عزز المتداولون في وول ستريت توقعاتهم لتحركات الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة خلال العام الحالي، بعد أن أججت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها الإدارة الأمريكية نهاية الأسبوع الماضي مخاوف الركود وكبدت أسواق الأسهم خسائر بتريليونات الدولارات.

أظهر تقرير لوكالة بلومبرج اليوم، أن متداولي عقود مبادلة أسعار الفائدة (أدوات مالية يتداولها المستثمرون بغرض التحوط ضد تقلبات أسعار الفائدة) يتوقعون الآن خفضًا للفائدة بواقع 5 مرات على مدار العام الحالي بمقدار ربع نقطة في كل مرة، وذلك ارتفاعًا من 3 تخفيضات كانت تتوقعها السوق قبل أسبوع واحد فقط.

اجتماع طارئ للفيدرالي

أشار التقرير إلى أن تداولات عقود مبادلة أسعار الفائدة خلال اليومين الماضيين، تظهر أن المتداولين يسعرون احتمالًا بنسبة 40% لأن يعقد الاحتياطي الفيدرالي اجتماعًا طارئًا الأسبوع المقبل، ويقر خفضًا لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وذلك قبل حلول أقرب موعد لاجتماعه الدوري الخاص بمراجعة السياسة النقدية في 7 مايو المقبل.

تعكس إعادة تسعير السوق لاحتمالات خفض الفائدة، ارتفاع مخاوف المستثمرين بشأن تداعيات الحرب التجارية التي تغذيها الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي الأربعاء الماضي، على جميع الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.

حتى اللحظة، يبدي ترامب رغبة ضئيلة في التراجع عن هذه الرسوم، الأمر الذي دفع بنوك الاستثمار العالمية صوب رفع تقديرات لاحتمالات حدوث الركود العالمي خلال العام الحالي، وكان أبرزها بنك جيه بي مورجان، الذي رفع احتمالات الركود إلى 60% من توقعاته السابقة البالغة 40%، كما خفض توقعاته للاقتصاد الأمريكي في 2025 إلى انكماش بواقع 0.3%، مقابل توقعاته السابقة بنمو قدره 1.3%.

قال المحلل الاستراتيجي لدى بلومبرج، فين رام، إن الرسوم الجمركية سترفع معدلات التضخم بلا شك، إلا أنه حال حدوث تراجع في معدلات النمو فلن يكون أمام الاحتياطي الفيدرالي خيار سوق إعطاء الأولوية للاقتصاد وخفض أسعار الفائدة قريبًا.

لجأ الفيدرالي إلى خفض الفائدة في اجتماع طارئ آخر مرة في 3 مارس 2020 عندما عصفت جائحة كورونا بالأسواق العالمية، ووقتها كان ذلك أول خفض طارئ منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.

فقدت الأسهم العالمية تريليونات الدولارات من قيمتها السوقية خلال ثلاثة أيام، مع تخلي المستثمرين عن آمالهم في تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سياسته المتعلقة بالرسوم الجمركية.

وفقا لحسابات “بلومبرج”، فقدت الأسهم العالمية نحو 9.5 تريليون دولار على مدار 3 جلسات فقط، وتكبدت الأسهم الأمريكية وحدها خسائر بنحو 6.6 تريليون دولار خلال جلستي الخميس والجمعة الماضيين.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا