كتب: باسل محمود
“سيكون لدينا 4 مصانع لشركات عالمية لإنتاج الهاتف المحمول تابعة لشركات سامسونج وأوبو وشاومي، بالإضافة لمصنع فيفو الذي سينتج 6 ملايين جهاز سنوياً، ونسعى لجذب مصنع لشركة أبل”، هذا ما قاله رئيس الوزراء مصطفى مدبولي السبت الماضي أثناء زيارته لمصنع شركة فيفو.
سعي الحكومة المصرية لجذب شركة “أبل” لإنشاء مصنع لها في السوق المصرية، كانت مفاجأة، لا سيما أن جذب مثل هذه الشركات العالمية، والتي تتمتع بتعدد نقاط التصنيع والتجميع والإنتاج في دول عدة، للدخول والعمل في مصر ليس بالأمر السهل.
تقدر القيمة السوقية لشركة “أبل” بنحو 2.8 تريليون دولار.
اقتناع وترحيب من “أبل”
رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، النائب أحمد بدوي، قال لـ”إيكونومي بلس”، إن شركة أبل رحبت واقتنعت بمقترح رئيس مجلس الوزراء، للدخول إلى السوق المصرية، مشيراً إلى وجود عدد من الشركات العالمية الأخرى، التي رحبّت بتواجدها في مصر، وستبدأ قريباً بالاستثمار في السوق المحلية.
وضعت مصر مخططاً لإنشاء 10 مناطق تكنولوجية في المحافظات تنتهي قبل 2030، وتشمل مدينة برج العرب، وأسيوط، وبني سويف، والسادات، والعاشر من رمضان، والمنصورة، وأسوان، ودمياط، وبور سعيد، والإسماعلية، بالإضافة إلى مدينة المعرفة التكنولوجية بالعاصمة الإدارية الجديدة.
“نسبة الإشغال في المنطقة التكنولوجية بمحافظة أسيوط بلغت 100%”، بحسب بدوي.
أضاف بدوي: “نحن في البرلمان أصدرنا العديد من التشريعات التي تشجع على الاستثمار في السوق المحلية، وتقدم العديد من التسهيلات للمستثمرين سواء المحليين أو الأجانب”.
تسعى مصر لتخفيض قيمة وارداتها من الهواتف الذكية، والتي تقدر بنحو 1.5 مليار دولار سنوياً، وتوفير المزيد من الفرص العمل.
امتيازات غير تقليدية
“شركة بحجم أبل لن تقبل ولن تفكر في إنشاء مصنع لها في مصر بامتيازات أقل مما هي عليه الآن في الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكوريا الجنوبية، وألمانيا، واليابان، وتايوان، بالإضافة إلى الهند”، وفق ما قاله رئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، كريم عادل لـ “إيكونومي بلس”.
أضاف: “يجب إعداد دراسة كاملة للحوافز الاستثمارية والتسهيلات والإعفاءات التي تقدمها هذه الدول لشركة أبل، وبناء عليه، يتم إعداد حزمة من الحوافز والتسهيلات لا تقل عما تقدمه أياً من هذه الدول بل تزيد”.
أوضح أنه إذا كان بعض المستثمرين يقبلون بالحوافز الحالية، إلا أن الأمر يختلف وفقاً لحجم وطبيعة المستثمر وقوته الإنتاجية، ومستوى انتشار نقاطه الإنتاجية في دول العالم.
حاليا يتم تصنيع الهواتف المحمولة لكل من “سامسونج” و”شاومي” محليا في مصر بنسبة تصنيع تزيد عن 40%، وتم تأسيس مصنعين لتصنيع الساعات الذكية وإكسسوارات الهواتف والسماعات اللاسلكية.
العمالة المدربة كلمة السر
يرى عضو الجمعية الأمريكية لإدارة التكنولوجيا، الدكتور محمد عزام، أن وجود شركة أبل في السوق المصرية لا يتطلب فقط تقديم حوافز ضريبية أو تسهيلات لهذا الحجم من الشركات، ولكن هذه الشركات تتواجد في الدول التي توفر بنية معلوماتية قوية، ونظام ضريبي واضح، بالإضافة إلى العمالة المؤهلة، وهي العنصر الأهم.
“صناعة الإلكترونيات صناعة دقيقة وتتطلب مهارات خاصة، وبالتالي مثل هذه الشركات بحاجة إلى عمالة عالية التأهيل، سواء من المهندسين أو الفنيين أو الخبراء”، بحسب عزام.
أضاف: “إذا دخلت أبل السوق المصرية، سيمثل ذلك نقلة نوعية لشكل الاستثمار في مصر، وإذا نجحت الدولة في استقطاب هذه الشركة، فإنها حتماً ستكون قادرة على جذب المزيد من هذه النوعية من الشركات إلى السوق المحلية”.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا