الذهب أخبار

الذهب يكسر حاجز 3,000 دولار لأول مرة في التاريخ وسط زخم قياسي للشراء من البنوك المركزية

للمرة الأولى على الإطلاق، تجاوزت أسعار الذهب حاجز 3,000 دولار للأونصة، مدفوعة بموجة شراء قياسية من البنوك المركزية، ووسط مخاوف متزايدة بشأن استقرار الاقتصاد العالمي والتوترات التجارية المتصاعدة في ظل سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية.

وارتفع المعدن النفيس بنسبة 0.4% ليصل إلى 3,001.20 دولار للأونصة خلال تعاملات يوم الجمعة، مما يعزز مكانته كملاذ آمن في فترات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي.

البنوك المركزية تقود الطلب العالمي

تأتي هذه القفزة في الأسعار وسط عمليات شراء ضخمة للذهب من قبل الصين، بولندا، الهند وتركيا، حيث تسعى البنوك المركزية إلى تنويع احتياطاتها بعيدًا عن الدولار الأمريكي، بعد أن أظهرت العقوبات المالية الأخيرة كيف يمكن استخدام العملة الأمريكية كأداة ضغط سياسي واقتصادي.

وشهدت الولايات المتحدة تدفقًا غير مسبوق للذهب، إذ تم شحن أكثر من 23 مليون أونصة – تعادل قيمتها نحو 70 مليار دولار – إلى مستودعات بورصة كومكس (COMEX) في نيويورك، مما ساهم في اتساع العجز التجاري الأمريكي إلى مستوى قياسي خلال شهر يناير الماضي.

التوترات التجارية وأثرها على الأسواق

منذ فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الأخيرة، تبنّت إدارته نهجًا أكثر صرامة تجاه التجارة العالمية، حيث فرضت رسومًا جمركية على الواردات من الصين، كندا، المكسيك والاتحاد الأوروبي، ما أثار موجة من الاضطرابات الاقتصادية ودفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة، وعلى رأسها الذهب.

كما زادت المخاوف الجيوسياسية من دعم الاتجاه الصعودي، خاصة بعد إعلان الإدارة الأمريكية عن مفاوضات مباشرة مع روسيا بشأن مستقبل أوكرانيا، وهو ما أثار قلق الحلفاء الأوروبيين وشكّك في مستقبل الضمانات الأمنية الأمريكية للقارة العجوز.

رؤية المحللين: إلى أين يتجه الذهب؟

على الرغم من وصوله إلى مستوى غير مسبوق، لا يزال الذهب بعيدًا عن ذروته التاريخية المعدلة حسب التضخم، والتي بلغت نحو 3,800 دولار للأونصة في عام 1980.

ويتوقع محللون في بنك أوف أمريكا أن الأسعار قد تستهدف مستوى 3,500 دولار خلال الفترة المقبلة، مشيرين إلى أن تحقيق ذلك يتطلب زيادة بنسبة 10% في الطلب الاستثماري، وهو ما اعتبروه تحديًا لكنه غير مستحيل في ظل الظروف الحالية.

يُذكر أن الذهب تفوق على معظم الأصول الأخرى خلال العقود الأخيرة، حيث ارتفعت قيمته عشر مرات خلال الـ25 عامًا الماضية، متجاوزًا حتى أداء مؤشر S&P 500 للأسهم الأمريكية، الذي ارتفع بمقدار أربعة أضعاف خلال نفس الفترة.

 مع استمرار التوترات الاقتصادية والجيوسياسية، يظل الذهب الخيار الأول للمستثمرين الباحثين عن الأمان وسط عالم مليء بالاضطرابات. وبينما يرى البعض أن الارتفاع الحالي قد يدفع السوق إلى تصحيح قريب، يعتقد آخرون أن الزخم لا يزال مستمرًا، مع توقعات بمزيد من المكاسب خلال 2025.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

منطقة إعلانية