توقّع بنك “جي بي مورجان تشيس” أن تشهد أسعار النفط تراجعًا حادًا خلال السنوات المقبلة، في ظل فائض المعروض العالمي وتوجهات الإدارة الأمريكية الرامية إلى خفض تكاليف الطاقة، مرجّحًا أن يصل سعر خام برنت إلى 50 دولارًا للبرميل خلال السنوات المقبلة.

في تقرير بحثي حديث، رجّح البنك الأمريكي أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 73 دولارًا للبرميل في عام 2025، قبل أن يتراجع إلى 61 دولارًا في 2026، على أن يُختتم عام 2025 بسعر 64 دولارًا، وقد يصل إلى أقل من 60 دولارًا في نهاية 2026، وذلك بافتراض التزام السعودية وروسيا بمستويات الإنتاج الحالية ضمن اتفاق “أوبك بلس”.

يرى محللو السلع بالبنك، ناتاشا كانيفا وبراتيك كيديا، أن الإدارة الأمريكية، خاصة في ظل رئاسة دونالد ترامب، تُبدي استعدادًا لتحمّل فترات اضطراب في أسواق النفط من أجل كبح جماح التضخم وتحقيق أهداف جيوسياسية، من بينها الضغط على موسكو في ظل الأزمة الأوكرانية، في تكرارٍ محتمل لسيناريو عام 2014 عندما دخلت أوبك في مواجهة مع منتجي النفط الصخري.

يقدّر “جي بي مورغان” فائض المعروض في السوق العالمية بنحو 1.3 مليون برميل يوميًا في 2025، وهو ما يُعزز توجه واشنطن لبلوغ أسعار أقل من 60 دولارًا دون الحاجة إلى تدخل مباشر، اعتمادًا فقط على ديناميكيات السوق.

رغم هذه التوقعات، حذر التقرير من أن استمرار الأسعار عند مستويات منخفضة قد يُهدد توازن المنتجين على المدى المتوسط، مشيرًا إلى أن “الإنتاج المنخفض مع أسعار منخفضة يعد غير مستدام، ونتوقع أن تعود بعض دول أوبك إلى زيادة الإنتاج في مراحل لاحقة”.

في الربع الأول من عام 2025، جاءت الأسعار متماشية مع التقديرات، حيث بلغ متوسط سعر برميل برنت نحو 74.98 دولارًا، مقارنة بتوقعات البنك عند 74 دولارًا.

على الرغم من المشهد السياسي العالمي المضطرب وتصاعد المخاطر الاقتصادية المرتبطة بالركود والرسوم الجمركية، اختار البنك عدم تعديل توقعاته للأسعار حتى اللحظة، مفضلًا مراقبة تنفيذ السياسات ومرونة السوق قبل اتخاذ قرارات جديدة.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا