انخفضت التحويلات المالية من العاملين بالخارج إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 15% خلال العام الماضي لتسجل 55 مليار دولار، بحسب البنك الدولي.
أرجع البنك سبب التراجع في قيمة التحويلات بشكل رئيسي، إلى الانخفاض الحاد في التدفقات إلى مصر.
قال البنك إن سبب تراجع التحويلات لمصر، هو الاختلاف بين أسعار الصرف الرسمية والموازية، لكن أشار إلى أن تدفقات التحويلات الرسمية إلى مصر قد انتعشت بمجرد توحيد أسعار الصرف في مارس 2024.
تأثرت تدفقات التحويلات بين دول المنطقة بسبب تباطؤ النمو في دول مجلس التعاون الخليجي، ومن المتوقع أن تنتعش التدفقات بنسبة 4.3% في عام 2024، وبلغ متوسط تكلفة تحويل 200 دولار إلى المنطقة 5.9%، انخفاضا من 6.7% في العام السابق، لكن يرى البنك أنها لا تزال مرتفعة.
بعد فترة من النمو القوي خلال الفترة 2022-2021، تراجعت تدفقات التحويلات المالية للمغتربين المسجلة رسميا إلى الدول منخفضة ومتوسطة الدخل في عام 2023، لتصل إلى نحو 656 مليار دولار، وفقا لأحدث تقرير أصدره البنك الدولي.
يعكس معدل النمو المتواضع البالغ 0.7% تباينات كبيرة في النمو الإقليمي، لكن التحويلات المالية تظل مصدرا رئيسيا للعملة الأجنبية للدول النامية في عام 2023، مما يعزز الحسابات الجارية للعديد من الدول التي تقاوم انعدام الأمن الغذائي والديون، إذ تجاوزت التحويلات لنفس العام الاستثمار الأجنبي المباشر والمساعدة الإنمائية الرسمية.
توقع البنك أن تنمو التحويلات إلى الدول منخفضة ومتوسطة الدخل بمعدل أسرع يبلغ 2.3% في عام 2024، على الرغم من أن هذا النمو سيكون متفاوتا بين المناطق، وتشمل المخاطر السلبية المحتملة لهذه التوقعات نمواً اقتصادياً أضعف من المتوقع في الدول ذات الدخل المرتفع المستضيفة للمغتربين، وتقلب أسعار النفط وأسعار صرف العملات.
قال ديليب راثا، الخبير الاقتصادي الرئيسي والمؤلف الرئيسي للتقرير: “مرونة التحويلات المالية تؤكد أهميتها لملايين الأشخاص، حيث أن الاستفادة من التحويلات المالية لتحقيق الشمول المالي والوصول إلى أسواق رأس المال من شأنه أن يعزز آفاق التنمية في الدول المتلقية”.
وفقا للتقرير، يظل إرسال التحويلات المالية مكلفا للغاية، وفي الربع الرابع من عام 2023، بلغ متوسط التكلفة العالمية لتحويل 200 دولار 6.4% من المبلغ المرسل، بارتفاع طفيف من 6.2% في العام السابق وأعلى بكثير من هدف التنمية المستدامة البالغ 3%.
كانت تكلفة التحويلات الرقمية أقل بنسبة 5%، مقارنة بنسبة 7% للطرق غير الرقمية، مما يسلط الضوء على فوائد التقدم التكنولوجي في تقليل العبء المالي على المغتربين.
وبحسب التقرير، انخفضت التحويلات إلى أوروبا وآسيا الوسطى بنسبة 10.3% إلى 71 مليار دولار في عام 2023، لانخفاض التحويلات من روسيا إلى العديد من دول آسيا الوسطى.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت حرب روسيا على أوكرانيا في تراجع التحويلات إلى الدولتين، ومن المتوقع أن تنخفض تدفقات التحويلات إلى المنطقة بنسبة 1.9% في عام 2024.
بلغ متوسط تكلفة تحويل 200 دولار إلى المنطقة، باستثناء روسيا، 6.7%، ارتفاعا من 6.4% في العام السابق.
وفي أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، تباطأ نمو التحويلات إلى 7.7% في عام 2023، ليصل إلى 156 مليار دولار، بدعم من سوق العمل في الولايات المتحدة.
تلقت المكسيك 66.2 مليار دولار، بزيادة قدرها 7.8%، لتحافظ على مكانتها كأكبر متلق في المنطقة، وتباين النمو على نطاق واسع، من زيادة بنسبة 44.5% في نيكاراجوا إلى انخفاض بنسبة 13.4% في الأرجنتين.
توقع البنك أن تنمو التدفقات بنسبة 2.7% في عام 2024، إذ بلغ متوسط تكلفة تحويل 200 دولار 5.9%، دون تغيير إلى حد كبير عن العام السابق.
وفي سياق متصل، نمت التحويلات المالية إلى جنوب آسيا بنسبة 5.2% في عام 2023، لتصل إلى 186 مليار دولار، انخفاضًا من زيادة بنسبة 12% في عام 2022.
كان هذا النمو مدفوعًا بالهند، التي شهدت زيادة بنسبة 7.5% إلى 120 مليار دولار، مدعومة بأسواق العمل في الولايات المتحدة وأوروبا.
ساهم انخفاض التدفقات الخارجة من دول مجلس التعاون الخليجي، متأثرة بانخفاض أسعار النفط وخفض الإنتاج، في هذا التباطؤ، ومن المتوقع أن تنمو التدفقات بنسبة 4.2% في عام 2024.
بلغ متوسط تكلفة تحويل 200 دولار إلى المنطقة 5.8%، ارتفاعا من 4.2% في العام السابق، وفقا لتقرير البنك.
وصلت تدفقات التحويلات العاملين بالخارج إلى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى 54 مليار دولار في عام 2023، بانخفاض طفيف قدره 0.3%.
دعمت التحويلات الحسابات الجارية للعديد من الدول الأفريقية التي كانت تعاني من انعدام الأمن الغذائي، والجفاف، وتعطل سلاسل الإمداد، والفيضانات، وصعوبات خدمة الديون، وتشمل الدول التي تعتمد بشكل كبير على التحويلات المالية، غامبيا، وليسوتو، وجزر القمرـ وليبيريا، وكابو فيردي.
توقع البنك أن تنمو التدفقات بنسبة 1.5% في عام 2024، وتحويل 200 دولار إلى المنطقة يكلف ما متوسطه 7.9%، دون تغيير تقريبا عن العام السابق.
نمت التحويلات المالية إلى شرق آسيا والمحيط الهادئ، باستثناء الصين، بنسبة 4.8% لتصل إلى 85 مليار دولار في عام 2023، وتشكل التحويلات المالية أهمية بالغة لاقتصادات جزر المحيط الهادئ مثل بالاو وساموا وتونجا وفانواتو.
يذكر أن تونجا كانت الأكثر اعتماداً على مستوى العالم، حيث شكلت التحويلات المالية 41% كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي.
باستثناء الصين، من المتوقع أن تنمو تدفقات التحويلات إلى المنطقة بنسبة 3.2% في عام 2024، وبلغ متوسط تكلفة تحويل 200 دولار إلى المنطقة 5.8% في أواخر عام 2023، مع ارتفاع التكاليف إلى 17.1% في الممر الأكثر تكلفة.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا