في تطور غير متوقع، طالب الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، بنما بخفض رسوم عبور السفن عبر قناة بنما، أو مواجهة تهديد بعودة القناة إلى سيطرة الولايات المتحدة، بحسب بلومبرج.

جاء هذا التصريح عبر منصة “تروث سوشيال”، حيث وصف ترامب رسوم عبور القناة بأنها “سرقة” واعتبر أن استمرارها يشكل ظلمًا على الاقتصاد الأمريكي.

شريان تجاري حيوي

تُعد قناة بنما واحدة من أبرز المشاريع الهندسية في العالم، إذ تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ، مما يساهم في تسريع حركة التجارة العالمية.

بالنسبة للولايات المتحدة، تعد القناة شريانًا حيويًا، حيث تُعد أكبر عملاء القناة، وتمثل نحو ثلاثة أرباع حجم البضائع العابرة سنويًا.

مع ذلك، يواجه هذا الممر المائي تحديات غير مسبوقة، في مقدمتها الجفاف الذي يعيق قدرة القناة على التعامل مع حركة السفن بشكل كفء.

الجفاف وتأثيره على التجارة الأمريكية

في الأسابيع الأخيرة، أعلنت السلطات الأمريكية أن الجفاف المطول في منطقة برزخ بنما قد أثر بشكل كبير على قدرة القناة على نقل السفن بين المحيطين.

قالت لايل برينارد، مديرة المجلس الاقتصادي الوطني الأمريكي، إن هذه الأزمة قد أسهمت بشكل مباشر في اضطراب سلاسل التوريد، مما ساعد على رفع معدلات التضخم.

تأثرت شحنات البضائع الأمريكية المارة عبر القناة، مما أدى إلى زيادة تكلفة النقل وتأخيرات في التسليم، وهو ما يفاقم الأعباء الاقتصادية على الشركات الأمريكية.

تراجع الإيرادات

من جهة أخرى، أكدت هيئة قناة بنما أنها ساهمت بمبلغ 2.47 مليار دولار في خزينة بنما خلال السنة المالية 2024، وهو انخفاض بنسبة ملحوظة عن الأعوام السابقة.

تُعد هذه هي المرة الثانية على التوالي التي تشهد فيها القناة تراجعًا في الإيرادات، مما يزيد من الضغط على الحكومة البنمية التي تعتمد بشكل كبير على هذه العائدات في دعم اقتصادها.

ترامب وانتقاده للمعاهدة التاريخية

يتذكر الكثيرون أن الولايات المتحدة كانت قد أكملت بناء قناة بنما في عام 1914، ولكن في عام 1999، قامت الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، بناءً على معاهدة وقعها الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في عام 1977، بإعادة القناة إلى السيادة البنمية.

القرار كان موضع جدل، حيث اعتبره البعض بمثابة خطوة دبلوماسية نحو تعزيز التعاون بين البلدين.

لكن بالنسبة لترامب، يبدو أن هذا القرار أصبح يشكل مصدرًا للتوترات.

ترامب ينتقد المعاهدة

في تعليقه الأخير، وصف ترامب معاهدة إعادة القناة بأنها “قرار أحمق”، معبرًا عن قلقه من أن القناة قد تقع “في الأيدي الخطأ”.

هذه الإشارة تشير إلى المخاوف من تأثيرات الصين في المنطقة، خاصة أن الصين هي ثاني أكبر عملاء القناة، وتسيطر شركة صينية على اثنين من الموانئ الخمسة المجاورة للقناة.

يرى ترامب أن هذا الوضع قد يعرض المصالح الأمريكية للخطر، ويشكل تهديدًا للأمن القومي.

إعادة القناة للولايات المتحدة

في منشوره على “تروث سوشيال”، لم يتردد ترامب في توجيه تهديد قوي إلى بنما، حيث قال: “إذا لم يتم الالتزام بالمبادئ الأخلاقية والقانونية لهذا العمل الكريم، فسنطالب بإعادة قناة بنما إلينا بالكامل ودون نقاش”.

هذا التصريح يعكس بشكل واضح نية ترامب في اتخاذ مواقف صارمة إذا لم تتم الاستجابة لمطالبه بشأن رسوم عبور القناة.

على الرغم من التصريحات الحادة من ترامب، لم تُصدر الحكومة البنمية تعليقًا رسميًا على الفور.

أكد مسؤول في حكومة بنما أنه على علم بتصريحات ترامب، وأنه سيتم إصدار رد رسمي خلال يومين.

كما رفض متحدث باسم قناة بنما التعليق حتى يصدر بيان حكومي حول الموضوع.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا