أخبار

هل يمكن إنقاذ سياحة الشتاء المصرية من تداعيات طوفان الأقصى؟

تأشيرة

كتب: أحمد المهدي

ما لبثت السياحة في أن تتعافي من آثار فيروس كورونا وكانت في طريقها إلى تحقيق الـ14 مليار دولار عائدات لهذا العام وفق تقديرات حكومية، لتعصف الحرب الإسرائيلية على غزة بالآمال، واستمرارها يمثل ضربة موجعة للموسم الشتوي.

تعول الحكومة المصرية على إيرادات السياحة في توفير العملة الصعبة التي قد تمثل أزمة تزيد من أنين الاقتصاد المصري خلال الفترة المقبلة.
مجتمع السياحة حدد لـ”إيكونومي بلس” حلولا سريعة من شأنها تخفيف حدة الآثار التي تواجهها نسب الإشغالات المختلفة لجميع المقاصد السياحية في موسم أعياد الكريسماس واحتفالات رأس السنة.

إلغاء الحجوزات

تأثير طوفان الأقصى، الذي بدأ في 7 أكتوبر الماضي، طال السياحة الثقافية منذ الأسبوع الأخير من أكتوبر الماضي ونوفمبر بعد إلغاء السائحين حجوزاتهم، خاصة مع تصاعد العمليات العسكرية.

“تصاعد معدلات الإلغاء تزامن مع أعياد الكريسماس”، قال إيهاب عبد العال أمين صندوق جمعية السياحة الثقافية.

الشركات الأجنبية المنظمة للرحلات، تؤكد الرحلة أو تلغيها قبل موعدها بـ21 يوما، ما يعني أن التأثير السلبي ممتد حتى العاشر من يناير المقبل، وهو نفس السبب لبدء التأثير في نهاية أكتوبر وليس في الأيام الأولى للحرب.

40% انخفاضا في الإشغال

أشار عبد العال إلى أن نسب الإشغال الحالية انخفضت 40% مقارنة بالنسب المتفق سابقا للموسم، الذي يبدأ في أكتوبر وحتى أبريل، متأثرة بالتحذيرات التي وجهتها الدول لمواطنينها، ما يكبد الفنادق خسائر مالية.

استعد القطاع للموسم السياحي الحالي بزيادة 60 مركبا عائما عن العام الماضي، ليصل إجمالي الفنادق العائمة إلى 180 بهدف استيعاب الأعداد المتوقع زيادتها إلى المقصد المصري، إلا أن تداعيات الحرب قلصت طاقة إشغالات الفنادق حسبما أوضح عبدالعال.

تزامن الوضع الحالي مع استجابة الشركات السياحية المصرية إلى ضغط الشركات الأجنبية بخفض أسعار الموسم بنسبة 25% – نتيجة الحرب الجارية – وهو خصم من المفترض أن يمكن الوكلاء الأجانب من ترغيب أكبر عدد من السائحين إلى المقصد المصري.

توقعت الحكومة تحقيق إيرادات سياحية قياسية لهذا العام تصل إلى 14 مليار دولار بعد الوصول إلى 10.7 مليار دولار في العام المالي الماضي، ضمن خطة مصر للوصول إلى 30 مليار دولار سنوياً بدءًا من العام 2028.

“تعافي القطاع والعودة إلى المعدلات الطبيعية في الموسم الحالي يحتاج إلى شهر ونصف عقب انتهاء الحرب الحالية بفلسطين، أما تعايش السائحين على الوضع الراهن واتخاذ قرار بزيارة مصر هو أمر متروك لهم ولثقافاتهم”، وفقا لعبدالعال.

إذن ما الحل؟

اقترح أمين صندوق الجمعية قيام المعنين بالقطاع بالقيام بحملة ترويجية لتصحيح الصورة الذهنية لدى الأجانب، تتم عبر تسجيل مقاطع فيديو لانطباعات سائحي القاهرة والأقصر وأسوان والتأكيد أن هذه المناطق بعيدة تماما عن مكان الحرب.

أشار أيضا لضرورة نشر خريطة لمصر موضحه عليها أماكن المقاصد المختلفة والأماكن الحدودية التي تقع بالقرب من الحرب، لتكوين صورة لدى الراغبين في زيارة المقصد المصري وتحفيزهم على اتخاذ القرار.

شرم الشيخ تترقب

نترقب الموسم الشتوي لعام 2024، لما كنا نتوقع فيه باستمرار زيادة السياحة الوافدة إلا أن طوفان الأقصى تسبب في خفض نسب الإشغالات في شرم الشيخ الشهر الجاري والذي يتزامن مع أعياد الكريسماس ورأس السنة إلى 60% مقارنة بنسب الفترة نفسها من العام الماضي وصلت 90%، هذا ما بدأ به حديثه محمد عباس عضو جمعية مستثمري جنوب سيناء.

قال “هناك تفاوتا في نسب إشغال الفنادق، فمن كان يتعامل مع السوق الألمانية والإنجليزية والإيطالية تأثر سلبا بنسبة كبيرة إثر انخفاض أعدادهم بعكس الفنادق الأخرى التي تستقبل السائحين الروس والأوكران”.

لجأت الفنادق إلى خفض أسعارها بنسب تصل لـ30% لجذب مزيد من السياح، رغم أن هذه الفترة عادة ما تشهد الفنادق زيادات في الأسعار نتيجة الإقبال المتزايد في الأعياد، وفق قول عباس.

طابا “زيرو” سياحة

مدينتا طابا ونوبيع خاويتان على عروشهما منذ السابع من أكتوبر، لدرجة أن نحو 5 فنادق فقط هي التي تضى أنوارها وتحتفظ بالعمالة لديها، دون ذلك فباقي الـ 70 فندقا أغلقوا أبوابهم بعكس الفترة نفسها من العام الماضي التي كانت ممتلئة بالسائحين وخاصة مع أعياد الكريسماس، بحسب ما قاله سامي سليمان رئيس جمعية مستثمري “طابا – نوبيع”.

مطالب عاجلة

يرى سليمان أن المشكلات تختلف باختلاف المقصد السياحي، ما يجعل مدينة طابا في أشد الحاجة إلى تدخل حكومي لإنعاشها بإجراءات عاجلة بينها إعفاء الفنادق من الـ15% نسبة القيمة المضافة، ما يسهم في تحفيز السياحة الداخلية والخارجية، وفقا لقوله لـ”إيكونومي بلس”.

منح حوافز خاصة لطابا، كتصريح بإقامة حفلات غنائية تزامنا مع احتفالات رأس السنة، قد يعيد لها الحياة مرة أخرى، فضلا عن دعم البنوك الوطنية للقطاع.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

كيف يهدد سمك السالمون صناعة الرنجة؟

يهدد الإقبال العالمي على تناول سمك السالمون وجود الرنجة، إذ...

منطقة إعلانية