تتقدم صادرات الجَزر المصري بسلاسة في الأسواق العالمية خلال السنوات القليلة الماضية ومن المتوقع أن ينتهي الموسم الجاري في وقت متأخر عن المعتاد بسبب ارتفاع الطلب، وتضاعفت قيمة صادرات الجَزر إجمالا العام الماضي إلى 11.7 مليون دولار مقابل 5.4 مليون دولار العام السابق له، بزيادة نحو 117%.
كيف توسعت صادرات الجَزر؟
قبل 5 سنوات لم تكن صادرات الجَزر تتجاوز مليوني دولار، لكنها توسعت في التصدير إلى أسواق عدة كان أبرزها أوروبا، لتحتل العام الماضي المركز الثالث بين أكبر مصدري الجزر إلى القارة العجوز بإجمالي 12 ألف طن، مقابل نحو 800 طنا فقط في العام السابق له، وبزيادة 1400%.
يعتبر هذا الحجم هو الأعلى في تاريخ صادرات الجَزر المصري، مدفوعا بنمو واردات أوروبا من الجزر على خلفية مشاكل إنتاجية، وعلى سبيل المثال، انخفض محصول الجزر في بولندا خلال 2022 بنسبة 8%، ووصلت الأسعار بحلول مايو 2023 إلى رقم قياسي تاريخي عند 1.10 دولار للكيلو.
“صناعة الجزر جديدة على مصر، وأصبحت تنافسية في غضون سنوات قليلة، وسيطرت على العديد من الأسواق على الخريطة العالمية الموسم الماضي فقط”، يقول مدير التصدير في شركة قناة السويس للتجارة والتنمية الزراعية “إس إي إيه”، وليد سلام.
أضاف سلام، أنه قبل بضع سنوات لم تبرز صناعة الجزر في مصر، ولم يكن محصولا جذابا للتصدير، وكانت تتم زراعته في مناطق محدودة للاستهلاك المحلي، كما لم يكن هناك استثمار في تقنيات الزراعة والحصاد والتغليف اللازمة.
منافسو الجزر المصري
احتفظت تركيا بمركزها كأكبر مصدر للجزر إلى أوروبا العام الماضي للموسم الرابع على التوالي بإجمالي 39 ألف طن، وبينما حضر الجزر التركي في منطقة اليورو على مدار السنة تقريبًا، زادت مصر صادراتها بداية من النصف الثاني من الموسم.
مراحل تطور تصنيع الجزر المصري
أوضح سلام أن تطوير قطاع الجزر بدأ بنجاح تصدير المنتجات المجمدة بداية من الفراولة ثم خلطات الخضار، ليتم خلط الجزر مع البروكلي والقرنبيط في شرائح أكياس بلاستيكية للاستهلاك بالجملة ومبيعات التجزئة.
“هذا النوع من العبوات المختلطة أدى إلى زيادة الطلب على الجزر عالميًا”، قال سلام، وتدريجيًا بدأ مزارعو الجزر في زيادة مساحة زراعتهم والبحث عن أصناف جديدة عامًا بعد عام.
تطور القطاع بسرعة في مصر بفضل الطلب غير المتوقع، بعد أن تطورت الصناعية عبر تصميم برامج مبيدات آفات وأسمدة متكيفة تتوافق مع الطلب العالمي من حيث متبقيات المبيدات.
بالتزامن مع وصول الجَزر الجديد مع أزمة الطاقة في أوروبا، فوجئ المصدرون المصريون بالطلب القوي على الجزر المصري الطازج، لا سيما من إنجلترا ورومانيا.
” تطور القطاع بقوة من خلال تصميم برامج مبيدات آفات وأسمدة متكيفة تتوافق مع الطلب العالمي”، يضيف سلام.
ماذا عن الموسم الجاري؟
توقع سلام موسما جيدا هذا العام، “وبجودة عالية وكميات كبيرة”، مشيرا إلى أن المنافسة لصالح منتجي الجَزر المصريين، وبأسعار أقل وجودة أفضل، كما أن بعض المزارع لم تحصد بعد، ما سيسمح بتمديد الموسم ليمثل علامة فارقة في تطور صناعة الجزر في مصر.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا