تسببت الحرب التجارية الدائرة بين أمريكا والصين في خسارة أغنى 500 شخص على وجه الأرض نحو 117 مليار دولار أو ما يوازي 2.1٪ من صافي ثرواتهم الإجمالية يوم الاثنين 5 أغسطس الجاري، حيث تعرضت الأسهم الأمريكية لأكبر انخفاض لها هذا العام.
وفقد 21 عضوًا في مؤشر بلومبيرج للمليارديرات، مليار دولار أو أكثر بسبب ردة فعل المستثمرين مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين.
وخسر جيف بيزوس مؤسس شركة أمازون أكثر من غيره، وتراجعت ثروته 3.4 مليار دولار مع انخفاض أسهم شركة البيع بالتجزئة عبر الإنترنت، إلا أنه لا يزال أغنى شخص على هذا الكوكب برصيد يصل إلى 110 مليارات دولار.
ولكن حتى بعد خسائر الإثنين، لازال 500 فرد ضمن مؤشر بلومبرج يسيطرون على ما يقرب من 5.4 تريليون دولار، بزيادة 11 ٪ خلال العام الجاري.
تراجعات دامية في أسواق الأسهم الأمريكية
جاءت خسائر أثرياء العالم بعد تراجع الأسواق الأمريكية بأكبر وتيرة لها منذ بداية العام خلال تعاملات الإثنين، وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 3% وبمقدار 87.3 نقطة ليصل إلى مستوى 2844.7 نقطة.
كما هبط مؤشر داو جونز الصناعي 767.3 نقطة أو 2.9 % إلى 25717.7 نقطة، ونزل مؤشر ناسداك 278 نقطة أو 3.7 % إلى 7726.04 نقطة.
الحرب التجارية
تزامنت تراجعات الأسواق مع فرض الرئيس الأمريكي جولة جديدة من التعريفات الجمركية بواقع 10% على سلع صينية بقيمة 300 مليار دولار، ما يقوض النمو العالمي المتضرر بالفعل من الحرب التجارية المستعرة بين الولايات المتحدة والصين، والتي لم تفلح في وقفها جولات المفاوضات التي قادها كل من دونالد ترامب والرءيس الصيني شي جين بينغ.
دفع ذلك الأسواق للهبوط، وهي الحرب التي سبق أن حذر صندوق النقد الدولي من تداعياتها السلبية على حركة التجارة ونمو الاقتصاد العالمي.
رد غير متوقع من الصين على رسوم ترامب
تراجع سعر اليوان الصيني إلى أدنى مستوى له في نحو 11 عاما، وهو ما يخدم الصادرات الصينية على حساب نظيرتها الأمريكية، وهو ما أثار مخاوف من مزيد من التصعيد في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.
واتهمت واشنطن الصينين بالتلاعب في العملة، وقررت أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية تصنيف الصين كدولة “تتلاعب بالعملة”، في إجراء يدخل ضمن الحرب التجارية المتصاعدة بين البلدين.
ويعني القرار الأمريكي أن واشنطن ستدعو صندوق النقد الدولي إلى إلغاء المزايا التنافسية غير العادلة التي خلقتها الإجراءات الصينية الأخيرة.
وانخفض اليوان إلى ما دون 7 مقابل الدولار الإثنين، واتهم ترامب بكين بعدم الوفاء بالتزاماتها في المفاوضات لإنهاء النزاع التجاري المستمر منذ عام بين الدولتين.
المركزي الصيني ينفي التلاعب بالعملة
نفى المركزي الصيني أي تلاعب بالعملة، ووصف تصنيف واشنطن للصين ممتلاعب بالعملة قد يسبب فوضى في الأسواق المالية، وقال إن قرار الولايات المتحدة سيتسبب في ضررا هائلا بالنظام المالي العالمي وسيسبب فوضى في الأسواق المالية، كما أنه سيعرقل التعافي الاقتصادي والتجاري العالمي.
وأضاف المركزي الصيني في بيان منشور على موقعه الإلكتروني أن الصين “لم تستخدم ولن تستخدم سعر الصرف كأداة للتعامل مع النزاعات التجارية”.
ولا أحد يعلم إلى أي مدى ستصل الحرب التجارية المستعرة بين الولايات المتحدة والصين، لكن المؤشرات تشير إلى ابتعاد الغريمين عن التوصل لأي اتفاق في الأجل القصير على الأقل، لكن آثار الحرب التجارية لن تتوقف عن خسائر المليارديرات وحسب، لكنها ستضر النمو الاقتصادي العالمي وستمتد بالطبع إلى الفقراء ممن ليس لديهم الكثير ليخسروه.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا