أخبار

لماذا يتمسك العالم بتفاؤله تجاه الآفاق الاقتصادية للصين؟

الصين

صورة ملتقطة بواسطة طائرة بدون طيار في أول يناير 2024 تظهر منطقة يانغبو للتنمية الاقتصادية وقت شروق الشمس بمقاطعة هاينان جنوب الصين. (شينخوا)
حددت الصين هدفها للنمو الاقتصادي لعام 2024 عند حوالي 5 في المائة، وذلك حسب تقرير عمل الحكومة الذي تم تقديمه يوم الثلاثاء إلى الهيئة التشريعية الصينية للمداولة.

وأعرب خبراء ومطلعون في هذا المجال بجميع أنحاء العالم عن تفاؤلهم بشأن الهدف وأعربوا عن ثقتهم في النمو الاقتصادي طويل الأجل للصين، قائلين إن الهدف يتماشى مع واقع التنمية الاقتصادية في الصين ويظهر الحوكمة الاقتصادية العقلانية والموضوعية والبراغماتية للحكومة الصينية.

فقد قال لويس فرنانديز، كبير الباحثين في مركز البحوث الاقتصادية العالمية بجامعة هافانا، إن “هدف النمو هذا مناسب تماما للظروف الوطنية للصين: فقد قامت الصين بوضع نمط تنمية اقتصادية عالية الجودة للمرحلة الحالية، نمط يناصر الاقتصاد الأخضر وتطوير التكنولوجيا الفائقة. وهذا من شأنه أن يضخ حيوية قوية في الاقتصاد العالمي“.

يُظهر هذا الهدف، وهو نفس الهدف لعام 2023، أي هدف النمو للعام السابق، التزام الصين بالتنمية عالية الجودة رغم أوجه عدم اليقين في الداخل والخارج.

ومن جانبه لفت جيفري ساكس، أستاذ الاقتصاد ومدير مركز التنمية المستدامة في جامعة كولومبيا، إلى أن التقدم التكنولوجي الذي حققته الصين سريع جدا و”أوجه التطور هذه وضعت الصين في مكانة عالمية قوية للسنوات المقبلة”.

ومن أجل تحقيق هدف النمو الاقتصادي، يقترح تقرير عمل الحكومة لهذا العام تحديث النظام الصناعي والإسراع في تطوير قوى إنتاجية جديدة عالية الجودة، ما يخلق مشهدا اقتصاديا أفضل كما رأينا هذا العام.

أما مايكل شومان رئيس الرابطة الاتحادية الألمانية للتنمية الاقتصادية والتجارة الخارجية، فقال “إن مفهوم ‘القوى الإنتاجية (عالية الجودة) الجديدة’ هو استجابة جيدة للإمكانات الهائلة الكامنة في أحدث التطورات العلمية والتكنولوجية، مثل الذكاء الاصطناعي، لزيادة إنتاجيتنا مع جعلها أكثر استدامة وصداقة للبيئة والحد من استخدام العمالة البشرية”.

وفقا لمؤشر الابتكار العالمي 2023 الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية، تعد الصين، التي تحتل المرتبة الـ12، الاقتصاد الوحيد متوسط الدخل ضمن أعلى 30 اقتصادا، وتقترب من أعلى 10 اقتصادات.

وسلط يان لي، كبير المحاضرين في كلية نانيانغ للأعمال بجامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة، الضوء على أن “الصين حققت الريادة في صناعة الطاقة الجديدة وتصنيع السيارات الذكية. وإن مثل هذه الصناعات لا تزال تتمتع بإمكانات هائلة”، مضيفا أنه مع وجود القوى الإنتاجية عالية الجودة الجديدة، ستعزز الصين مكانتها بشكل أكبر في السلسلة الصناعية العالمية.

ومن أبرز ما ورد في تقرير عمل الحكومة الاقتراح الداعي إلى تعزيز الانفتاح على مستوى عالٍ، ومواءمته مع القواعد الاقتصادية والتجارية الدولية عالية المستوى، وتوسيع الانفتاح المؤسسي بشكل مطرد.

من أجل جذب الاستثمارات الأجنبية، طرح تقرير عمل الحكومة لهذا العام سلسلة من الإجراءات المحددة مثل مواصلة خفض القائمة السلبية لوصول الاستثمار الأجنبي، وإزالة القيود على وصول الاستثمارات الأجنبية في قطاع التصنيع تماما، وتخفيف الوصول إلى السوق بالنسبة لخدمات مثل الاتصالات السلكية واللاسلكية والرعاية الطبية.

وفي نفس السياق، ذكر تيتسورو هوما، نائب الرئيس التنفيذي لشركة ((باناسونيك))، أن بيئة الأعمال في الصين جذابة والشركات اليابانية تعتبر الصين سوقا مهمة وتعمل بنشاط على توسيع أعمالها في الصين.

الصين
هذه الصورة الأرشيفية غير المؤرخة تظهر منطقة عرض مصفوفة الدفع الكهربائية النموذجية في شركة فولكس فاغن آنهوي. (شينخوا)

وقال هوما لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أُجريت معه مؤخرا إن الشركة اليابانية العاملة في مجال التكنولوجيا ستواصل التعمق في السوق الصينية.

وبدوره ذكر أليكسيس بيراكيس-فالات، رئيس قسم المنتجات الاستهلاكية في شركة ((لوريال))، إنه “متفائل للغاية إزاء مستقبل الصين” لأن الصين لديها طبقة متوسطة وطبقة متوسطة عليا كبيرتين.

وأشار إلى أن “آفاق نمو لوريال في الصين مرتفعة للغاية”، مضيفا “نحن على قناعة بأن الصين القادمة هي الصين”.

وفقا للمنتدى المالي الدولي، ساهمت الصين بنسبة 32 في المائة في النمو الاقتصادي العالمي في عام 2023 ولا تزال المحرك الأكبر للتنمية العالمية.

إن أي نمو أسرع في الصين تكون له تأثيرات إيجابية على بقية العالم. فأبحاث صندوق النقد الدولي تشير إلى أن نموا مقداره نقطة مئوية واحدة في الصين من شأنه، في المتوسط، أن يزيد من مستوى الناتج في الاقتصادات الأخرى بنسبة 0.3 في المائة.

ومن ناحية أخرى، قال خين ماونغ سو، المستشار السابق بمعهد ميانمار الإستراتيجي والدولي، إن ثقة العالم في الصين تضرب بجذورها في الاتساق الإستراتيجي الاقتصادي للصين.

وبالمثل، أشار جان كريستوف إيسيو فون بفيتن، رئيس معهد الدراسات الإستراتيجية للشرق والغرب في بريطانيا، إلى أن قرارات جيدة مثل الاهتمام بالاقتصاد الخاص وتعزيزه هي قرارات تلقى ترحيبا ليس فقط من قبل الصينيين أنفسهم وإنما أيضا من قبل رجال الأعمال الأجانب.

وأكد جوزيف موتابوبا، الخبير الرواندي في العلاقات الدولية والشؤون الدبلوماسية، أن السوق الصينية تظل جاذبة للاستثمارات الأجنبية نظرا لحجمها وتنامي الطبقة المتوسطة والدعم الحكومي للصناعات الرئيسية. وإن جهود الصين لتعميق الإصلاحات وتوسيع الانفتاح تظهر التزاما بالنمو المستدام والاندماج في الاقتصاد العالمي.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

منطقة إعلانية