أخبار

لماذا غيرت مجموعة هايدلبرج سيمنت علامتها التجارية لـ”هايدلبرج ماتيريالز”؟ الرئيس التنفيذي للشركة بمصر يجيب

هايدلبرج ماتيريالز
يستعرض محمد حجازي الرئيس التنفيذي لشركة هايدلبرج ماتيريالز مصر “السويس للأسمنت” سابقا، فلسفة ورؤية المجموعة في تغيير علامتها التجارية مؤخرا. كما يتحدث حجازي عن خطط الشركة للوصول إلى الحياد الكربوني، والاعتماد على المنتجات صديقة البيئة التي أطلقتها المجموعة، إضافة إلى الخطة التوسعية للشركة خلال الفترة المقبلة.
 

ما أسباب قرار الشركة تغيير العلامة التجارية في الوقت الحالي؟

 
حجازي: تأتي هذه الخطوة تماشيا لما أعلنته الشركة الأم في ألمانيا بتغيير العلامة التجارية من هايدلبرج سيمنت إلى هايدلبرج ماتيريالز في 20 سبتمبر من العام الماضي، والبدء في تطبيق العلامة التجارية الجديدة على كل البلدان التي تعمل بها على مراحل مختلفة.  
 
وبالتأكيد فدمج تاريخ شركتين مميزتين تزخران بما يقرب من 100 عام من الخبرة المحلية و150 عاماً من الخبرة العالمية التي تتمتع بها هايدلبرج ماتيريالز، وهو ما يساعدنا على أخذ زمام القيادة في مجال خفض انبعاثات الكربون، وتحقيق الريادة في الاقتصاد الدائري الذي يقوم على الاستخدام المستدام للموارد في قطاع التشييد والبناء، وتقديم  خدمات  جديدة للعملاء من خلال التحوُّل الرقمي وتطوير مواد بناء ذكية ومستدامة، وستساهم العلامة التجارية الجديدة على إبراز صورة الشركة ودرجة الوعي لديها بوصفها علامة تجارية ذات طابع عالمي، وتعبِّر عن تركيز المجموعة على الاستدامة والتحوُّل الرقمي وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
 

ما استراتيجية الخطة التوسيعية للمجموعة خلال الفترة المقبلة؟

 
حجازي: تتماشى استراتيجية المجموعة مع شركتنا الأم هايدلبرج ماتيريالز، التي التزمت بخفض صافي انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون لكل طن من الأسمنت بنسبة 30% مقارنة بعام 1990 وذلك بحلول عام 2030، أود أن أنوه أن هايدلبرج ماتريالز هي أول شركة أسمنت في العالم تستهدف الحياد الكربوني (صافي انبعاثات صفر لثاني أكسيد الكربون) وتعتمد أهدافاً لخفض ثاني أكسيد الكربون إلى أقصى حد وذلك على أساس علمي ووضعت التحول الأخضر في صدارة خططها للمستقبل القريب .
 
الفترة الأخيرة توسعت مصانع الأسمنت في التصدير فهل يستطيع تحقيق بعض التوازن للشركات مع تراجع الطلب المحلي؟ وهل يمكن الاعتماد على التصدير بشكل أوسع الفترة المقبلة؟
 
حجازي: تسعى مجموعة هايدلبرج ماتيريالز مصر بفتح أسواق جديدة للتصدير في إطار خطتها لزيادة مبيعاتها مع تشبع السوق المحلي وفائض الإنتاج، للاستفادة من تحسن الطلب على الأسمنت خلال العام الجاري، حيث ضاعفت المجموعة صادراتها من الكلنكر والأسمنت خلال النصف الأول من العام الجاري بأكثر من الضعف عن العام الماضي على الرغم من المنافسة القوية مع الدول الإقليمية المنتجة للأسمنت ومنها تركيا والسعودية والجزائر.
وتستهدف المجموعة فتح أسواق تصديرية جديدة خاصة الأسواق الأفريقية وعلى رأسها دول غرب أفريقيا، بالإضافة إلى فتح أسواق في الولايات المتحدة الأمريكية، وأمريكا الجنوبية، وليبيا، وأوروبا.
 
لكن للأسف جميع الدراسات لا تتوقع عاما جيدا لصادرات الأسمنت المصرية خلال الأعوام القادمة، نظرا لحالة الركود الاقتصادي العالمي المتوقع وما يصحبه من انخفاض لنشاط البناء وبالتالي الطلب على الأسمنت في الأسواق الخارجية، هذا فضلًا عن المنافسة السعرية الشرسة في ظل ارتفاع تكلفة المنتج المصري مقارنة بالدول الأخرى مثل تركيا والسعودية والجزائر، أضف إلى ذلك ما تشهده الصين حاليا من تباطؤ اقتصادي وأزمة حقيقية في سوق العقارات ولك أن تتخيل حجم الأزمة في سوق الاسمنت العالمي أذا ما قررت المصانع الصينية التي يعادل انتاجها باقي شركات العالم، أن تتوجه إلى التصدير للحفاظ على تشغيل مصانعها، بالتأكيد سيمثل تهديد حقيقي لكافة الدول الأخرى المنتجة للإسمنت.
 

كم حجم الإنتاج السنوي حاليًا لمصانع المجموعة؟

 
حجازي: تقدر الطاقة الإنتاجية للمجموعة بحوالي عشرة ونصف مليون طن من كافة مصانعها، ولكن بعد قرار جهاز حماية المنافسة بتقييد الإنتاج في مصانع الأسمنت، انخفض الإنتاج الفعلي إلى مستوى 7 ملايين طن للسوق المحلي والتصدير، يوجه أغلبها للسوق المحلي بحصة سوقية تصل إلى 10% والباقي يتم تصديره.
 

مع التوجه نحو تقليل البصمة الكربونية.. ما خطة الشركة في هذا الاتجاه؟

 
حجازي: تأتي الممارسات التشغيلية المستدامة على رأس جدول أعمال المجموعة وأحد الأهداف الرئيسية لجدول أعمال الاستدامة بالمجموعة هو تقليل تأثير عملياتها على البيئة. فعلى مدار العقد الماضي، وخاصة بعد إطلاق خطة الأمم المتحدة للاستدامة لعام 2030 ورؤية مصر 2030، اتخذت المجموعة إجراءات إيجابية تجاه حماية البيئة ودعم استدامتها. 
وحددت المجموعة المجالات الرئيسية للحد من الأثر البيئي واتخذت العديد من التدابير الإيجابية والفعالة التي تهدف إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من عمليات التصنيع في مصر.  
 
وشملت هذه التدابير استخدام الحرارة المهدرة كمصدر بديل للطاقة؛ وتقليل نسبة الكلنكر إلى الأسمنت، وأخيراً استخدام الوقود البديل ووقود المخلفات الزراعية واستخدام المواد الخام البديلة. 
 

الوقود البديل:

 
استثمرت المجموعة أكثر من 200 مليون جنيه وقامت بتركيب تقنيات مختلفة داخل مصانعها الثلاثة، حلوان والقطامية والسويس، لدعم استخدام الوقود البديل في عملياتها. ولم تكن المجموعة أول مُنتج للأسمنت في مصر يقوم بتغذية مواد الوقود البديلة في المحارق الرئيسية فحسب، ولكنها تمكنت أيضًا من تزويد جميع الأفران بها. 
 
المواد الخام البديلة: 
 
لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في صناعة الأسمنت، تتمثل إحدى أهم استراتيجيات المجموعة في استخدام المواد الخام البديلة مثل النفايات أو المنتجات الثانوية للقطاعات الأخرى. ويمثل إنتاج الصلب والسيراميك جزءًا كبيرًا من إمدادات هذه المواد الخام البديلة.  
 
وفي الآونة الأخيرة، تستخدم المجموعة خبث الحديد، وهو منتج ثانوي من عمليات إنتاج الصلب، كبديل للكلنكر في إنتاج الأسمنت CEMIII وبالتالي تحسين متانة الأسمنت وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل طن. 
 

منتجات صديقة للبيئة:  

 
في أوائل عام 2021، قدمت المجموعة إلى السوق المصري منتجات جديدة ذات انبعاثات أقل من ثاني أكسيد الكربون. وبالمقارنة بالأسمنت البورتلاندي العادي، فإن هذه المنتجات تتميز بانخفاض نسبة الكلنكر مما يساهم على خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة كبيرة.  
 
وقد حصلت مجموعة شركات السويس للإسمنت في أغسطس من العام الماضي، على شهادة “الإفصاح البيئي للمنتج”EPD  لأربعة من منتجاتنا. وبهذه الشهادة أصبحت المجموعة أول شركة لإنتاج الاسمنت الرمادي في مصر وأفريقيا تحصل على هذه الشهادة. هذه شهادة تصف منتجاتنا بانها “منتجات صديقة للبيئة” وتتوافق رسمياً مع معايير الايزو الدولية. 
 

إلى أين وصلت مستجدات مشروع استعادة الطاقة المهدرة بمصنع «حلوان»؟

 
حجازي: يُعد مشروع تحسين كفاءة الطاقة واستعادة الطاقة المهدرة الأول في مصر، فالحرارة المهدرة عاملاً حاسمًا في تقليل استخدام الطاقة والتكاليف وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في مصانع الأسمنت من خلال استخدام الطاقة المهدرة التي يتم إخراجها عادةً إلى الغلاف الجوي لإنتاج ما يصل إلى 30% من احتياجات الكهرباء لمصنع الأسمنت. 
 
ومن هذا المنطلق، تم البدء في إقامة مشروع لجمع الحرارة المهدرة المتولدة في الفرن وتحويلها إلى طاقة كهربائية دون الحاجة إلى أي وقود إضافي في مصنع حلوان باستثمارات 25 مليون دولار، ومن المتوقع الانتهاء من المشروع في الربع الأول من 2024.
 
ويسمح “نظام استعادة الحرارة المهدرة” بإنتاج الطاقة باستخدام الحرارة الزائدة من خطوط الإنتاج، ولديه القدرة على توليد ما يصل إلى 20 ميجاوات من الطاقة. 
 
وتتميز هذه التقنية بعدم إصدار أية غازات دفيئة، بل بالعكس سيتم توفير حوالي 40.000 طن سنويا من غاز ثاني أكسيد الكربون، مما يعود بالنفع على البيئة المحيطة والتي تتمثل في الحد من أثار التغيرات المناخية. علاوة علي توفير طاقة كهربائية لتوليد الكهرباء للمنازل المحيطة بمصنع حلوان ورفع العبء عن الدولة خصوصا في أوقات الحرارة العالية وحفض استهلاك الكهرباء. 
 

إلى أين وصلت دراسة إعادة تشغيل مصنع طره؟

 
حجازي: لا يزال المصنع متوقف، وتقوم المجموعة بدراسة ومتابعة الموقف باستمرار لتقييم ميزان العرض والطلب في السوق المحلية، لتحديد مدى إمكانية استئناف الإنتاج في مصنع أسمنت بورتلاند طره مرة أخرى.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

عجز مصر التجاري يرتفع بشكل طفيف إلى 2.7 مليار دولار في فبراير

ارتفعت قيمة العجز في الميزان التجاري لشهر فبراير الماضي بنسبة...

منطقة إعلانية