ملفات

اﻷوضاع الاقتصادية تهدد الاكتتابات اﻷولية لشركات «اليونيكورن»

اليونيكورن

يبدو أن «وى ورك» و«بلوتون» و«إنديفور» و«بوشمارك» وغيرها من شركات «اليونيكورن»، وهو مصطلح اقتصادى يطلق على الشركات الصاعدة التى يتخطى رأسمالها مليار دولار، يبدو أنها استوعبت اﻷمر للتو، وأدركت أخيراً أن الوقت ليس مناسباً للاكتتاب العام.
قالت وكالة أنباء «بلومبرج» الأمريكية، إن العروض العامة الأولية المخيبة للآمال والأوضاع الاقتصادية غير المستقرة، قد تؤدى لإيقاف العديد من الاكتتابات الأولية لبقية العام وربما حتى عام 2020، لحين تمكن الدفعة القادمة من الشركات المرشحة للاكتتاب، مثل «إير بى. إن. بى»، من التعامل مع الأسواق الأكثر كآبة والتوترات الجغرافية السياسية.
وسلطت الوكالة، الضوء على «إنديفور جروب هولدينجز» الأمريكية التى أعلنت، الخميس الماضى، إيقاف اكتتابها الأولى، نظراً لتأثر معنويات المستثمرين بظروف السوق غير المواتية، ومن المتوقع تأجيل الاكتتاب العام لشركة «بوشمارك»، سوق إعادة بيع الملابس المستعملة عبر الإنترنت، إلى العام المقبل، وهناك أيضاً خطط لتغيير مجموعة من الاكتتابات العامة الأخرى لشركات التجارة الإلكترونية وشركات الأمن السيبراني، مثل «بالانتير تكنولوجيز» لتحليلات البيانات الضخمة، و«بوستماتس» للوجستيات، و«ماكافى» العاملة فى مجال الأمن والبرامج المضادة للفيروسيات.
وأوضحت «بلومبرج»، أن النظرة القاتمة ليست مفاجأة صادمة، بالنظر إلى التقلبات البارزة هذا العام. فقد تراجع سهم شركة اللياقة البدنية الأميركية الناشئة «بيلوتون إنتراكتيف» بنسبة %11 ليصل إلى ما دون سعر الاكتتاب العام فى اليوم الأول للتداول الخميس الماضى، وواصلت انخفاضها بنسبة %2 يوم الجمعة، كما أن شركة «وى ورك» لمشاركة المكاتب، أُجبرت على تأجيل طرحها للعام المقبل فى ظل الطلب الفاتر.
وقال جيفرى لانجبوم، المحلل لدى «بلومبرج إنتليجنس»، إن عملاقى مشاركة الركوب «أوبر» و»ليفت» شهدوا أيضاً تداول أسهمهما عند مستويات أقل من سعر الطرح، مما أدى لإجراء مزيد من التدقيق السوقى قبل الاكتتابات العامة الأولية، وأظهرت الاتجاهات وجود اختلاف بين التقييمات الخاصة العالية، وتوقعات الجمهور الذى يشكك حتى فى العلامات التجارية المشهورة.
وقال آدم أجيسياك بورو، محلل الأبحاث لدى شركة «EquityZen»، إن التقييمات الخاصة آخذه فى الارتفاع، ولكن هذا الأمر ليس بالضرورة أن يظهر فى سوق الاكتتاب العام.

اللجوء للبيع

قال مانديب سينج، المحلل لدى «بلومبرج إنتليجنس»، إن الشركات الناشئة فى الاقتصاد التشاركى، خاصة الشركات فى المراحل المتقدمة، ستمر بأوقات عصيبة عند الاكتتاب الأولى، مشيراً إلى أن جاذبية البيع ستزداد لدى شركات مثل «بوستماتس» بدلاً من الاكتتاب العام.
وقالت «بوستماتس»، إنها قدمت طلبات سرية فى فبراير الماضى، لكن لا توجد أى علامة حتى الآن على أن الشركة ستطلق حملة ترويجية للاكتتاب العام الأولى فى أى وقت قريب، ووفقاً لهذا الصدد، قال أشخاص مطلعون على الأمر، إن خطط «بوستماتس» للاكتتاب قد تنتقل إلى عام 2020، ولكن الشركة رفضت التعليق على الأمر.
وأفادت «بلومبرج»، أن شركة «بالانتير تكنولوجيز»، قررت الحفاظ على مسارها فى جمع المليارات من الأسواق الخاصة بدلاً من التوجه للاكتتاب العام.
بالإضافة إلى ذلك، كانت «ماكافى» للبرمجيات تستهدف الوصول بقيمتها إلى 8 مليارات دولار فى الاكتتاب العام الأولى نهاية فصل الخريف، لكن لم يعد من الواضح أين وصلت خطط الشركة، التى رفضت بدورها التعليق على الأمر.
وكان عام 2019 واحداً من اﻷعوام القوية فى الطروحات اﻷولية، خصوصاً شهر مايو الذى شهد جمع نحو 17.4 مليار دولار ليصبح بذلك الشهر الأكبر للاكتتابات العامة فى البورصات الأمريكية منذ سبتمبر 2014، عندما جمعت مجموعة «على بابا» القابضة المحدودة ما يصل إلى 25 مليار دولار فى اكتتابها العام.
وتجدر الإشارة إلى أن أكثر من نصف إجمالى اﻷموال التى جُمعت فى مايو، كانت ناتجة عن الاكتتاب العام بقيمة 8.1 مليار دولار فى أسهم شركة «أوبر»، وبشكل عام، استطاعت 187 عملية اكتتاب أولى فى البورصات الأمريكية جمع ما يصل إلى 59 مليار دولار هذا العام، بما فى ذلك ما يسمى بـ «خيار التخصيص الزائد»، أى طرح أسهم إضافية، الصادر عن ضامنى الاكتتاب بعد الطرح الأولى.

نقاط مضيئة

سجلت شركات البرمجيات والحوسبة السحابية أداء جيدا بشكل عام، إذ تجاوزت شركة «كراود سترايك» هدفها للاكتتاب العام، لتجمع ما قيمته 612 مليون دولار فى يونيو، كما ارتفع سعر أسهمها الآن بأكثر من %50، مقارنة بسعر الطرح.
وتعد شركة «بيوند ميت»، صانعة البرغر من المنتجات البروتينية النباتية، الأفضل أداء من حيث الاكتتاب العام لهذا العام، إذ تم تداول أسهمها بقيمة تزيد على %500 من سعر طرحها.
ويبدو أن الشركات الأصغر والأقل شهرة، قادرة على المضى قدماً أيضاً فى الاكتتابات العامة الأولية، إذ ارتفعت أسهم شركة «أبورتيون فاينانشيال» العاملة فى مجال التكنولوجيا المالية بنسبة %8 عن سعر الاكتتاب العام بعد جمع نحو 90 مليون دولار فى نهاية جلسة التداول.
ومع ذلك، غيرت شركات برمجيات أخرى مسارها، فعلى سبيل المثال تخطت شركة «سلاك تكنولوجيز»، وهى مزود لبرمجيات المراسلة، خطوة الاكتتاب العام واتجهت نحو الإدراج المباشر غير العادى لأسهمها، وهى خطوة قام فيها المساهمون ببيع الأسهم بشكل مباشر، إلى المستثمرين دون وجود وسيط أو إصدار أسهم عامة جديدة، وتسببت هذه الخطوة فى انخفاض أسهم الشركة الآن بنحو %15 منذ أول ظهور لها، وقال رئيس أسواق رؤوس الأموال الخاصة فى مجموعة «يو.بى.إس»، آلان فيلدر: «ليس بالضرورة أن تتسارع الشركات نحو الاكتتاب العام، فسوق الأموال الخاصة جيد للغاية».

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

منطقة إعلانية