كتب: أحمد المهدي
“يصعب تحديد الزيادة السعرية لملابس الموسم الصيفي المقبل، نتيجة المتغيرات اليومية في سعر الدولار بالسوق الموازية، التي تعقد به المصانع عقود استيرادها للمادة الخام للموسم “.
هذا ما بدأ به وكيل غرفة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات محمد الصياد حديثه لـ”إيكونومي بلس” حول توقعاته لأسعار الملابس الصيفية في السوق.
يختلف قطاع الملابس الجاهزة عن باقي القطاعات الصناعية، بتحديد المصانع سعر ثابت للمنتج لفترة الموسم كاملة دون أية زيادات، كما يحدث في الأجهزة الكهربائية وغيرها، نتيجة إبرام المصانع عقود استيراد خامات الإنتاج بالكميات المطلوبة كاملة.
20 % زيادة شتوية
تشهد أسعار الملابس الشتوية حاليا بالأسواق، زيادة تتراوح نسبتها بين 15 و20% مقارنة بأسعار الموسم الماضي، نتيجة صعود أسعار مدخلات الإنتاج المستوردة المتحكمة في السعر النهائي.. بحسب ما أوضحه.
تعتمد صناعة الملابس على الاستيراد بصورة أساسية بداية من الغزول مرورا بمواد الصباغة منتهية بمرحلة الاكسسوارات اللازمة للإنتاج المحلي.
تستحوذ الأقطان قصيرة التيلة على 97% من صناعة المنسوجات بالعالم، بينما الأقطان طويلة التيلة على 3%.
وتعتمد 97% من صناعة المنسوجات في العالم على الأقطان قصيرة التيلة، بينما الأقطان قصيرة التيلة لا تتعدى نسبتها الـ 3%.
زيادة مؤقتة
تواجه عمليات الاستيراد حاليا، أزمة مرور السفن بالبحر الأحمر، ما رفع أسعار الشحن بقيمة 15 سنتا للكيلو الواحد، ما يزيد مؤقتا في تكلفة إنتاج الملابس الجاهزة.
3 دولارات لـ”كيلو الغزول”
“الغزول المستوردة تعد الأفضل للصناعة بسبب تنافسية أسعارها مقارنة بالغزول المصرية التي تزيد أسعارها مرة ونصف عن المستورد، إضافة إلى عدم قدرة الغزل المصري على سد احتياجات جميع خطوط الإنتاج”.. وفق ما أشار إليه الصياد.
“يتراوح سعر كيلو الغزول المستوردة بين 3 و3.5 دولارا، الأمر الذي يجعل الدولار المتحكم في صناعة الملابس، فكلما تحرك سعر الدولار صعودا أمام الجنيه، كلما زدات التكلفة، خاصة أنه يتم احتساب الدولار على سعره في السوق الموازية لدى فتح الاعتمادات”.. وفق قوله.
تقوم البنوك بتدبير العملة للمصانع عبر قوائم الانتظار، مع السماح للمستوردين في سبتمبر الماضي بتوفير العملة الأجنبية اللازمة لعمليات الاستيراد الخاصه بهم وإيداعها بالكامل مضافا إليها 20% من إجمالي القيمة بهدف بيعها للبنك بالسعر الرسمي؛ لسرعة فتح الاعتمادات.
للمزيد أقرأ: ادفع أولا واستورد فورا.. هل تفضل البنوك الحصيلة الدولارية على حساب التضخم؟
تستحوذ الهند على نحو 85% من واردات مصر من الغزول، إذ يتراوح إجمالي واردات المصانع من الغزل الهندي بين 300 و400 ألف طن والنسبة الأخرى يتم استيرادها من الصين وباكستان.. بناء على تقدير الصياد.
وقال إن استمرار انخفاض الجنيه أمام الدولار، انعكس على أسعار كيلو القماش المنتجة، حيث كان سعر الكيلو يسجل 120 جنيها سابقا إلى أن وصل حاليا لمستوى الـ 330 جنيه، ما ينعكس على التكلفة الإنتاجية الكلية التي شهدت زيادة تترواح بين 60 و70%.
تأتي الصباغة والطباعة، الحلقة الثالثة بحلقات الإنتاج المعتمدة على استيراد 60% من مواد الصباغة والـ 40% من المواد المحلية، إلى أن تنتهي بمرحلة الإكسسوارات التي لا تتخطى نسبة 20% مستوردة للملابس المنتجة محليا.
مطبات إنتاجية
يمثل انخفاض الطاقة الإنتاجية بالمصانع عبئا آخر يضاف للتكلفة التصنيعية، التي تنخفض كلما عمل المصنع بكامل طاقاته، بالإضافة إلى ضرورة مضاعفة رأس المال العام لاستمرار شراء الكمية السابقة نفسها بفائدة بنكية تصل إلى 25%.. وفق تأكيده.
تعمل المصانع المنتجة للسوق المحلية بنسبة تتراوح بين 50 و60% نتيجة انكماش السوق المتأثرة بتداعيات الوضع الاقتصادي، بعكس المصانع المنتجة للتصدير التي حافظت على نسب أعلى بالطاقة الإنتاجية.
انخفض إجمالي صادرات مصر من الملابس الجاهزة العام الماضي بنسبة 2% فقط، وسط المتغيرات التي أثرت بصورة كبيرة على حركة التجارة العالمية، مقابل صادرات 2022.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
