السوق وطلب أي توريدات من إنتاج الموسم الجديد”، وفق مجدي الوليلي، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية.
وتبلغ تقديرات استهلاك مصر السنوية من الأرز نحو 4 ملايين طن في المتوسط، وفق شعبة الأرز بغرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات، وهي نفس توقعات وزارة الزراعة الأمريكية.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا