شهدت أسواق المال الأمريكية هزة كبيرة بعد انخفاض سهم شركة إنفيديا بأكثر من 12% في التعاملات المبكرة يوم الاثنين، مما أدى إلى خسارة قيمتها السوقية نحو 465 مليار دولار.

جاء ذلك على خلفية المخاوف التي أثارها النموذج الجديد للذكاء الاصطناعي الذي أطلقته الشركة الصينية الناشئة DeepSeek، والذي يمثل تحديًا كبيرًا لتفوق الولايات المتحدة في هذا المجال.

في 20 يناير، أطلقت شركة DeepSeek نموذجًا جديدًا للذكاء الاصطناعي وصفه المستثمر الأمريكي مارك أندريسن بأنه “أحد أعظم الاختراقات التي شهدها على الإطلاق”.

يُعد هذا النموذج منافسًا مباشرًا لمنصة “شات جي بي تي” التابعة لشركة OpenAI الأمريكية، مما أدى إلى تساؤلات حول مستقبل الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي وفعالية النماذج الأمريكية في مواجهة الابتكارات الصينية.

أثار إعلان DeepSeek موجة من عمليات البيع عبر أسهم الرقائق وأسهم التكنولوجيا، حيث أعاد المستثمرون تقييم قيمة الشركات التي أنفقت مليارات الدولارات في قطاع الذكاء الاصطناعي دون تحقيق عوائد واضحة.

أدى ذلك إلى انخفاض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.3% ومؤشر ناسداك 100 بنسبة 3.6% في تعاملات الاثنين.

كانت إنفيديا من بين أكثر الشركات تضررًا نظرًا لدورها المحوري في تصنيع أشباه الموصلات المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مما زاد من تأثير الانخفاض على السوق ككل، نظرًا لوزنها الكبير في المؤشرات الرئيسية.

فرضت الولايات المتحدة مؤخرًا قيودًا مشددة على تصدير تقنيات أشباه الموصلات المتقدمة إلى الصين، في محاولة لإبطاء تقدمها في قطاع الذكاء الاصطناعي.

مع ذلك، يشير نجاح DeepSeek إلى قدرة المهندسين الصينيين على تجاوز هذه القيود من خلال تحقيق كفاءة أعلى باستخدام موارد محدودة، وهو ما يضعف من فاعلية هذه الإجراءات.

يعكس هذا التطور تحولًا كبيرًا في ميزان القوى التكنولوجي بين الصين والولايات المتحدة، حيث أصبحت الصين قادرة على تقديم نماذج ذكاء اصطناعي تتسم بالكفاءة والتنافسية العالية.

مع استمرار هذه الديناميكية، يُتوقع أن يواجه قطاع الذكاء الاصطناعي العالمي تغييرات جوهرية قد تعيد صياغة خريطة الابتكار والتنافسية في السنوات المقبلة.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا