تراهن صناديق التحوّط العالمية خلال الفترة الحالية على أسواق الشرق الأوسط، إذ تبدو جذابة أكثر من أي وقت سابق، وسط تصاعد مخاطر الركود الاقتصادي عالميًا بقيادة الولايات المتحدة.
وسلط مؤتمر نظمته مجموعة جولدمان ساكس أخيرًا في إمارة أبوظبي، الضوء على هذا التوجه المتنامي لدى شركات إدارة الأصول وصناديق التحوط العالمية، التي تسعى حاليًا لتعظيم استفادتها من الطفرة الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط.
جمعت مجموعة جولدمان ساكس الأسبوع الماضي أشهر الأسماء في قطاع إدارة الأصول وصناديق التحوط في أول فعالية رسمية تنظمها في منطقة الشرق الأوسط، وفقا لتقرير نشرته وكالة بلومبرج.
المؤتمر الذي انعقد في جزيرة المارية في أبوظبي، المكتظة بالشركات الاستثمارية والمالية لدرجة جعلتها تشتهر بلقب “جزيرة صناديق التحوط”، استهدف الترويج لصناديق التحوط وجذب المزيد من العملاء الأثرياء إليها وسط تجنب المستثمرين الأمريكيين للمخاطرة في ظل المخاوف المتعلقة بالتأثير المحتمل للرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب على جميع شركاء الولايات المتحدة.
مكانة الدولار في خطر
ناقش كبار مديري صناديق التحوط (صناديق استثمار تركز على حماية أموال المستثمرين من تقلبات الأسواق وتقليص مخاطر الاستثمار)، من حضور المؤتمر، أساليب إدارتهم للأصول في ظل الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها الأسواق عقب الإعلان عن الرسوم الأمريكية الجديدة في 2 أبريل الحالي.
سلط الرئيس التنفيذي لشركة سيتاديل كين غريفين الضوء خلال حديثه في المؤتمر على مخاطر سياسة ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية، هذا على الرغم من أن غريفين يعد من كبار الممولين للحزب الجمهوري.
من جانبه حذّر مؤسس صندوق التحوط إليوت مانجمينت، بول سينجر، خلال المؤتمر، من احتمالية فقدان الدولار الأمريكي لمكانته كعملة احتياطية.
فيما شكك الرئيس التنفيذي لبنك جولدمان ساكس ديفيد سولومون في أن يشهد العام الحالي نشاطًا في قطاع الطروحات الأولية للشركات، وسط تراجع شهية المخاطرة عالميًا بفعل توقعات تباطؤ النمو العالمي نتيجة لتصاعد خطر الحروب التجارية تحديدًا بين أكبر اقتصادين الولايات المتحدة والصين.
خصصت بعض صناديق التحوط، بما في ذلك فايكينج وكاكستون أسوشيتس ودي1 كابيتال بارتنرز، أجنحة جانبية في قاعة المؤتمر لجذب المزيد من رؤوس الأموال والتعريف بنشاطها.
مكانة أبوظبي عالميًا
اعتبرت بلومبرج أن مؤتمر جولدمان ساكس سلط الضوء على مكانة أبوظبي كمركز مالي عالمي، إذ تمتلك 6% من احتياطيات النفط العالمية، وصناديق للثروة السيادية تدير أصولًا بقيمة 1.7 تريليون دولار، الأمر الذي جعلها محط اهتمام الشركات الاستثمارية الكبرى ونقطة جذب لرؤوس الأموال العالمية.
استقطبت أبوظبي خلال السنوات الماضية الأخيرة العديد من شركات وبنوك وول ستريت وصناديق التحوط مثل مارشال وايس وبريفان هوارد لإدارة الأصول.
وقال رئيس الشؤون العالمية لدى جولدمان ساكس، جاريد كوهين، وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت سابق، إن الإمارات لا تزال الموقع المفضل للشركات الدولية كمقر رئيسي لعملياتها في المنطقة وكذلك تعد المكان الأكثر جاذبية للعيش في الشرق الأوسط.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا