ملفات

لماذ يخفض “الفيدرالي” الأمريكي الفائدة للمرة الثالثة والأسهم قرب أعلى مستوياتها؟

الفيدرالي الأمريكي

هل العدد 3 هو رقم سحري في وول ستريت؟، فقليلون يعتقدون أن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأمريكي) جيروم باول وزملائه لن يخفضوا أسعار الفائدة يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري للمرة الثالثة في اجتماع لجنة السوق المفتوح.

بينما يرى السوق أن احتمالات خفض الفيدرالي للفائدة بمقدار ربع نقطة أساس إلى نطاق 1.50% و1.75% تبلغ  93%، وفقا لتقديرات مجموعة “سي إم إيه” القائمة على العقود الآجلة للأموال الفيدرالية.

وقال كريس زاكاريلي، مدير استثمار في “اندبندنت أدفيزور أليانس” لموقع ماركت ووتش: “من المهم بالنسبة للأسواق أن يخفض الفيدرالي أسعار الفائدة الأسبوع الجاري لأن الكثيرين يتوقعون ذلك، فعلى سبيل المثال تشير العقود الآجلة للأموال الفيدرالية إلى احتمالية تزيد عن 90% لخفض الفائدة”.

ومع ذلك، لا يستبعد البعض احتمالية خيبة الأمل من “الفيدرالي”، رغم التوقعات العالية بخفض الفائدة يوم الأربعاء، وذلك يعود لارتفاع مؤشرات الأسهم الرئيسية، فقد أنهى مؤشر ستاندرد آند بورز جلسات الأسبوع الجمعة الماضية مرتفعا 0.1% عن أعلى مستوى سجله في 26 يوليو الماضي عند 3.025.86 نقطة، بينما أغلق “ناسداك” المركب، و”داو جونز” الصناعي جلسة الجمعة أعلى بنسبة 2% تقريبا عن مستوياتهم القياسية.

فترات الركود المحتملة

ووصف رئيس الفيدرالي، جيروم باول، أوائل العام الجاري، الجولة الحالية من التيسير النقدي كتعديل في منتصف دورة التشديد النقدي، وهي استراتيجية تم تطبيقها في السابق للوقاية من فترات الركود المحتملة وهذه المرة تستخدم لمعالجة الأثار السلبية للصراع التجاري البغيض بين أمريكا والصين.

ويقول الخبراء إن خفض الفيدرالي للمرة الثالثة يتوافق مع تعريف “تعديل منتصف الدورة” ويمكن تبريره كضمان إضافي ضد الركود الذي يظهر في أوروبا ويزحف على الولايات المتحدة.

وأشار كيث ليرنر، استراتيجي في “صان تراست” للخدمات الاستشارية، إلى الخفض الثلاثي في أسعار الفائدة في 1995 و1998 كتكتيك مشابه للسياسة النقدية الحالية.

وأضاف أنه في ذلك العامين تم خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ثلاث مرات ثم توقف الفيدرالي عن الخفض، وكان ينظر إليهم كذلك كتعديلات في منتصف الدورة أو لأسباب استباقية.

ويشك ليرنر في أن الفيدرالي سوف يتحدث عن خفض الفائدة لدعم الاقتصاد وإنما سوف يراقب الفيدرالي البيانات ويركز عند اتخاذ القرار على مصطلح “الاعتماد على البيانات”، وأوضح أن السياسة النقدية تظهر آثارها متأخرة وأن بعض التخفيضات الأخيرة لا تزال لم تنعكس بشكل كامل على الاقتصاد.

ومع ذلك، ذكر موقع “ماركت ووتش” أن عدم قيام الفيدرالي بخفض الفائدة لن يُقابل بشكل جيد من قبل المستثمرين.

وقال زاكاريلي، إنه إذا خيب الفيدرالي آمال الأسواق بعدم خفض الفائدة، فقد تتراجع الأسواق بحوالي 3% إلى 5%، موضحا أن كل شيء يعتمد على كيف يوصل الفيدرالي قراره.

وهناك بالتأكيد علامات على بعض التراجع (أو حتى الضعف الصريح) في بعض أجزاء الاقتصاد الأمريكي.

خليط عدم اليقين التجاري

وكتبت ليندا بوسور، وجريجوري دراكو، في تقرير صادر عن “أوكسفورد أيكونوميكس” الجمعة الماضية، إن خليط عدم اليقين التجاري المتزايد، والنمو العالمي الأبطأ بمثابة مكابح لإنفاق الشركات خاصة مع سقوط طلبيات السلع المعمرة في المنطقة السلبية في سبتمبر.

وبالفعل، ازداد التراجع في طلبيات السلع المعمرة خلال الاثني عشر شهرا الماضية إلى 5.4%، ما يمثل أكبر تراجع سنوي منذ منتصف 2016، ويعكس تراجعا واسعا في النشاط الصناعي.

ونتيجة لذلك، يتوقع خبراء “اكسفورد ايكونوميكس” أن الفيدرالي لن يقاوم خفض الفائدة رغم المخاوف المتزايدة من الفقاعات التي تتشكل في أجزاء اخرى من الأسواق المالية.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

رئيس الوزراء: 27% انخفاضا في أسعار السلع الأساسية حتى الآن

تراجعت أسعار السلع الأساسية في السوق المحلية، التي تتضمن الزيت...

منطقة إعلانية