في الوقت الذي تتجه فيه مصر بخطى ثابتة نحو التحول الرقمي، جاء حريق “سنترال رمسيس” أمس، ليعطل العديد من التعاملات الإلكترونية، ويُعيد الكاش إلى الواجهة كبديل حيوي.
هذا الحادث – الذي طال مركزًا محوريًا في البنية التحتية التكنولوجية بالبلاد – أثر بشكل مباشر على الخدمات الرقمية الحيوية.
تسبب حريق “سنترال رمسيس” الذي يُعد مسؤولًا رئيسيًا عن الخدمات التكنولوجية في مصر، على الرغم من تأسيسه منذ قرابة 100 عام، في توقف المعاملات الرقمية بالعديد من التطبيقات البنكية.
تعطلت عمليات السحب والتحويل من خلال ماكينات الصراف الآلي (ATM)، وتوقف تطبيق “إنستاباي” الذي أصبح مؤخرًا عمودًا أساسيًا في عمليات الدفع الإلكتروني بمصر.
دفع هذا العطل البنوك إلى مد ساعات العمل الرسمية حتى الخامسة مساءً بدلًا من الثالثة مساءً، كما تم رفع الحد الأقصى للسحب اليومي من البنوك ليصل إلى 500 ألف جنيه.
تجاوز تأثير العطل القطاع المصرفي ليشمل قطاعات أخرى، حيث أعلنت شركة “كارفور” – أحد أهم المجمعات الاستهلاكية في مصر – عن توقف الدفع الإلكتروني في بعض متاجرها نتيجة العطل.
كما قامت بعض الجهات الحكومية بقبول الدفع نقدًا بدلًا من التحصيل الإلكتروني لتسيير الأمور.
في سياق متصل، أعلنت الهيئة العامة للاستثمار عن اتخاذ إجراءات فورية للتعامل مع الأزمة، وتم التنسيق مع البنوك لتحصيل الرسوم مقابل الخدمات مباشرة.
يأتي هذا العطل في وقت تشهد فيه مصر نموًا ملحوظًا في الشمول المالي، حيث ارتفعت معدلاته لتصل إلى 74.8% بنهاية عام 2024 مقارنة بنحو 70.7% بنهاية عام 2023، وبمعدل نمو 204% خلال الفترة من 2016 حتى 2024 بحسب بيانات البنك المركزي
كما بلغ إجمالي عدد المحافظ الإلكترونية لشركات الاتصالات في مصر 43.7 مليون محفظة على مستوى الجمهورية خلال الربع الأول من العام الجاري، ووصل عدد العمليات المالية المنفذة إلى 589 مليون عملية بقيمة إجمالية تبلغ 859 مليار جنيه بحسب بيانات الجهاز القومي للاتصالات.
لم يقتصر تأثير الأزمة على الخدمات المالية فحسب، بل امتد ليشمل العديد من المرافق الحيوية، فتأخرت حركة الطيران وتأثرت شبابيك حجز تذاكر القطارات.
بينما كانت منظومة صرف الخبز المدعم مهددة بالعديد من المشاكل، إلا أن وزارة التموين، أكدت أن صرف الخبز تم بشكل طبيعي مع بدء العمل بالمخابز صباحًا دون تأثر.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا