تواجه الشركات الناشئة في الشرق الأوسط، تهديدا بفقدان زخمها، ومواجهة مسار أطول نحو الإدراج في أسواق المال، نتيجة نقص التمويل اللازم لتمكينها من التوسع.
حذرت مؤسسة شركة “جلوبال فنتشرز” لرأس المال الاستثماري، نور سويد، خلال قمة “فورتشن لأقوى النساء في العالم” بالرياض، من الوضع الحالي للشركات، قائلة: “هناك فجوة ضخمة في التمويل بمرحلة السلسلة B، وما لم يتغير ذلك، فلن تتمكن الشركات من الوصول إلى مرحلة التوسع ثم الطرح العام”.
“السلسلة B” هي المرحلة الثانية من مراحل التمويل الاستثماري التي تمر بها الشركات الناشئة، بعد أن تتجاوز مرحلة التأسيس وتُثبت أن لديها منتجا أو خدمة ناجحة في السوق.
أرجعت سويد – وهي من أوائل المستثمرين في شركة التكنولوجيا المالية “تابي” التي بدأت الاستعدادات لطرحها العام – هذه الفجوة إلى محدودية حجم الصناديق الاستثمارية في المنطقة، ما يقلص من حجم الاستثمارات الممكن ضخها في شركة واحدة.
أشارت إلى أن بعض الشركات الناشئة تستغرق ما يصل إلى تسعة أشهر لجمع التمويل الكافي للجولات الكبرى.
أضافت: “في هذه الحالة، ينشغل المؤسسون بجمع التمويل بدلا من التركيز على بناء الإيرادات”، وشدّدت على الحاجة إلى وجود مستثمر أو اثنين فقط – لا ستة أو سبعة – يكون لهم مصلحة حقيقية في نجاح الشركة ويساهمون في دفع نموها.
قادت “جلوبال فنتشرز” هذا الأسبوع جولة تمويلية بقيمة 15 مليون دولار في شركة “ترجمة” الإماراتية، المتخصصة في تكنولوجيا اللغة، بمشاركة ما لا يقل عن ستة مستثمرين، بحسب بيان صدر الأربعاء.
أعلنت الشريكة المؤسسة نور سويد، أن الشركة تعتزم إغلاق صفقتين جديدتين قبل نهاية الربع الحالي، إحداهما مع شركة ناشئة يقودها الذكاء الاصطناعي.
سجلت الاستثمارات الناشئة في الشرق الأوسط نموا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة، مدفوعة بسياسات حكومية في السعودية والإمارات، تهدف إلى تمكين رواد الأعمال، وتعزيز الابتكار، وخلق وظائف جديدة ضمن مساعي تنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط.
مع أن عدة صناديق جديدة دخلت السوق لمواكبة هذا الزخم، إلا أن معظم رؤوس الأموال لا تزال تُضخ في مراحل التمويل المبكرة.
أثبتت بيانات صادرة عن منصة “ماجنيت” أن تمويل الفئة B، الذي يُستخدم لدعم الشركات في مراحل التوسع، شهد تحسنا في الربع الأول من العام مقارنةً بعام 2024 ككل.
لكن سويد حذّرت من أن غياب صناديق كبيرة بحجم 300 مليون دولار أو أكثر، قد يعيق قدرة الشركات على النمو ويؤخر فرص تخارج المستثمرين، ما يسلط الضوء على فجوة تمويلية لا تزال تعرقل مسار النضج في بيئة الشركات الناشئة بالمنطقة.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا