أعلنت شركة غازبروم الروسية – أكبر مصدّر للغاز الطبيعي في العالم – عن اتفاق لزيادة صادراتها إلى الصين عبر خط “قوة سيبيريا” القائم، لتصل إلى 44 مليار متر مكعب سنويا، مقارنة بـ38 مليار متر مكعّب سابقا، كما وقعت الشركة مذكرة ملزمة، لبناء خط أنابيب جديد هو “قوة سيبيريا 2” بقدرة 50 مليار متر مكعب سنويا عبر منغوليا، انطلاقا من حقول الغاز في شبه جزيرة يامال، بحسب رويترز.
أوضح الرئيس التنفيذي لغازبروم، أليكسي ميلر، أن الأسعار الموجهة إلى الصين، ستكون أقل من السوق الأوروبية، نظرا للتكاليف المرتفعة في البنية التحتية، مؤكدا أن المشروع سيكون الأضخم عالميا من حيث كثافة رأس المال.
شراكة استراتيجية وسط العقوبات الغربية
تأتي هذه الخطوة في سياق مساعي موسكو لإعادة توجيه صادراتها الطاقوية نحو آسيا، بعدما فقدت حصة كبيرة من السوق الأوروبية بسبب العقوبات المفروضة منذ اندلاع الحرب الأوكرانية عام 2022.
الاتفاق أُعلن عنه بعد اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الصيني شي جين بينج، ورئيس منغوليا أوخناجين خورلسوخ في بكين، حيث جرى توقيع أكثر من 20 وثيقة تعاون ثنائي.
أدى الإعلان إلى ارتفاع أسهم غازبروم بنسبة 0.5% في بورصة موسكو.
الصين.. شريك طاقوي بلا حدود
الاتفاق يعزز ما يعرف بالشراكة الاستراتيجية “بلا حدود” بين بكين وموسكو، إذ باتت الصين أكبر مشترٍ للنفط والغاز الروسي، ثاني أكبر مستورد للفحم الروسي، ثالث أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال.
يجري حاليا تزويد الصين بالغاز عبر خط أنابيب “قوة سيبيريا” الممتد لمسافة 3 آلاف كيلومتر، بموجب عقد قيمته 400 مليار دولار على مدى 30 عاما، دخل الخدمة نهاية 2019.
حجم الإمدادات ومقارنة مع أوروبا
بلغت صادرات الغاز الروسي إلى الصين نحو 31 مليار متر مكعب في 2024، ومن المتوقع أن تصل هذا العام إلى 38 مليار متر مكعب، كما وقعت بكين في 2022 اتفاقا لاستيراد 10 مليارات متر مكعب إضافية من جزيرة سخالين بحلول 2026 – 2027، جرى تعديلها لاحقا إلى 12 مليار متر مكعّب.
لكن رغم هذه الزيادات، تبقى الكميات أقل بكثير من الذروة التي بلغت 177 مليار متر مكعب سنويا، كانت روسيا تصدّرها إلى أوروبا قبل العقوبات، أما اليوم، فلم يعد الغاز الروسي يشكل سوى 18% من واردات أوروبا، نزولا من 45% في 2021، وسط خطط أوروبية لإنهاء الاعتماد على الطاقة الروسية بحلول 2027.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا