أظهرت دراسة مسحية، أجرتها شركة الاستشارات “ماكينزي آند كو”، أن أكثر من نصف بنوك العالم تعتبر أضعف من أن تنجو من ركود عالمي متوقع.
وقالت “ماكينزي” في مراجعتها السنوية للقطاع، إن معظم البنوك حول العالم قد لا تكون قوية اقتصاديا بسبب عدم مواكبة العائد على حقوق المليكة للتكاليف، وحثت الشركات المالية على اتخاذ خطوات مثل تعزيز استخدام التكنولوجيا وتكليف جهات أخرى ببعض العمليات، وتعزيز المراكز المالية من خلال عمليات الدمج قبيل الركود الاقتصادي المحتمل.
خطوات جرئية
وقال كاوسيك راج جوبال، شريك في شركة الاستشارات، في مقابلة مع وكالة أنباء بلومبرج، “نعتقد أننا في نهاية الدورة الاقتصادية، ويتعين على البنوك القيام بخطوات جريئة الآن لأنهم ليسوا في وضع جيد”، موضحا أنه في نهاية الدورات لا يتحمل أحد نتيجة شعوره بالرضا عما أنجزه.
وشهد العقد التالي للازمة المالية العالمية موجة من الابتكار في الخدمات المالية حولت بعض شركات التكنولوجيا المالية الجديدة إلى شركات عملاقة مثل “آبل” و”ألفابيت”، وفكرت البنوك مليا فيما ينبغي أن تفعله سواء منافستهم او مشاركتهم أو الاستحواذ على بعضهم، ومالت بعض الشركات المترسخة إلى إعادة توصيف نفسها كشركات تكنولوجيا وهو ما يعود جزئيا إلى جذب الموهوبين الذين يصعب الحصول عليهم.
وتقدم “ماكينزي” – التي يعد عملاؤها بعض من أكبر الشركات في العالم – استشارات بشأن موضوعات تتراوح من الاستراتيجيات والتكنولوجيا إلى صفقات الدمج والاستحواذ وطروحات الأسهم، وفي هذا التقرير قالت إن البنوك مهددة بأن تصبح “على هامش التاريخ” نتيجة تغيير الشركات المالية الجديدة لسلوك المستهلك، مضيفة أن معظم محاولات البنوك لتعزيز الكفاءة كانت تتمحور حوال الأشكال التقليدية للقيام بالأعمال.
التكنولوجيا المالية
وتخصص البنوك 35% فقط من ميزانية تكنولوجيا المعلومات للابتكار، بينما تنفق شركات التكنولوجيا المالية أكثر من 70%، وفقا لماكينزي، وفي ظل العوامل التنظيمية التي تقلص الحواجز امام إنشاء شركة تكنولوجيا مالية – على عكس فتح بنك – تعد البيئة مواتية أكثر للشركات الجديدة لأن تأخذ حصة سوقية من البنوك.
وأشار التقرير إلى شركات مثل”أمازون دوت كوم” في أمريكا، و”بينج آن” في الصين كأمثلة على شركات التكنولوجيا التي تأسر عملاء الخدمات المالية، ولجعل الأمور أسوأ على البنوك التقليدية، يتجه اللاعبون الجدد إلى المجالات الأكثر ربحية في البنوك مثل كروت الائتمان.
وقالت “ماكينزي” إن البنوك يمكن أن تخفض التكاليف وتمول التكنولوجيا من خلال الاستعانة بجهات خارجية للقيام بما تطلق عليه “نشاطات غير تفاضلية” أي لا يعطي إجرائها داخل البنك قيمة كبيرة مثل بعض عمليات التداول وأقسام الامتثال.
صفقات الاستحواذ
وأوضح راج جوبال أن البنوك تحتاج أن تشعر براحة أكبر للقيام بشراكات خارجية والتعامل مع مقدمي الخدمات.
وأحد الطرق الأخرى لزيادة الأموال هو أن تصبح أكبر، وتوقع راج جوبال أن ترتفع صفقات الدمج والاستحواذ في نهاية الدورة.
وذكر التقرير: “أنه في المستقبل، سوف يكون الحجم أكثر أهمية مع قيام البنوك بحرب تسلح نحو التكنولوجيا”.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا