رئيس التحرير أسامه سرايا |
نشرة الصناعات الغذائية أخبار

التخزين المبرد.. سوق واعدة في مصر والشرق الأوسط

يتحول قطاع سلاسل التبريد في مصر إلى محور استراتيجي للاستثمار، مع وصول السوق المحلي إلى مستويات جيدة هذا العام، وسط توقعات بنمو متسارع مدفوع بزيادة الطلب على الأغذية والأدوية سريعة التلف، ومشروعات لوجستية جديدة أبرزها استثمار موانئ دبي العالمية في منشأة تخزين مبرد بقيمة 29 مليون دولار.

تبلغ قيمة سوق سلسلة التبريد اللوجستية في مصر نحو 662.3 مليون دولار في العام الجاري، وفق تقديرات شركة الأبحاث موردور إنتليجانس.

هذه القيمة مرشحة للنمو السنوي المركب بواقع 4.32%، ومن المتوقع أن تصل إلى 818.2 مليون دولار بنهاية العام 2030.

ينقسم سوق سلسلة التربيد في مصر حسب نوع الخدمة بين “التخزين المبرد، والنقل المبرد، وخدمات القيمة المضافة”، ونوع درجة الحرارة بين “مبردة، ومجمدة، ومحيطية، ومجمدة/منخفضة للغاية”، والأصناف “الفواكه والخضروات، واللحوم والدواجن، والأسماك والمأكولات البحرية، ومنتجات الألبان والحلويات المجمدة، والمخابز والحلويات، والوجبات الجاهزة للأكل، وغيرها).

مشروعات جديدة في مصر

مؤخرا، أعلنت موانئ دبي العالمية عن خططها لإنشاء منشأة للتخزين المبرد في مدينة الأولى الصناعية في مصر. ويتضمن الاستثمار، الذي تبلغ قيمته حوالي 29 مليون دولار (نحو 1.4 مليار جنيه)، بناء مستودع تبلغ مساحته 174.311 ألف قدم مربع داخل مجمع السويدي الصناعي.

ستضم المنشأة 8 غرف يتم التحكم في درجة حرارتها للبضائع المبردة والمجمدة والفواكه والخضروات والألبان بسعة إجمالية تبلغ 25 ألف منصة نقالة.

المشروع يمثل خطوة كبيرة في تعزيز قدرات سلسلة التبريد في مصر وخلق فرص جديدة للتجارة والصناعة، حسب ما قاله المدير العام لموانئ دبي العالمية – مصر، محمد شهاب.

ماذا عن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟

من المتوقع أن تبلغ قيمة سوق سلسلة التبريد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 41.1 مليار دولار بحلول نهاية عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 8.8% في الفترة بين 2025 وحتى 2030، بحسب تقرير حديث لشركة بي سي سي للأبحاث بعنوان “التحليل الإقليمي لسلسلة التبريد: الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.

تبلغ القيمة الأساسية الحالية لسوق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 24.9 مليار دولار اعتبارا من عام 2024، بحسب التقرير.

يعزو التقرير هذا التوسع السريع إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك زيادة الطلب على المنتجات الغذائية والصيدلانية القابلة للتلف، بالإضافة إلى الاستثمارات الحكومية الشرق أوسطية في الأمن الغذائي والصحة العامة، مع الاعتماد واسع النطاق لتقنيات سلسلة التبريد مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي عبر الشبكات اللوجستية.

يأتي هذا التطور في الوقت الذي لا تزال فيه سعة تخزين المواد الغذائية في أفريقيا محدودة، حيث تغطي أقل من 30% من الإنتاج السنوي.

مع ذلك، فإن بناء المستودع ليس سوى جزء من العملية، وستعتمد كفاءة العمليات على إمدادات الطاقة والصيانة ووصلات النقل ومهارات القوى العاملة، وبدون ذلك، فإن المشروع معرض لخطر نقص الاستخدام، كما كان الحال مع البنية التحتية الأخرى في المنطقة.

السعودية في المقدمة

تتصدر المملكة العربية السعودية سوق سلاسل التبريد الإقليمية، حيث استحوذت على 36% من السوق في عام 2024.

من المتوقع أن تحافظ “المملكة” على صدارتها حتى عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 10.6% وقيمة سوقية متوقعة تبلغ 16.5 مليار دولار، بعد أن قطعت خطوات ملحوظة في تعزيز البنية التحتية لسلسلة التبريد كجزء من استراتيجيتها الوطنية للأمن الغذائي.

اعتماد التكنولوجيا في المملكة يلعب دورا رئيسيا، حيث يتزايد استخدام أجهزة إنترنت الأشياء وأنظمة الأتمتة لتتبع درجة الحرارة في الوقت الفعلي وإدارة المستودعات.

هذه الابتكارات تساعد المملكة العربية السعودية على تلبية الطلب المتزايد على الخدمات اللوجستية التي يتم التحكم في درجة حرارتها في قطاعي الأغذية والأدوية.

وتشمل مجموعة التطوير دول عربية أخرى عدة منها مصر والإمارات العربية المتحدة وقطر وبقية دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

5 محركات للنمو

حددت شركة الابحاث 5 عوامل رئيسية لنمو سوق سلسلة التبريد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال فترة الدراسة المشار إليها.

قال التقرير، إن العامل الأول هو ارتفاع الطلب على المواد سريعة التلف، إذ يؤدي التوسع الحضري والنمو السكاني وارتفاع الدخل المتاح إلى زيادة الطلب على الفواكه الطازجة والخضروات ومنتجات الألبان والمأكولات البحرية والمنتجات الصيدلانية الحساسة للحرارة.

العامل الثاني هو التجارة الإلكترونية ونمو البقالة عبر الإنترنت، فمع تحول المستهلكين إلى التسوق من البقالة عبر الإنترنت، ازدادت الحاجة إلى لوجستيات سلسلة التبريد الفعالة في الميل الأخير في المراكز الحضرية.

العامل الثالث هو اللوائح الأكثر صرامة لسلامة الأغذية والأدوية، إذ أصبحت الحكومات في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تفرض ضوابط أكثر صرامة على سلامة الأغذية وتخزين الأدوية، ما يشجع على اعتماد حلول سلسلة التبريد المتقدمة للحفاظ على الامتثال.

وتضم العوامل أيضا، الاستثمار في التخزين البارد والتكنولوجيا الذكية، حيث يتم نشر المستودعات الذكية وأنظمة المراقبة في الوقت الحقيقي والأتمتة لتحسين الكفاءة وتقليل التلف.

بالإضافة إلى ذلك، نجد الموقع الاستراتيجي على خريطة التجارة العالمية، إذ أنه مع إمكانية الوصول إلى أوروبا وآسيا وأفريقيا، تواصل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا العمل كنقطة عبور مهمة للبضائع الحساسة للحرارة.

هيمنة التخزين البارد

يستمر التخزين البارد في الهيمنة على السوق، حيث يشكل 56% من إجمالي نشاط سلسلة التبريد في المنطقة اعتبارا من عام 2024.

في الوقت نفسه، يتصدر قطاع التجميد بالتبريد بالتقنية المهيمنة، ومن المتوقع أن يظل هو الخيار الأول حتى عام 2030 لكفاءته في حفظ الأغذية والأدوية.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

صندوق دنماركي يستبعد الشركات الإسرائيلية من استثماراته

استبعد صندوق التقاعد الدنماركي "AkademikerPension" الأصول المملوكة للدولة الإسرائيلية، بما...

منطقة إعلانية