تتقلص واردات مصر من الغاز الطبيعي نتيجة للاعتدال في درجات الحرارة مع بدايات فصل الصيف، ما يتيح كميات إضافية لأوروبا التي تستعد حاليًا لفترة تخزين طويلة استعدادًا لفصل الشتاء المقبل بحسب تقرير لوكالة “بلومبرج”.
من المتوقع أن تسجل مصر درجات حرارة أقل بنحو 4% عن معدلاتها المعتادة في النصف الأول من أبريل، ما يؤدي إلى تراجع الطلب على الطاقة بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بنفس الفترة من عام 2024، بحسب بيانات جمعتها شركة “Atmospheric G2”.
واجهت مصر ضغوطًا كبيرة على مدى العامين الماضيين في إمدادات الغاز لمحطات توليد الكهرباء ما أدى لاتباع الحكومة ما يعرف بـ”سياسة تخفيف الأحمال”، للتغلب على الأمر، خاصة مع تراجع معدلات الإنتاج المحلي من الغاز.
انعكس تراجع الطلب من قبل مصر مباشرة على سوق الغاز المُسال العالمية، في ظل ضعف الطلب أيضا من أسواق آسيا، مما يمنح المشترين الأوروبيين فرصة أكبر لإعادة ملء مرافق التخزين التي استُنزفت جزئيًا خلال الشتاء الماضي.
بحسب المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية، ستحتاج مصر 72 يومًا لتبريد درجات الحرارة في محطات الكهرباء، مقابل 102 يومًا سجلتها خلال نفس الفترة من العام الماضي، مما يدعم توقعات استمرار انخفاض الطلب المحلي على الغاز.
تمكنت مصر من استئناف تشغيل محدود لمحطات تصدير الغاز في إدكو ودمياط، إلا أن الخبراء يرون أن هذا التحسن لن يستمر طويلًا، مع اقتراب الصيف وعودة ذروة الطلب المحلي، مما سيعيد الحاجة إلى استيراد الغاز.
تعكف مصر حاليًا على تنفيذ حزمة من الإجراءات لتعزيز أمن الطاقة، تتضمن استئجار وحدات عائمة لإعادة التغويز، وتوقيع عقود توريد طويلة الأجل لتقليل الاعتماد على السوق الفورية، التي غالبًا ما تكون أكثر تقلبًا من حيث الأسعار والإمدادات.
سيُساعد هذا التوازن المؤقت في السوق المصرية على تهدئة أسعار الغاز عالميًا، ويمنح أوروبا وآسيا فرصة لالتقاط الأنفاس قبل موسم ذروة الطلب.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا