أخبار

تصدير خردة النحاس يُغلق محابس إنتاج الأدوات الصحية

خردة النحاس

كتب: أحمد المهدي

 

لم يتخيل رجال الأعمال المتحولون من الاستيراد وتجارة الأدوات الصحية، إلى القلاع الصناعية، أن يأتي عليهم يوم، يُطاردهم فيه شبح توقف خطوط إنتاج مصانعهم، بعد مرور 7 أعوام فقط على توجيه استثماراتهم للإنتاج المحلي من أجل زيادة التعميق الصناعي.

أزمة إنتاجية رصدها “إيكونومي بلس” في مصانع الأدوات الصحية، تعصف بطموح المتحولين، حينما قرر تسليط الضوء على رحلتهم في خفض الفاتورة الاستيرادية؛ لتكون منارة لقطاعات صناعية أخرى في عام 2024.

العديد من الشكاوى، تلقتهما غرفتا الصناعات الهندسية والمعدنية باتحاد الصناعات، من قبل المصانع، الخاصة بتأثر الإنتاج، إثر العجز الشديد في وفرة خردة النحاس الأصفر محليا.

 

ما القصة؟

تهاوي قيمة الجنيه أمام الدولار بالسوق الموازية بصورة سريعة في العام الجديد، نتج عنه تلاعبات تصديرية لخردة النحاس المحظورة تصديريا عبر صور مختلفة لعبور المنافذ الجمركية.

بناء على قرار 190 لسنة 2022، حظرت وزارة التجارة والصناعة، تصدير بعض أنواع الخردة والخامات وورق الدشت، والذي جددته الوزارة لعام آخر ينتهي في 27 مارس 2024.

تخطي سعر الدولار بالسوق الموازية، أكثر من مثل سعره بالسوق الرسمية، دفع أصحاب النفوس الضعيفة إلى استغلال الأزمة الحالية، سواء بالتخزين أو التصدير، لتحقيق أعلى عائد مادي، دون الالتفات إلى مصلحة الصناعة التي تعد عصب الاقتصاد.

إذ تعد خردة النحاس أحد أهم المادة الخام في صناعة الأدوات الصحية، ما أدى إلى غلق محابس الإنتاج حاليا بمصانع القطاع، وفق التصريح الخاص لرئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، محمد المهندس.

ينخفض سعر المنتج المحلي بنسبة تتراوح بين 30 و40% عن مثيله المستورد بالسوق، الذي لا تتخطى حصته بالسوق حاليا 15%.

جاءت هذه الشكاوى، قبل انتهاء مدة القرار بشهرين، ووسط جنون سعر طن خردة النحاس الأصفر الذي وصل سعره إلى 400 ألف جنيه في شهر يناير 2024، مقابل 200 ألف جنيه في يناير 2023.. وفق قول المدير التنفيذي لغرفة الصناعات المعدنية محمد حنفي لـ”إيكونومي بلس”.

يبلغ عدد المصانع المتضررة بالصناعات المعدنية 33 مصنعا، ذات الفئات الصغيرة والمتوسطة، ويصل عدد المصانع التابعة للصناعات الهندسية إلى 222 مصنعا، ولا تتعدى الطاقات الإنتاجية الحالية الـ10%.

 

بداية التحول

جاءت البداية في عام 2017، حينما تحول ما لا يقل عن 200 مستورد وتاجر للأدوات الصحية للإنتاج؛ في خطوة لتعميق الصناعة المحلية وخفض الاعتماد على الدولار، عبر توفير أدوات صحية محلية الصنع وبجودة المستورد.. وفق قول رئيس شعبة الأدوات الصحية بغرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات أيمن الفخراني.

وفي 2020، استحوذ المنتج المحلي على 70% من السوق، و30% للمنتج المستورد.

تمثل خردة النحاس الأصفر المكون الرئيسي في صناعة ما يسمى بـ”قلب” خلاط المياه، وهو ما يميز المنتج المحلي عن المستورد، في توفير قطع غيار بالأسواق بأسعار مناسبة أمام المستهلكين.

 

ما الحل؟

طالب المدير التنفيذي للصناعات المعدنية محمد حنفي، المصانع المتضررة بمنح معلومات عن عمليات التحايل التصديرية، من أجل إرسالها للجهات المختصة لضبط تلك العمليات، واتخاذ ما يلزم من قرارات رادعة.

في الوقت نفسه، خاطبت غرفة الصناعات الهندسية بالاتحاد الرقابة الصناعية لحماية مصانع الأدوات الصحية من التلاعبات التي تشهدها المادة الخام حتى لا تنتهي سلسلة تحول المستوردين والتجار إلى الإنتاج خاصة مع احتياج الاقتصاد إلى الاعتماد على السلع محلية الصُنع.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

عجز مصر التجاري يرتفع بشكل طفيف إلى 2.7 مليار دولار في فبراير

ارتفعت قيمة العجز في الميزان التجاري لشهر فبراير الماضي بنسبة...

منطقة إعلانية