أخبار

ضغوط ترامب.. هل تُعيد تدفق أنابيب الغاز الروسي إلى أوروبا؟

بالروبل

تتجه أوروبا نحو إعادة النظر في موقفها من الغاز الروسي، بعد ثلاث سنوات على اندلاع الحرب في أوكرانيا، وسط تصاعد المخاوف من استخدام الولايات المتحدة للغاز الطبيعي المسال، كورقة ضغط في ملفات التجارة والسياسة، لا سيما في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب.

ففي الوقت الذي يسود فيه التوتر الجيوسياسي والضبابية بشأن مستقبل إمدادات الطاقة، بدأ مسؤولون تنفيذيون في شركات أوروبية كبرى، من بينها “إنجي” و”توتال إنرجيز”، الحديث علنًا عن احتمال العودة لاستيراد كميات من الغاز الروسي، بما فيها من شركة “جازبروم”، في تحول يُعتبر خرقًا ضمنيًا لتعهّد الاتحاد الأوروبي بإنهاء اعتماده الكامل على الطاقة الروسية بحلول 2027، بحسب رويترز.

الولايات المتحدة.. شريك أم ورقة ضغط؟

بحسب تقديرات الاتحاد الأوروبي، شكّل الغاز الأمريكي نحو 16.7% من واردات التكتل خلال العام الماضي، فيما تراجعت حصة روسيا إلى 18.8%، ومن المتوقع أن تنخفض دون 10% خلال 2025 مع إغلاق خطوط الأنابيب عبر أوكرانيا.

يحذّر مراقبون من أن الغاز الأمريكي قد يتحوّل إلى “أداة مساومة” في يد واشنطن، في ظل مطالبات ترامب المتكررة بخفض الفائض التجاري الأوروبي، وتصريحاته الأخيرة التي ربط فيها الإمدادات بتنازلات تجارية واضحة.

قالت الباحثة تاتيانا ميتروفا من مركز كولومبيا للطاقة: “الغاز الأمريكي لم يعد سلعة محايدة. إنه يتحول تدريجياً إلى أداة جيوسياسية”.

ألمانيا تدفع للعودة.. وفرنسا تُحذر

في ألمانيا، ترتفع الأصوات المطالبة بإعادة فتح قنوات الغاز الروسي، مدفوعة بأزمة صناعية متفاقمة وتراجع حاد في الوظائف بقطاع الكيماويات.

قال كريستوف غينتر، المدير العام لشركة “إنفرا لوينا”، المشغّلة لأحد أضخم المجمعات الصناعية الألمانية: “نحن في أزمة كبيرة، وإعادة تدفق الغاز الروسي قد تكون الحل الوحيد لتخفيض الأسعار واستعادة القدرة التنافسية”.

في المقابل، دعت فرنسا إلى تنويع مصادر الطاقة، وتجنّب الإفراط في الاعتماد على الولايات المتحدة.

قال رئيس شركة “توتال إنرجيز”، باتريك بويان: “يجب على أوروبا أن تبني مزيجًا متوازنًا من الإمدادات”، مشيرًا إلى أن العودة إلى استيراد الغاز الروسي يجب أن تبقى ضمن نطاق محدود لا يتجاوز 70 مليار متر مكعب سنويًا، مقارنة بـ150 مليار متر مكعب قبل الحرب.

قضايا تحكيم ضد “جازبروم”

من ناحية أخرى، لا تزال شركات أوروبية تطالب بتعويضات ضخمة من “جازبروم” على خلفية توقف الإمدادات.

حصلت “أونيبر” الألمانية و”OMV” النمساوية على أحكام قضائية بتعويضات تتجاوز 14 مليار يورو و230 مليون يورو على التوالي، فيما تطالب “RWE” الألمانية بتعويض قدره 2 مليار يورو، في حين لا تزال شركات مثل “إنجي” تحتفظ بمطالباتها طي الكتمان.

هل تعود موسكو إلى قلب معادلة الطاقة الأوروبية؟
قال ديديه هوليو، نائب الرئيس التنفيذي في “إنجي”، إن استئناف تدفق الغاز الروسي إلى أوروبا قد يبلغ 60 إلى 70 مليار متر مكعب سنويًا في حال تحقق “سلام معقول” في أوكرانيا.

أضاف أن كييف قد توافق على استخدام أراضيها كممر للغاز مجددًا، ما قد يُعيد العلاقات التعاقدية مع “جازبروم” تدريجيًا.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

سلسلة “بارنز” السعودية للقهوة تتجه لطرح عام تمهيداً لتوسع إقليمي

بدأت سلسلة القهوة السعودية "بارنز" اتخاذ خطوات فعلية نحو تنفيذ...

منطقة إعلانية