ملفات

موجة اندماجات وشيكة بين بنوك أوروبا لمواجهة إنخفاض الإيرادات

المركزي الأوروبى

بعد عقد من الأزمة المالية العالمية، يواجه بعض أكبر البنوك فى أوروبا انخفاضاً بالإيرادات، إذ تظل أسعار الفائدة على انخفاضها بالقرب من مستويات قياسية، بينما ساهمت مشروعات القوانين واشتراطات رأس المال في تآكل الأرباح، بحسب وكالة بلومبرج.

وقال عدد من المدراء التنفيذيين الماليين الذين اجتمعوا فى المنتدى الاقتصادى العالمى بـ«دافوس»، إن الأساس المنطقى لدمج أكبر البنوك الأوروبية يتمثل في كلمة واحدة الإضطرار“.

ورأت وكالة «بلومبرج» أنه يمكن للبنوك أن تستفيد من دمج عملياتها المصرفية في تقليل التكاليف وتجنب المنافسة من جانب شركات التكنولوجيا المالية الناشئة.

كما تستطيع الشركات التى تتعرض كثيراً للأعمال التجارية المتقلبة مثل التداولات، أن تزيد إيراداتها عبر تنويع وإضافة أنشطة أكثر استقراراً وجلباً لهوامش الأرباح، حيث ثبت فى الماضى أن الجمع بين ثقافتين مصرفيتين استثماريتين كان مسألة صعبة وأن الأسعار تجعل بعض الأهداف غير جذابة، بحسب بلومبرج، التي ناقشت 10 قادة ببنوك أوروبية حول استراتيجية الاندماج بين المصارف الأوروبية.

وتصدرت مسألة اندماج بنك «كوميرز» المدعوم من الحكومة الألمانية مع مصرف «بى إن بى باريبا» الفرنسي المناقشات، بعد أن خالف البنك الأكبر فى فرنسا اتجاه المقرضين الأوروبيين ولم يسجل خسارة سنوية على مدار العقد الماضى.

ومع تراجع منافسيه الأوروبيين فى الخدمات المصرفية الاستثمارية المثقلة بقواعد رأس المال الأكثر صرامة وارتفاع تكاليف الامتثال والمنافسة من الشركات الأمريكية القوية، نمت حصة البنك الفرنسى فى السوق الأوروبى.

وتعهد جان لوران بوناف، الرئيس التنفيذى لبنك «بى إن بى باريبا» بزيادة أرباحه بأكثر من %6.5 سنوياً حتى عام 2020 وتوسيع الإيرادات فى قسم الأسواق العالمية بنحو %5 سنوياً خلال نفس الفترة.

ويقول المديرون التنفيذيون المصرفيون، إن البنك الفرنسى قد ينظر فى عقد صفقات الاستحواذ لأجل التوسع بشكل أكبر.

وأشارت الوكالة إلى أن البنك الفرنسى اشترى حصة بنسبة %15 فى «كوميرز بنك» العام الماضى، بعد تلقى الأخير حزمة انقاذ من الحكومة الألمانية.

وأضافت أنه من شأن الحصول على «كوميرز بنك» ثانى أكبر مقرض فى ألمانيا أن يمنح البنك الفرنسى إمكانية الوصول إلى قاعدة العملاء من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم التى تمثل العمود الفقرى لأكبر اقتصاد فى أوروبا.

يأتى ذلك فى الوقت الذى تسعى فيه شركة «سيربيروس» للاستثمار المباشر المعروفة بالاستثمار فى الديون المتعثرة لشراء حصة بحوالى 3% من «دويتشه بنك»، أكبر بنك فى ألمانيا، والذى يعانى من مشاريع القوانين وسوء الإدارة فى الماضى وفاقت معاناته جميع المقرضين الأوروبيين.

ويسعى «دويتشه بنك» للتكيف مع الانخفاض الكبير فى إيرادات التداول والذى تزامن مع ارتفاع متطلبات رأس المال والمنافسة الشرسة فى الخدمات المصرفية للأفراد التى أدت إلى تقلص هوامش أرباحه.

وطالب جون كريان، الرئيس التنفيذى ل «دويتشه بنك» بأن يكون هناك المزيد من الاندماج بين البنوك الأوروبية التى تكافح من أجل تعزيز الربحية.

وعقد كريان محادثات مع «كوميرز بنك» فى عام 2016 وفقاً لشخص مطلع على المفاوضات فى ذلك الوقت ومن شأن دمج عمليات التجزئة فى ألمانيا أن يخفض التكاليف وأن يبرز البنك كمنافس لا يمكن التغلب عليه فى تمويل الأعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة الحجم.

وتحولت الوكالة إلى الحديث عن بنك «يونى كريدت» الإيطالى، حيث أعلنت أن جان بيير موستير، الرئيس التنفيذى للبنك عزز ميزانيته العمومية من خلال بيع الديون المعدومة والاستفادة من أموال المستثمرين كما قام بخفض الوظائف بعد التوسع فى جميع أنحاء أوروبا الوسطى والشرقية.

وأجرى المديرون التنفيذيون للبنك الإيطالى فى العام الماضى مناقشات مع المسئولين الألمان حول إمكانية اندماجه مع «كوميرز بنك» بمجرد الانتهاء من إعادة الهيكلة وفقاً لما ذكره شخص مطلع على المحادثات بذلك الوقت.

ومن شأن اندماج «كومرز بنك»، أن يمنح البنك الايطالى إمكانية أكبر للوصول إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة وهى أعمال يسعى المقرض الإيطالى بالفعل إلى كسب حصتها فى السوق مع إتاحة الفرصة لخفض بعض التكاليف.

وأكدّ موستير، على أن جميع خيارات النمو مفتوحة بعد عام 2019 وقد تشمل عمليات الاستحواذ.

وقالت الوكالة إن بنك «لويدز» البريطانى برئاسة الرئيس التنفيذى البرتغالى أنطونيو هورتا أوسوريو، يمكن أن ينظر فى فرص النمو خارج سوق المملكة المتحدة وسط مناقشات الخروج من الكتلة الموحدة والتى تهدد الاقتصاد المحلى.

وبعد أن قضى أوسوريو، ست سنوات فى إعادة هيكلة مجموعة «لويدز» للمساعدة فى سداد خطة الإنقاذ المالى خلال الأزمة المالية عاد للتوسع مرة أخرى.

وقامت المجموعة البريطانية بشراء وحدة «بنك أوف أميركا» البريطانية بقيمة 9.9 مليار دولار فى العام الماضى ويستعد للكشف عن استراتيجية جديدة للنمو خلال فبراير الجارى.

وقال المدراء التنفيذيون فى دافوس، إن المنظمين البريطانيين يحرصون على كسر هيمنة أكبر 5 مقرضين وسط محدودية الفرص المتاحة فى أسواق التجزئة وبطاقات الائتمان ذات القدرة التنافسية العالية.

وأشارت الوكالة إلى أن استهداف المجموعة البريطانية الاستحواذ على «كوميرز بنك» من شأنه أن يعطى مجموعة «لويدز» موطئ قدم فى القارة العجوز وفرصة للنمو خارج السوق المحلية المزدحمة.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

منطقة إعلانية