تريد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بيع مليون برميل من وقود الديزل، من الاحتياطي الاستراتيجي للطوارئ، وهو المخزون الذي أُنشئ خصيصا لتأمين إمدادات التدفئة المنزلية في شمال شرق الولايات المتحدة، دون أن يتم استخدامه فعليا لهذا الغرض حتى الآن، بحسب بلومبرج.
بحسب وثائق وزارة الطاقة الأمريكية، فإن هذا القرار يأتي في إطار إغلاق “احتياطي التدفئة المنزلية لشمال شرق الولايات المتحدة”، وتحقيق عائدات تُقدَّر بنحو 100 مليون دولار تُخصَّص لتقليص العجز في الموازنة الفيدرالية.
يُعد هذا التحرك تكرارا لسابقة شهدها عام 2023، حين وافق الكونجرس على تصفية احتياطي طارئ مماثل من البنزين، خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وهو ما يشير إلى تحوّل في السياسة الأمريكية تجاه إدارة الأصول الاستراتيجية ذات الاستخدام المحدود.
الاحتياطي – الذي يتم تخزينه في منشآت تجارية موزعة على عدة ولايات في شمال شرق البلاد – استُخدم جزئيا فقط عقب إعصار ساندي في عام 2012، حين تم تزويد خدمات الطوارئ في نيويورك ونيوجيرسي بكميات محدودة من الوقود.
كما جرى الاعتماد عليه مجددا خلال العواصف الثلجية في العام ذاته.
يرى مراقبون اقتصاديون، أن قرار البيع يعكس توجّها من إدارة ترامب نحو إعادة توظيف الأصول الفيدرالية الراكدة في مسارات أكثر كفاءة مالية، خاصة في ظل تركيز ترامب على ضبط الإنفاق العام وتقليص العجز المالي، وهو ما يشكّل إحدى الركائز الاقتصادية لبرنامجه الرئاسي.
لكن تنفيذ القرار يظل رهينًا بموافقة الكونجرس الأمريكي، حيث من المتوقّع أن يُثير نقاشا محتدما بين الكتل السياسية، بين مؤيدين لتخفيف الأعباء المالية من جهة، ومعارضين للمساس بمخزونات الطوارئ الحيوية من جهة أخرى، خاصةً في ظل المخاوف المرتبطة بتقلّبات المناخ والأزمات الجيوسياسية.
في حال إقرار البيع، يُتوقّع أن تدخل السوق الأمريكية كمية كبيرة من وقود الديزل – مليون برميل دفعة واحدة – وهو ما قد يترك أثرا مباشرا على أسعار الوقود، وتوازنات العرض والطلب، وربما على توقعات العقود الآجلة لقطاع الطاقة في المدى القصير.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
