ملفات

بريطانيا تحقق فى أسباب انهيار «توماس كوك».. والمديرون أول المتهمين

توماس كوك

أمرت حكومة المملكة المتحدة، بإجراء تحقيق فى دور إدارة شركة «توماس كوك»، فى انهيار شركة السياحة التى يبلغ عمرها 178 عامًا.
وطلب وزير الأعمال أندريا ليدسوم، التحقيق فى مسئولية مديرى الشركة، وما إذا كان أى إجراء قد اتخذوه «أضر» بالمقرضين أو خطط الانقاذ.
ودافع رئيس الوزراء بوريس جونسون، عن قرار الحكومة برفض خطة إنقاذ «توماس كوك» قائلاً إنه سيشكل «خطرًا معنويًا».
كما أعربت الحكومة عن مخاوفها بشأن المكافآت المدفوعة لمديرى الشركة.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن المملكة المتحدة بدأت إعادة أكثر من 150 ألف سائح، تقطعت بهم السبل فى جميع أنحاء العالم بعد فشل محادثات الانقاذ.
وقامت هيئة الطيران المدنى، بتشغيل 64 رحلة منذ الاثنين الماضى، إذ أعادت إلى البلاد أكثر من 14.700 مسافر.
ومن المقرر أن تعمل 74 رحلة بعد تدشين البرنامج الذى يطلق عليه اسم عملية «ماترهورن»، ويستمر حتى 6 أكتوبر المقبل.
ونشرت حكومة المملكة المتحدة أكبر عملية إعادة إلى الوطن فى التاريخ وقت السلم، لإحضار أكثر من 150 ألف سائح تقطعت بهم السبل على الشواطئ الخارجية وفى النقاط الساخنة لقضاء العطلات، بسبب انهيار شركة السياحة.
ويأتى هذا الجسر الهائل باستخدام الطائرات المستأجرة، بعد فشل محادثات الانقاذ مع المستثمرين.
وشهدت هذه الخطوة إلغاء الحجوزات والرحلات الجوية وجولات الطرود، مما أثار حالة من الذعر على الإنترنت للمسافرين.
وقالت الحكومة، إنها ستعمل على إعادة السائحين خلال الأسبوعين المقبلين، وستتكلف هذه العملية حوالى 75 مليون جنيه إسترلينى، بما يعادل 93 مليون دولار.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، انه تم حث المسافرين الذين وصلوا إلى وجهاتهم، على البقاء فى مكانهم ومواصلة إجازاتهم، مع إعلان الحكومة أنها ستغطى تكلفة الإقامة والعودة إلى الوطن فى الوقت المحدد.
وتتم تغطية الحجوزات بواسطة برنامج ترخيص «اير ترافيل اورجانيزر» أو «أتول» الذى يوفر تأمينًا ضد اضطرابات السفر.
ومع ذلك، أدى انهيار «توماس كوك» إلى خلق فوضى فى سوق السياحة والسفر بالنسبة لآلاف الأشخاص الذين لم يغادروا البلاد بعد،إذ كانوا يستعدون للاجتماع مع أسرهم، أو يستعدون حفلات الزفاف وشهر العسل.
وأوضحت الوكالة الأمريكية ان «توماس كوك» تعتبر أكبر ضحية لعملية تحول استمرت لعقود فى مجال السفر.
وشجع ظهور شركات الطيران المخفضة ومنصات الحجز عبر الإنترنت، الأوروبيين المتعطشين للسفر، على التخلى عن مشغلى الرحلات السياحية وترتيب رحلاتهم الخاصة، فى حين عانت الصناعة الموسمية للغاية من صدمات تراوحت بين الإرهاب والاضطرابات السياسية.
كما ان زوال إحدى العلامات التجارية الأكثر شهرة فى المملكة المتحدة يترك أكثر من 21 ألف وظيفة فى خطر .
وأجرت الشركة البريطانية، محادثات إنقاذ مع مستثمريها بقيادة مجموعة «فوسن» الصينية للسياحة والمالكة لسلسلة منتجعات «كلوب ميد»، والتى اقترحت خطة إنقاذ بقيمة 1.1 مليار دولار فى مقابل السيطرة على عمليات «توماس كوك» السياحية، والحصول على حصة أقلية فى شركة الطيران التابعة لها.
وخلال الأسبوع الماضى، قالت الشركة التى تتخذ من لندن مقراً لها، إنها بحاجة إلى 200 مليون جنيه إسترلينى، مما دفع فرص إنقاذها إلى الانهيار.
وقال بيتر فانكهاوزر، الرئيس التنفيذى للشركة: «رغم الاتفاق إلى حد كبير، فإن التسهيلات الإضافية المطلوبة فى الأيام القليلة الماضية من المفاوضات، تمثل تحديًا ثبت أنه لا يمكن التغلب عليه فى النهاية».
وفور إعلان الانهيار، تم تعليق أسهم «توماس كوك» فى لندن، وانخفضت سنداتها الأوروبية بنسبة %72.
وفى المقابل ارتفعت أسهم المنافس الألمانى «تى يو آى إيه جى» بنسبة تصل إلى %11، فى حين حصلت شركة «آى إيه جى» و»ايزى جيت» و»رينرار» القابضة على الدعم من احتمال نقل المسافرين العالقين إلى الوطن على نفقة الحكومة البريطانية وكذلك زيادة الحجوزات.
وقالت «كوندور» ذراع شركة طيران «توماس كوك» الألمانية، إنها ستواصل تشغيل الرحلات الجوية وتقدمت بطلب للحصول على قرض من الحكومة الألمانية.
وأعلنت الذراع التنفيذية فى فرع الشركة الانجليزية فى ألمانيا، أنها تبرز الخيارات النهائية، وحذرت من أنها قد تضطر إلى تقديم طلب للإفلاس أيضًا.
ويمثل الانهيار ضربة أخرى لقطاع السفر الأوروبى بعد أشهر فقط من إفلاس شركة الطيران الأيسلندية «دبليو أوه دبليو آير».
وأغلقت الشركة عملياتها فى شهر مارس الماضى، بسبب نقص التمويل تاركة 2.700 ألف مسافر تقطعت بهم السبل مما أضر باقتصاد البلاد.
وقالت مجموعة «فوسن» للسياحة، إنها تشعر «بخيبة أمل» لأن «توماس كوك»، لم تتمكن من إيجاد حل وانخفض سهمها بنحو %5.5 فى هونج كونج.
وتؤكد «فوسن» أن موقفها ظل دون تغيير طوال العملية لكن لسوء الحظ تغيرت عوامل أخرى، وأعربت الشركة عن عميق المواساة لجميع المتضررين، بعد أن تم إغلاق مكاتب تسجيل «توماس كوك» فى مطار جاتويك، بلندن يوم 23 سبتمبر الحالى.
وكانت شركة «توماس كوك» تأسست فى الأربعينيات من القرن الماضى، على يد رائد أعمال يحمل نفس الاسم وبدأت الشركة بالقيام برحلات بالقطار عبر ميدلاندز، الإنجليزية.
وتوسعت الأعمال التجارية مع اكتشاف الطبقة المتوسطة المتنامية فى بريطانيا، وأصبح لديهم مزيد من الوقت والمال لاكتشاف فرص السفر الممتعة فى أوروبا.
وبعد فترة وجيزة من امتلاكها لشركة السكك الحديدية الحكومية بعد الحرب العالمية الثانية، حصلت الشركة على أكبر دعم لها فى السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى.
لكن الشركة عانت من عبء ديونها الكبير، والتكاليف المرتبطة بالمحافظة على وجودها البارز فى مدن المقاطعات البريطانية.
وفشلت الخطط المختلفة فى إنقاذ الشركة، فى ظل تباطؤ سوق العطلات الأوروبى والشكوك حول التأثير الاقتصادى لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
وأشارت «بلومبرج» إلى أن تباطؤ الاقتصاد العالمى وعلامات التراجع فى سوق السفر السياحى الصينى، ربما يكون قد ساهم فى فشل «فوسن» فى إتمام حزمة الإنقاذ.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

البنك الأهلي يستحوذ على 24% من رأسمال “هايد بارك” العقارية

استحوذ البنك الأهلي المصري على حصة البنك العقاري المصري العربي...

منطقة إعلانية