يبحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إطلاق خطة إنقاذ مالية ضخمة تتجاوز قيمتها 10 مليارات دولار، لدعم المزارعين الأمريكيين المتضررين من تداعيات الحرب التجارية مع الصين، في وقتٍ تتصاعد فيه أزمة القطاع الزراعي بفعل ارتفاع تكاليف الإنتاج، وتراجع الصادرات، ونقص العمالة المهاجرة.
قالت مصادر مطّلعة لشبكة “سي إن إن” إن البيت الأبيض يجري مشاورات مكثفة بين وزارة الزراعة الأمريكية، ووزارة الخزانة لتصميم حزمة دعم عاجلة تستهدف المنتجين الذين تكبّدوا خسائر مباشرة جراء الرسوم الجمركية، مشيرة إلى أن التمويل قد يُستمد من عائدات الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات أو من صندوق الطوارئ للسلع الأساسية (ECAP) الذي فُعّل في مارس الماضي.
بحسب بيانات وزارة الزراعة، من المتوقع أن تصل تكاليف الإنتاج الزراعي إلى 467.4 مليار دولار في 2025، بزيادة 12 ملياراً عن العام السابق، في حين سجّلت إفلاسات المزارع أعلى مستوى منذ 2021.
تُعزى الأزمة بشكل رئيسي إلى سياسات ترامب التجارية التي شملت ترحيل عمال المزارع المهاجرين وتجدد التوترات مع الصين.
فول الصويا في صدارة الخسائر
يُعدّ فول الصويا أكبر ضحايا هذه الحرب التجارية، إذ شكّل نحو نصف صادرات القطاع إلى الصين في عام 2024 بقيمة تجاوزت 24 مليار دولار، قبل أن تفرض بكين رسوماً جمركية بنسبة 20%، مما سمح لكل من الأرجنتين والبرازيل بالهيمنة على السوق الصينية.
منذ مايو الماضي، تراجعت الصادرات الأمريكية من فول الصويا إلى الصين إلى الصفر تقريباً، في وقتٍ يشهد فيه القطاع موسم حصاد وفير دون أسواق لتصريف الإنتاج، بينما عززت بكين مشترياتها من الأرجنتين والبرازيل عقب دعم واشنطن للبنك المركزي الأرجنتيني بخط ائتمان قيمته 20 مليار دولار.
خطة دعم تموّلها الرسوم الجمركية
أفادت المصادر أن الإدارة تدرس تخصيص ما بين 10 و14 مليار دولار ضمن حزمة إنقاذ جديدة، مستفيدة من العائدات الجمركية التي جمعتها الحكومة.
كتب ترامب عبر منصّته على وسائل التواصل: “لن أتخلى عن مزارعينا أبداً وما جمعناه من الرسوم سنعيده إليهم”.
تؤكد وزيرة الزراعة الأمريكية بروك رولينز أن الاقتصاد الزراعي يمرّ بـ”تحديات غير مسبوقة”، لافتةً إلى أن المقترح الرئاسي يوفّر “حلاً سريعًا وأنيقًا لتعويض الخسائر”.
الأمن الغذائي كأولوية قومية
يرى مسؤولون في الإدارة أن دعم المزارعين يتجاوز البعد الاقتصادي ليصبح قضية أمن قومي، إذ يؤكد ترامب أن “أمريكا يجب أن تزرع غذاءها بنفسها ولا تعتمد على الواردات”.
يُنظر إلى هذه الحزمة أيضاً كخطوة ذات أبعاد سياسية وانتخابية، إذ يشكّل المزارعون قاعدة دعم رئيسية للرئيس الأمريكي، الذي يواجه ضغوطاً متزايدة لضمان استقرار القطاع الزراعي قبل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا