كتبت: هدى السهيلي
استجابت مصانع وتجار الألبان بشكل واسع لمبادرة خفض الأسعار، حيث أكد مسؤولو الشعب الصناعية والتجارية أن التخفيضات تجاوزت 15%، في محاولة لإنعاش القوة الشرائية وتنشيط السوق. وأجمعوا على أن الركود وضعف الطلب كانا العامل الأبرز وراء موجة التخفيضات الأخيرة.
كانت الحكومة قد أطلقت مؤخرًا مبادرة شاملة لخفض أسعار السلع الأساسية، من بينها الألبان، في إطار جهودها لاحتواء التضخم وتخفيف الأعباء عن المواطنين، وذلك بالتنسيق مع الغرف التجارية واتحاد الصناعات. وجاء اجتماع مجلس الوزراء مع التجار والمصنعين يوم الأربعاء الماضي لتعزيز آليات التنفيذ وضمان التزام السوق بالإجراءات.
قال إيهاب شرابية، رئيس شعبة الألبان بالغرفة التجارية بالإسكندرية، إن المبادرة لاقت ترحيبًا في مختلف أطراف المنظومة، بدءًا من المنتج والموزع وحتى التاجر، يساهمون في مبادرة خفض الأسعار، بهدف تحريك السوق وزيادة القوة الشرائية، مؤكدًا أن الاستجابة كانت واسعة ولم يتأخر أحد عن المشاركة.
أوضح شرابية خلال حديثه لـ”ايكونومي بلس”، أن نشاط تجارة الألبان يعتمد بالأساس على منتجات محلية، لافتًا إلى أن هوامش الربح في هذا القطاع محدودة مقارنة بحجم رأس المال المستخدم.
أضاف: “مصلحة التاجر ترتبط بانخفاض الأسعار”، مشيرا إلى إذ الزيادة تؤدي لتراجع الإقبال على الشراء، بينما يتيح استقرارها عند مستويات أقل فرصة أكبر لتصريف المنتجات وتحقيق أرباح فعلية.
التزام كامل وتخفيضات تفوق 15%
قال سعيد بدر، ممثل شعبة الألبان باتحاد الصناعات، إن المصانع التزمت بشكل كامل بمبادرة الحكومة لخفض الأسعار، موضحًا أن حجم الإنتاج حاليًا يفوق الطلب في ظل ضعف القوة الشرائية وانكماش السوق، وهو ما دفع المصانع إلى تقديم تخفيضات قد تتجاوز 15%.
أضاف: “الخامات متوفرة وبعضها انخفض سعره بالفعل، والمصانع تسعى لزيادة الإنتاج والتصريف في سوق مفتوح، وبالتالي الجميع يحاول المنافسة عبر خفض الأسعار”.
أشار بدر لـ”ايكونومي بلس”، إلى أن الأزمة الحقيقية تكمن في منافذ البيع التي قد لا تلتزم بالإعلان الواضح عن الأسعار، لافتًا إلى أن بعض المنافذ تعرض سعرًا على الرف يختلف عما يظهر عند المحاسبة، وهو ما يتطلب دورًا رقابيًا أكبر لضبط السوق. وأكد أن المستهلك نفسه سيكون عنصر ضغط حاسم عندما يلاحظ الفروق السعرية بين منفذ وآخر لنفس المنتج.
وأضاف أن المبادرة خطوة ناجحة تحقّق مصلحة مشتركة بين المستهلك والمصانع، وذكر أن التخفيضات شملت اللبن المعبأ، اللبن السائب، الجبنة البيضاء بأنواعها، والجبنة الرومي، باعتبارها منتجات أساسية للمستهلك.
“عندما يشعر المستهلك أن الأسعار تنخفض سيكتسب ثقة أكبر ويعود للشراء، ما يساهم في إعادة تنشيط السوق”، قال بدر.
الدولار ليس العامل الرئيسي
ورغم إقرار كل من إيهاب شرابية، وسعيد بدر، بأن تراجع الدولار ساعد نسبيًا على خفض التكاليف، إلا أنهما اتفقا على أن العامل الحاسم وراء التخفيضات يتمثل في حالة الركود التي يشهدها السوق، وعزوف المستهلك عن الشراء، إلى جانب انخفاض الطاقة الإنتاجية للمصانع، وهو ما دفع مختلف الأطراف إلى تبني سياسة خفض الأسعار لتحريك المبيعات وتنشيط السوق من جديد
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا