يزدهر سوق التمور في الدار البيضاء بالمغرب، المعروف باسم “درب ميلان”، مع اقتراب شهر رمضان، إذ تصدرت مصر مؤخرا قائمة أبرز موردي التمور إلى المغرب على حساب تونس.
المغرب يستورد نحو 90% من احتياجاته السنوية من التمور مقابل 10% من إنتاجه المحلي.
المستهلكون المغاربة متعطشون للتمور، خاصة في شهر رمضان، والإنتاج المحلي غير كاف”، كما يقول محمد الحريش، بائع تمور في درب ميلان لموقع فريش بلازا. هذا العام، نشهد عددا أقل من التمور المغربية بسبب الجفاف في مناطق الزراعة الرئيسية، بحسب الحريش.
عادة ما يكون المنشأ الأول للتمور المستوردة في المغرب هو تونس. لكن مشاكل في الجودة الموسم الأخير أثرت على واردات التمور التونسية، أوضح الجريش مضيفا، أنه تم تعويض ذلك بالاستيراد من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات، ومن الواضح أن مصر تحتل الصدارة للمرة الأولى.
شهد موسم تصدير 2022/23 قفزة بأكثر من 100% في صادرات التمور المصرية إلى المغرب بإجمالي كميات تجاوزت 32 ألف طن حينها، استحوذت بها على ربع الواردات المغربية في كامل الموسم، بحسب بيانات اطلعت عليها نشرة “F&B” من إيكونومي بلس.
المغرب هو ثاني أكبر مستورد للتمور في العالم بنسبة 9.2% من الكميات العالمية بعد الهند.
يرجع تعزيز وضع التمور المصرية في السوق المغربية إلى الصعوبات التي تواجهها تونس، مثل انخفاض الإنتاج والمخاوف المتعلقة بالجودة الناجمة عن الأمطار الغزيرة خلال فترة الحصاد.
بحسب الحريش، اعتاد المغرب استيراد التمور الليبية أيضا، لكن هذا العام لم تصلنا حتى الآن لأسباب لا أعرفها، ربما تتعلق بإجراءات التصدير التي تدفع أسعارها للارتفاع بشكل مبالغ فيه.
“سنرى بحلول بداية شهر فبراير ما إذا كان هناك أي تمور ليبية في السوق هذا العام، كما أن التمور الجزائرية متأخرة عن موعدها”، أضاف الحريش.
التمور السيوي تتألق
أكثر الأصناف رواجا هذا الموسم هي السكري من الخليج ومصر، بالإضافة إلى صنف السيوي المصري الذي يُطلق في المغرب “الصعيدي”.
تتوافق هذه الأصناف متوسطة الجودة – التي تهيمن على أحجام الواردات المغربية – بسبب ما يمليه التضخم وفق الحريش الذي قال:”هناك عدد أقل من الأصناف الممتازة، مثل المدجول، في التوزيع هذا العام مقارنة بالعام السابق. وقد تسبب الجفاف في انخفاض إنتاج المدجول المغربي، كما أن المدجول المستورد ببساطة باهظ الثمن”.
فيما يتعلق بالأسعار، فإن الزيادة عن الموسم الماضي واضحة. يقول الحريش: “الأسعار حاليا أعلى بنسبة 30-50% مقارنة بالوقت نفسه من العام الماضي، ونتوقع زيادة تصل إلى 80% مع اقتراب شهر رمضان بسبب ارتفاع الأسعار في بلاد المنشأ”.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا