أصدرت “عمليات التجارة البحرية البريطانية” (UKMTO) تحذيرا يوم الأربعاء بشأن احتمالية تعرض البحارة في الخليج العربي، وخليج عمان، ومضيق هرمز، لمخاطر مباشرة نتيجة التصعيد المتزايد في التوترات بالشرق الأوسط، خاصة بين الولايات والمتحدة وإيران من جانب، وإسرائيل وإيران من جانب آخر، والتي قد تؤدي إلى تصعيد عسكري وشيك.
دعت الهيئة البريطانية السفن العابرة للخليج العربي وخليج عمان ومضيق هرمز، إلى توخي الحذر الشديد، دون أن تحدد طبيعة التهديدات أو خلفيات التصعيد الذي استدعى هذا التحذير.
تأتي هذه التحذيرات في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة وإيران، لجولة جديدة من المحادثات هذا الأسبوع بشأن برنامج طهران النووي، وسط تهديدات أمريكية باتخاذ إجراءات عسكرية إذا فشلت المحادثات، وردود إيرانية تهدد باستهداف القواعد الأمريكية في المنطقة حال اندلاع أي نزاع.
من جانبه أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن تشاؤمه المتزايد حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، قائلاً إنه لم يعد واثقا من استعداد طهران للتخلي عن تخصيب اليورانيوم.
في مقابلة نُشرت الأربعاء عبر بودكاست “بود فورس وان”، قال ترامب ردا على سؤال بشأن إمكانية إقناع إيران بوقف برنامجها النووي: “لا أعلم، كنت أظن ذلك، لكنني أصبحت أقل ثقة بكثير في ذلك”.
أكد ترامب أنه يسعى لإبرام اتفاق نووي جديد، يفرض قيودا على أنشطة التخصيب الإيرانية، مهددا باستخدام القوة العسكرية ضد الجمهورية الإسلامية في حال فشل المفاوضات.
خلال لقائه مع الصحفيين في البيت الأبيض يوم الاثنين، كشف ترامب عن مناقشته للملف الإيراني مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرا إلى أن المفاوضات مع طهران “صعبة”.
أضاف في المقابلة، أن الإيرانيين يبدو أنهم يستخدمون أساليب تأجيل ومماطلة: “أنا الآن أقل ثقة مما كنت عليه قبل بضعة أشهر. هناك شيء ما تغير لديهم. أصبحت أقل ثقة بكثير في إمكانية التوصل إلى اتفاق”.
شدد ترامب على أن واشنطن، لن تسمح لطهران بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات عالية من النقاء القابل للانشطار، سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا، مضيفا: “لكن من الأفضل أن نحل ذلك دون حرب أو سفك دماء. هذا أكثر إنسانية. ومع ذلك، لا أرى نفس الحماسة لدى الإيرانيين للتوصل إلى اتفاق”.
في المقابل، تصر إيران منذ سنوات على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية، مثل إنتاج الطاقة وتطبيقات طبية وصناعية، وتنفي سعيها لامتلاك أسلحة نووية.
في سياق متصل، أعلنت روسيا يوم الأربعاء استعدادها للمساعدة في تقليص التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، عبر إزالة اليورانيوم عالي التخصيب من الأراضي الإيرانية، وتحويله إلى وقود للاستخدام في مفاعلات الطاقة المدنية.
قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، المسؤول عن ملف العلاقات مع واشنطن ومراقبة التسلح، إن موسكو مستعدة لتقديم الدعم السياسي والعملي لكلا الطرفين: “نحن مستعدون لتقديم المساعدة سياسيا ومن خلال أفكار تدعم التفاوض، وكذلك عمليا، مثل تصدير المواد النووية الزائدة من إيران وتعديلها لإنتاج وقود للمفاعلات”.
لم يوضح ريابكوف ما إذا كان الوقود المعدّل سيُعاد إلى إيران لاستخدامه في برنامجها النووي المدني، الذي لطالما دعمت موسكو تطويره.
يذكر أن ترامب انسحب خلال ولايته الأولى من اتفاق 2015 النووي، الذي أُبرم بين إيران والقوى الكبرى، والذي كان يهدف إلى تقييد تخصيب إيران مقابل رفع العقوبات الدولية عنها.
تهديد إيراني بضرب القواعد الأمريكية في المنطقة
قال وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصر زاده، يوم الأربعاء، إن بلاده ستستهدف القواعد الأمريكية في المنطقة إذا اندلع أي صراع عسكري، وجاء ذلك قبل أيام من انطلاق الجولة السادسة من المفاوضات النووية.
أضاف نصر زاده في مؤتمر صحفي: “بعض المسؤولين على الجانب الآخر يهددون بالحرب إذا فشلت المفاوضات. وإذا فُرض علينا صراع، فجميع القواعد الأمريكية في متناولنا، وسنضربها بقوة في الدول المضيفة”.
كان ترامب قد هدد مرارا بقصف إيران، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي جديد، وتوقع أن تُعقد الجولة الجديدة من المفاوضات يوم الخميس، في حين ذكرت طهران أن المحادثات ستُعقد يوم الأحد في سلطنة عُمان.
تستعد إيران لتقديم رد مضاد على العرض الأمريكي السابق الذي رفضته، وسط تزايد حدة التصريحات، إذ قال ترامب الثلاثاء إن طهران باتت “أكثر عدوانية” في المفاوضات.
لا تزال مسألة تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية تمثل محور الخلاف بين الطرفين، حيث تعتبرها القوى الغربية طريقا محتملا لصنع أسلحة نووية، بينما تؤكد طهران أن البرنامج يهدف لأغراض سلمية بحتة.
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، عبر منصة “إكس” يوم الأربعاء، أن إمكانية التوصل إلى اتفاق يضمن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني ما زالت “قريبة المنال” ويمكن تحقيقها بسرعة.
لكن الخلافات لا تقتصر على تخصيب اليورانيوم، إذ يشكل البرنامج الصاروخي الإيراني عقبة أخرى في مسار التفاوض.
تعتبر الصواريخ الباليستية جزءا أساسيا من الترسانة العسكرية الإيرانية.
أوضح نصر زاده، أن إيران اختبرت مؤخرا صاروخا برأس حربي يزن طنين، مؤكدا رفض بلاده لأي قيود على تطوير قدراتها الصاروخية.
كان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قد شدد في فبراير الماضي على ضرورة تعزيز القدرات العسكرية الإيرانية، بما في ذلك منظومة الصواريخ.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا