عالم الاستثمار انجرف فى رومانسيته تجاه مخاطر استثمارية غير مفهومة بقدر كافٍ
تقدم «WeWork» قصة تحذيرية للمستثمرين غير المثقفين والذين قد يتم إغواؤهم
من المغرى أن نتجاهل التخبطات خلال الآونة الأخيرة فى ملحمة شركة تأجير مساحات العمل المشتركة «وى وورك WeWork» باعتبارها توضيحا آخر لمشكلات شركة فردية، ولكن هذا التركيز الضيق خاطئ، لأن مشكلات الشركة لديها آثار أوسع على عالم الاستثمار الذى انجرف فى رومانسيته تجاه مخاطر استثمارية معينة غير مفهومة بقدر كاف.
ومن بين التطورات العديدة المذهلة فى الآونة الأخيرة هو الإعلان أن تقييم «وى وورك WeWork» بعد حزمة الإنقاذ المتقرحة من «سووفت بنك» أقل من خُمس قيمتها المستهدفة فى الطرح الأولى للجمهور الذى سحبته منذ شهرين، وفى نفس الوقت سوف تعطى حزمة الإنقاذ – التى تلت محاولة تمويلية فاشلة من خلال سندات دون الدرجة الاستثمارية – «سوفت بنك» حق السيطرة على الشركة، وسوف يتم استبدال آدم نيومان، مؤسس الشركة، كرئيس مجلس الإدارة بمدير تنفيذى سيحتاج لتسلق جبال التعلم فى الشركة والقطاع، ويتناقض راتب نيومان بشدة مع تسريحات العمالة واسعة النطاق.
وتوضح هذه التطورات بشدة مجموعة من المخاوف التى كانت تظهر منذ فترة بين من يتابعون ليس فقط ما يحدث فى عالم رأس المال المغامر وإنما أيضاً ما كان بشكل عام تحولاً كبيراً للمستثمرين نحو فئات الأصول الأقل سيولة بحثاً عن عائدات أعلى.
وتسلط شركة تأجير مساحات العمل المشتركة الضوء على كيف أن التقييمات الخاصة يمكن أن تنفصل عما يمكن تحقيقه فى أسواق الأسهم، وتشير إلى التأثيرات المشوهة لإلقاء الكثير من الأموال مبكراً للغاية فى الشركات الصاعدة التى ليست قادرة بعد على إدارة تحول كبير فى العمليات والاستثمار، وتوضح الجانب المظلم لتأليه شخصيات مؤسسى الشركات بحيث عندما ينحرف المؤسس يهدد الشركة بأكملها، كما أنها تقدم تحذيراً للافتراضات المتفائلة بحدة بشأن استراتيجيات الخروج من استثمار ما التى لا تزال تسيطر فى الاستثمار المباشر ورأس المال المغامر.
ولم تفاجئ هذه التطورات أياً من المتابعين طويلى الأجل لهذه الأسواق الخاصة ولكن لم تثقف هذه التطورات بشكل كامل المستثمرين ناهيكم عن التأثير على ما كان اهتماماً ضخماً من قبل المستثمرين بفئة أصول ليست مصممة للتعامل سريعاً وبكفاءة مع التدفقات الخارجة الكبيرة دن ارتفاع كبير فى المخاطر التشغيلية والاستثمارية الواضحة.
وتتحدث «وى وورك WeWork» أو ينبغى عليها التحدث عن المخاطر التى تتعلق برأس المال المغامر.
وفى مواجهة أسعار الفائدة شديدة الانخفاض والسلبية فى بعض الأحيان بسبب اعتماد البنوك المركزية المطول على السياسات غير التقليدية يضطر المستثمرون للذهاب إلى ما وراء عاداتهم التقليدية بحثاً عن عائدات أعلى، وظهر هذا أولاً فى قبول تلاشى جودة العديد من الاستراتيجيات الاستثمارية وفى استعداد المستثمرين لتحمل تقلبات سوقية وحالات تعثر أعلى.
ومع تسبب الطلب على هذه الأصول فى تقلص علاوات المخاطر، اضطر المستثمرين كذلك للتضخية بالمزيد من السيولة، وهى ظاهرة ظهرت ليس فقط بشكل مباشر وإنما من خلال انتشار ما بدا كأدوات استثمار عالية السيولة قائمة على فئات أصول غير سائلة بطبيعتها مثل صناديق المؤشرات ومنتجات الاستثمار السلبى التى اعتبرها الكثير من المستثمرين تقدم سيولة فورية بفوارق سعر معقولة.
وملحمة «وى وورك WeWork» أبعد ما تكون عن النهاية، وسوف تكون بالتأكيد محل دراسة العديد من كليات الأعمال، ولكن تتجاوز دورسها المبكرة بالفعل الشركة وقاعدتها من المستثمرين وتقدم قصة تحذيرية للمستثمرين غير المثقفين بقدر كافى عن هذا المجال والذين قد يتم إغواؤهم لسير مسار مباشر.
بقلم: محمد العريان
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا