تبدأ خلال الأيام القادمة شحنات الحبوب التي تبرعت بها روسيا لعدد من دول أفريقيا في محاولة منها لتعزيز نفوذها في القارة السمراء.
من المتوقع أن يصل إجمالي الشحنات إلى 200 ألف طن بحلول نهاية العام الجاري، حسبما نقلت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية عن وزارة الزراعة، ومن المقرر أن تكون الصومال وبوركينا فاسو أول المتلقين.
يأتي ذلك بموجب وعد من الرئيس فلاديمير بوتين في يوليو الماضي بإرسال حبوب مجانية إلى ست دول إفريقية لها علاقات قوية مع موسكو.
ستحصل كلا من زيمبابوي ومالي وإريتريا وجمهورية أفريقيا الوسطى على ما بين 25 ألف و50 ألف طن من الحبوب لكل منها.
الوعد الذي قطعه بوتين جاء في أعقاب انتقادات وجهت لورسيا بأنها وراء ارتفاع أسعار الغذاء والأسمدة العالمية، بعد انسحابها من اتفاق تسهيل تجارة الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
بدد البحث الذي تم تقديمه في مؤتمر في كيب تاون يوم الأحد نظمته مؤسسة أنشأها رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي إلى فكرة أن موسكو تتحمل المسؤولية الأساسية عن ارتفاع تكاليف الغذاء.
أدت العقوبات المباشرة أو غير المباشرة المفروضة على روسيا وحليفتها بيلاروسيا إلى خفض الإمدادات العالمية من الأسمدة والأمونيا بمقدار 40.8 مليون طن حتى أبريل 2023، وفقا للدراسة.
وفي حين أن الأسمدة الروسية لم تخضع لعقوبات دولية، إلا أن العقوبات المفروضة على أصحاب الشركات التي تنتجها والقيود التي تفرضها الصناعات المصرفية واللوجستية، أدت إلى انخفاض الصادرات في العام الماضي، وقد تعافت منذ ذلك الحين، مما أدى إلى انخفاض الأسعار.
وأظهر تحليل الدراسة لتأثير صفقة حبوب البحر الأسود أنها ساعدت في إطعام حوالي 95 مليون شخص، لكنها فشلت في ضمان تدفق الأسمدة القادمة من روسيا بحرية إلى الأسواق العالمية، ولو حدث ذلك لكان من الممكن إنتاج غذاء يطعم نحو 199 مليون شخص.
رغم مساعيها لزيادة نفوذها في أفريقيا إلا أن روسيا لا تزال لاعبا صغيرا، إذ بلغت تجارتها البينية مع القارة 18 مليار دولار في عام 2022، مقابل نحو 282 مليار دولار للصين.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا