وافق البرلمان الإيراني اليوم على إغلاق مضيق هرمز، بحسب ما نقله التليفزيون الإيراني منذ ساعات قليلة، في خطوة تصعيدية بعد أن قصفت الولايات المتحدة ثلاثة مواقع نووية إيرانية رئيسية، مما طرح تساؤلًا: هل تنجح إيران حقًا في إغلاق المضيق؟
مضيق هرمز هو ممر مائي يقع عند مصب الخليج العربي ويربطه بالمحيط الهندي، ونحو ربع تجارة النفط العالمية المنقولة بحرا تمر من خلاله. وفي حال نجحت إيران في تعطيل الملاحة بالممر، فإن ذلك سيمنع وصول ناقلات النفط العملاقة إلى الصين وأوروبا ويهدد برفع أسعار النفط إلى مستويات قياسية، مما سيؤثر بدوره على استقرار الاقتصاد العالمي.
ما أهمية مضيق هرمز؟
في عام 2024، تم نقل نحو 16.5 مليون برميل يوميًا من النفط الخام والمكثفات عبر المضيق من السعودية والإمارات والعراق والكويت وإيران، بحسب بيانات جمعتها بلومبرج.
المضيق حيوي أيضًا للغاز الطبيعي المسال، حيث يمر أكثر من خُمس الإمدادات العالمية – معظمها من قطر – عبره خلال الفترة نفسها.
هل تستطيع إيران حقًا إغلاق هرمز؟
بحسب وكالة بلومبرج، لن يكون لإيران أي سلطة قانونية لتصدر أمرًا بوقف حركة المرور عبر هرمز، لذا ستحتاج إلى تحقيق ذلك بالقوة أو التهديد باستخدام القوة.
في حال استخدمت طهران سلاحها البحري لمنع الدخول إلى المضيق، فمن المرجح أن يواجه ردًا قويًا من الأسطول الأمريكي الخامس والقوات البحرية الغربية الأخرى التي تقوم بدوريات في المنطقة.
لكن ليس من المستبعد أن تتسبب في اضطراب شديد داخل المضيق، من خلال مضايقة الملاحة البحرية بزوارق دورية صغيرة وسريعة، أو من خلال إطلاق طائرات مسيرة وصواريخ باتجاه السفن، كما يفعل الحوثيون عند مضيق باب المندب. قد يجعل هذا عبور السفن التجارية محفوفًا بالمخاطر للغاية.
ما آثار إغلاق المضيق على دول الخليج؟
أول المتضررين من إغلاق المضيق هو الاقتصاد الإيراني نفسه، لأن ذلك سيعيق تصدير نفطها، الذي يُعد الداعم الأقوى لإيراداتها، كما سيؤثر على علاقاتها الاقتصادية بالصين، أكبر مشترٍ للخام الإيراني.
كما أنه لا يوجد أمام الكويت وقطر والبحرين خيار سوى شحن نفطها عبر الممر المائي. ويتجه معظم النفط الذي يمر عبر مضيق هرمز إلى آسيا.
لكن يمكن للسعودية إيجاد طرق بديلة غير المضيق، فيمكن للمملكة تحويل شحنات النفط إلى أوروبا باستخدام خط أنابيب بطول 746 ميلًا عبر المملكة إلى محطة على البحر الأحمر، مما يسمح لها بتجنب كل من مضيق هرمز وجنوب البحر الأحمر.
وتستطيع الإمارات تصدير بعض نفطها الخام دون الاعتماد على المضيق، عن طريق إرسال 1.5 مليون برميل يوميًا عبر خط أنابيب من حقولها النفطية إلى ميناء الفجيرة على خليج عمان جنوب هرمز.
هل سبق أن أغلقت إيران مضيق هرمز من قبل؟
لم يحدث ذلك حتى الآن. حتى خلال الفترة من 1980 إلى 1988 وقت الحرب بين العراق وإيران، التي أُطلق عليها وقتها “حرب الناقلات لم تقدم إيران على إغلاق المضيق، ولكن 451 سفينة هجومت خلال تلك الفترة، ما أدى إلى ارتفاع كبير في تكلفة تأمين الناقلات وساهم في رفع أسعار النفط.
عندما فُرضت عقوبات على إيران عام 2011، هددت بإغلاق المضيق، لكنها تراجعت في النهاية.
محاولات إيران السابقة لتعطيل الملاحة
حاولت إيران في فترات سابقة مضايقة السفن المارة في المضيق كنوع من تسجيل استيائها من العقوبات المفروضة عليها.
في أبريل 2024، استولى الحرس الثوري الإسلامي الإيراني على سفينة حاويات مرتبطة بإسرائيل بالقرب من مضيق هرمز. أطلقت إيران سراح طاقم السفينة في الشهر التالي. زعمت طهران أن السفينة MSC Aries انتهكت اللوائح البحرية، لكن المحللين أشاروا إلى ملكيتها الإسرائيلية كدافع.
كما في أبريل من عام 2023، استولت إيران على ناقلة متجهة إلى الولايات المتحدة وزعمت أن السفينة اصطدمت بسفينة أخرى. لكن هذه الخطوة بدت وكأنها رد انتقامي على استيلاء السلطات الأمريكية قبالة ساحل ماليزيا على سفينة محملة بالنفط الخام الإيراني بحجة انتهاك العقوبات.
في عام 2022، استولت إيران على ناقلتين يونانيتين واحتجزتهما لمدة ستة أشهر، وربما كان ذلك ردًا على مصادرة السلطات اليونانية والأمريكية للنفط الإيراني على متن سفينة أخرى.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
