جاءت ردود فعل الأسواق العالمية على انضمام الولايات المتحدة إلى دائرة التصعيد العسكري الراهن بين إسرائيل وإيران، أقل حدة مقارنةً بما كانت عليه قبل أكثر من أسبوع، عندما شنت إسرائيل أولى ضرباتها على المواقع العسكرية والنووية الإيرانية، وفقا لتقرير أعدته شبكة “سي إن بي سي”.
قال المدير الإداري لشركة ويدبوش، دان آيفرز، إن الأسواق تشعر بارتياح بعد الهجوم الأمريكي على إيران، إذ تعتقد أنه سيسهم في إنهاء التهديد النووي بمنطقة الشرق الأوسط، كما تدرك أن المخاطر المتعلقة باتساع رقعة الصراع الإيراني الإسرائيلي في المنطقة لا تزال ضئيلة.
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صباح اليوم أن الهجوم الذي نفذته بلاده تسبب في إضرار جسيمة بجميع المواقع النووية الإيرانية، فيما حذرت وزارة الخارجية الإيرانية من أن طهران تدرس جميع الخيارات للدفاع عن سيادتها، لافتة إلى أن البرلمان الإيراني وافق على إغلاق مضيق هرمز.
في أول ردة فعل على الهجوم الأمريكي الذي استهدف 3 مواقع نووية إيرانية فجر أمس، انخفض مؤشر MSCI العالمي، الذي يتتبع أكثر من ألف شركة من 23 سوقا عالميا، صباح اليوم بنسبة 0.12% فقط.
كما شهدت الملاذات الآمنة تداولات متباينة في بداية أولى جلسات الأسبوع، حيث انخفض الين الياباني بنسبة 0.64% مقابل الدولار، وهبطت أسعار الذهب الفورية بنسبة 0.23% لتصل إلى 3360 دولارًا للأوقية.
في مستهل تعاملات اليوم، انخفض مؤشر “ستوكس يوروب 600” بنسبة 0.1% فقط، كما تراجعت مؤشرات “فوتسي 100″ البريطاني و”كاك 40″ الفرنسي و”داكس” الألماني بنسب تتراوح بين 0.1% و0.4%، دون أي مؤشرات على تذبذب قوي.
قال كبير مسؤولي الاستثمار لدى مجموعة بليكلي المالية، بيتر بوكفار، لـ”سي إن بي سي” الأمريكية، إن أداء الأسواق خلال الفترة المقبلة سيتوقف على طبيعة رد إيران على الهجوم الأمريكي، إذا قبلت بإنهاء طموحاتها النووية والعسكرية فستكون هذه نهاية الصراع ووقتها ستكون الأسواق بخير.
استبعد بوكفار أن تقدم إيران على أي إجراءات من شأنها تعطيل إمدادات النفط العالمية.
من جانبه اعتبر كبير الاستراتيجيين لدى شركة GeoMacro Strategy، ماركو بابيك، أن أسوأ سيناريو بالنسبة للأسواق العالمية الآن هو أن تقدم إيران على إغلاق مضيق هرمز، واصفا الأمر بالمستبعد.
تابع: “إذا فعلوا ذلك، سترتفع أسعار النفط لأكثر من 100 دولار للبرميل، وسيسود الخوف والذعر بالأسواق، وستنخفض الأسهم بنسبة 10% كحد أدنى، وسيهرع المستثمرون إلى الملاذات الآمنة”، لافتا إلى أن هدوء الأسواق الآن سببه الرئيسي محدودية الأدوات المتاحة أمام طهران للرد.
أكد أن طهران تُدرك أنه حال إغلاقها المضيق، فسيكون رد الولايات المتحدة سريعا وعقابيا ووحشيا.
كثيرا ما هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز إلا أنها لم تقدم يوما على تنفيذ الأمر، ففي 2018 حذّرت من أنها قد تُغلق المضيق بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات، وأيضا أصدرت طهران تهديدات مماثلة في عامي 2011 و2012 كرد على فرض الدول الغربية المزيد من العقوبات على صادراتها النفطية بسبب أنشطتها النووية.
يرى مؤسس شركة يارديني للأبحاث، إد يارديني، أن منطقة الشرق الأوسط مقبلة على “تحول جذري” بعد تدمير المنشآت النووية الإيرانية.
أضاف: “نعتقد أن ترامب قد أعاد ترسيخ قدرات الردع العسكري الأمريكي، مما زاد من مصداقية شعاره (السلام بالقوة)”.
تابع: “الأحداث الجيوسياسية في الشرق الأوسط لن تمنع المؤشرات الأمريكية من الصعود واستهداف مستوى الـ 6500 نقطة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بحلول نهاية 2025”.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
