تواجه شركات تسلا وسبيس إكس وxAI اضطرابات متصاعدة بسبب قرارات إيلون ماسك المتهورة وخلافاته السياسية، إذ ظهر مؤخرًا بكدمة على وجهه قال إنها بسبب اللعب مع ابنه، في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول استقراره النفسي واحتمال تعاطيه مواد مهلوسة. جاءت هذه الواقعة بينما يمر بفترة سياسية مشحونة غادر فيها البيت الأبيض مصابًا جسديًا ونفسيًا.
شعبية ماسك تتهاوى
دخل ماسك إدارة ترامب الثانية بنفوذ استثنائي بعد تعيينه لقيادة مبادرة خفض التكاليف الحكومية، ما منحه سلطة هائلة استغلها لمهاجمة الموظفين وتقليص تمويل بنوك الطعام، إضافة إلى حصوله على معلومات عسكرية وبيانات شخصية واسعة.
لكن شعبيته انهارت لاحقًا، إذ أظهر استطلاع YouGov/Economist أن نسبة معارضيه ارتفعت إلى 55% في يونيو مقابل 45% في يناير، بينما تراجعت نسبة مؤيديه إلى أقل من 35% مقارنة بـ43% مطلع العام. حتى بعض مالكي تسلا وضعوا ملصقات مناهضة له، وبدأ المشترون المحتملون يتجهون نحو شركات منافسة، وفق بلومبرج.
ثروته تهتز بقوة
هوت أسهم تسلا بأكثر من 30% منذ الانتخابات رغم توسع سوق السيارات الكهربائية، كما انخفضت تسليماتها بنسبة 13% في الربع الأخير مقارنة بالعام الماضي. وتراجعت ثروة ماسك بنحو 50% مطلع 2025 قبل أن تستعيد جزءًا من خسائرها، لكنها لا تزال أدنى بنسبة 25% عن مستويات بداية العام.
ضغوط سياسية ومالية متصاعدة
تصاعد خلاف ماسك مع ترامب بعد اتهامه الرئيس بالتواطؤ في جرائم إبستين، ليرد ترامب مهددًا بإلغاء عقود سبيس إكس. ورغم هدوء الخلاف لاحقًا، ألغى ترامب إعفاءات ضريبية كانت تدعم تسلا، مهددًا نصف أرباحها، إضافة إلى إنهاء دعم السيارات الكهربائية الأمريكية الصنع. وقال ترامب ساخرًا: “إنه غاضب لأنه خسر تفويض السيارات الكهربائية… وقد يخسر أكثر من ذلك بكثير”.
في المقابل، واجهت سبيس إكس انتقادات لاعتماد الحكومة المفرط عليها، وسط تحذيرات من خطورة نفوذ ماسك على قطاع دفاعي حساس.
أزمة تسلا تتفاقم
غادرت قيادات كبيرة تسلا مؤخرًا، بينهم مسؤولون عن الهندسة والموارد البشرية، بينما أخفقت شاحنة Cybertruck في الوصول لهدف مبيعاتها، إذ لم تُبع سوى 5 آلاف شاحنة في ربع العام الماضي مقابل توقعات ماسك البالغة نصف مليون سنويًا. كما واجه مشروع روبوتاكسي ذاتي القيادة عيوبًا كارثية شملت قيادته في ممرات خاطئة أو اصطدامه بسيارات متوقفة، ما اضطر الشركة لوضع موظف بجانبه للتدخل عند الطوارئ.
سبيس إكس في اختبار الثقة
رغم كونها الأكثر استقرارًا بين شركات ماسك، إذ تطلق 84% من أقمار العالم الصناعية وتدير مهام محطة الفضاء الدولية، أثار اعتماد واشنطن شبه الكامل عليها مخاوف استراتيجية. خاصة بعدما رفض ماسك العام الماضي تفعيل خدمة ستارلينك لدعم هجوم أوكراني ضد روسيا.
ومع تصاعد خلافه مع ترامب، ألغت الإدارة ترشيح حليفه لرئاسة ناسا، فرد ماسك مهددًا بإيقاف مركبة Dragon، ما كان سيجبر أمريكا على الاستعانة بروسيا لنقل روادها. ورغم تراجعه لاحقًا، بدأت وزارة الدفاع بالفعل تسريع خطط التواصل مع شركات بديلة لضمان أمن الإمدادات مستقبلًا.
xAI: رهان محفوف بالمخاطر
يمثل مشروع xAI رهانه الأخطر، إذ يتكبد خسائر تتجاوز مليار دولار شهريًا رغم ترويجه لقدرات روبوت الدردشة Grok، الذي أثار جدلًا واسعًا بسبب إجاباته التي تضمنت عبارات معادية للسامية وعنصرية ضد البيض والسود، ما عزز المخاوف من اندفاع ماسك دون ضوابط أخلاقية أو تقنية.
ورغم انتقادات المحللين لتشتته، اقترح بعضهم منحه 100 مليار دولار لضمان تركيزه على تسلا ودمج برامجها مع xAI، لكنه رد عليهم بغضب قائلاً: “اصمتوا”، لترتفع أسهم تسلا 1%.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا