كتب: أحمد المهدي

استمرت أسعار المواد الغذائية عند المعدلات المرتفعة نفسها، رغم انخفاض سعر الدولار في السوق الموازية، والذي عادة ما تعلل به المنتجون لرفع الأسعار.
وكان معدل تضخم أسعار الغذاء قد سجل في ديسمبر الماضي مستوى قياسي عند 60.4%.
قال أيمن قرة، عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، لـ”ايكونومي بلس” إن المنتجات التي ارتفعت بسبب الدولار سوف تنخفض بشرط بدء البنوك بتدبير الدولار للمصانع، لتلبية احتياجاتها من مستلزمات الإنتاج المستوردة.

تعتمد الصناعة بنسبة كبيرة على الخامات المستوردة، فصناعة الزيوت – على سبيل المثال- معتمدة على استيراد 93% من الزيت من الخارج، أضاف قرة.

عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الغذائية، رهن تراجع الأسعار أيضا، بوفرة السلع في السوق، فهو يرى أن الزيادة ليست بسبب الدولار بنسبة 100%، إنما آلية العرض والطلب لها دورا كبيرا في تحديد الأسعار.
خلفت أزمة الدولار أزمة في الإفراج عن الخامات المتواجدة بالموانئ، فهناك وقدر قرة قيمتها بنحو 4 مليارات دولار.

قرة، أكد أن الأسعار تحتاج إلى شهر ونصف لتستجيب إلى تراجع الدولار، كما أنها لن تعود لمستويات 2022، خاصة مع زيادة جميع عناصر التكلفة الإنتاجية، بخلاف ارتفاع أسعار الشحن التي تعاني منها التجارة العالمية حاليا.

ما دور المصانع في زيادة الأسعار؟

قرة قال:” إن المصانع لا تزيد الأسعار أكثر من مرة خلال الأسبوع، وأنها ليس لها علاقة بالزيادات غير المبررة للسلع الغذائية”.
وضرب مثلا بمصانع الزيوت، التي رفعت أسعارها في 20 ديسمبر الماضي بنسبة 13%، قبل أن تزيد أسعارها مرة أخرى منتصف يناير الماضي بنسبة 20%، ما يجعل أية زيادة بين تلك الفترة غير مبررة.
الحال نفسه، ينطبق على باقي قطاعات الصناعات الغذائية، التي تقوم بالإعلان عن الأسعار الجديدة كل فترة، خاصة أنها ملتزمة بإصدار فاتورة ضربيبة مبين بها الأسعار الجديدة للمنتجات، وفق قوله.

ما الحل؟

أيمن قرة، يرى أن الحل هو اتجاه المستهلكين إلى السلاسل التجارية الكبيرة الملتزمة بالأسعار، وسط الحالة الاستثنائية التي تعيشها الأسواق.
كما دعاهم إلى ضرورة ترشيد الاستهلاك للمنتجات، عبر تغيير ثقافاتهم الاستهلاكية لمواجهة الموجة التضخمية في الأسعار، سواء عن طريق الاستغناء عن بعض السلع أو تقليل استهلاكها.
واختتم حديثه قائلا:” كلما انتظمت العملية الاستيرادية لخطوط الإنتاج بالكميات المطلوبة، كلما انخفضت تكلفة الإنتاج على السلع في السوق أيضا”.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا