تتوقع شركات عالمية أن تكبدها حرب الرسوم الجمركية الأمريكية خسائر بأكثر من 35 مليار دولار، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة رويترز للأنباء.

أدت حرب الرسوم التي تخوضها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ أبريل الماضي ضد شركاء الولايات المتحدة التجاريين، إلى رفع الرسوم الجمركية الأمريكية إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاثينيات القرن الماضي، ومع ذلك بدأت حالة الضبابية التي شلّت أعمال العديد من الشركات في التراجع تدريجيا، ما منح المديرين التنفيذيين القدرة على وضع تقديرات أدق للتكاليف ووضع خطط مستقبلية لمواجهة الآثار المحتملة لهذه الرسوم بما في ذلك تمرير التكلفة للمستهلك عبر زيادة الأسعار.

تتوقع شركات عالمية خسائر مالية تتراوح بين 21 مليار دولار و22.9 مليار دولار خلال العام الحالي بسبب تأثير الرسوم الأمريكية، مع تأثير محتمل بنحو 15 مليار دولار خلال العام المقبل، وفقًا لتحليل أجرته رويترز خلال الفترة بين 16 يوليو و30 سبتمبر الماضي.

تأثير الرسوم الأمريكية يتراجع

يبلغ إجمالي الخسائر المقدّرة من قبل الشركات وفقا لتحليل رويترز أكثر من 35 مليار دولار، ذلك ارتفاعا من توقعات مايو الماضي البالغة 34 مليار دولار.

ترجع هذه الزيادة إلى حد كبير إلى تقدير شركة تويوتا لخسائر بقيمة 9.5 مليار دولار، في حين خفضت العديد من الشركات الآخرى توقعاتها السابقة للخسائر، بعد أن توصلت إدارة ترامب إلى اتفاقيات تجارية مع الاتحاد الأوروبي واليابان.

في أوروبا، خفضت كل من شركتي ريمي كوانترو وبيرنو ريكارد الفرنسيتين تقديراتهما لتأثير الرسوم الجمركية بعد اتفاق الاتحاد الأوروبي، بينما قلصت سوني اليابانية توقعاتها في أغسطس الماضي، كما منح ترامب استثناءات خاصة لبعض الدول، إذ واجه نحو ثلث صادرات البرازيل فقط إلى الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 50%.
قال الرئيس التنفيذي لشركة ستيلانتيس، أنطونيو فيلوسا لوكالة رويترز، إن تأثير الرسوم الجمركية أصبح الآن أكثر وضوحا ومن المتوقع أن يكون مجرد متغيّر جديد ضمن معادلتنا التجارية.
يأتي ذلك في وقت عاد فيه ترامب ليطرح هذا الشهر فكرة فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على الصين، قبل أن يعلن يوم الجمعة الماضي أن هذه الرسوم المقترحة لن تكون مستدامة، مُلقيًا باللوم على بكين في التوترات المتجددة بمحادثات التجارة بين البلدين.

قطاعا الاستهلاك والصناعة الأكثر تضررًا

تظهر بيانات بورصة لندن أن شركات مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تتوقع نموًا في الأرباح بنسبة 9.3% للفترة من يوليو إلى سبتمبر الماضي، انخفاضًا من 13.8% في الربع الثاني من 2025، مع بقاء قطاع التكنولوجيا المحرك الأساسي بفضل استثمارات الذكاء الاصطناعي.
أما في أوروبا، فمن المتوقع أن يحقق مؤشر ستوكس 600 نموًا بنسبة 0.5% فقط خلال الربع الثالث، مقارنة بـ 4% في الربع السابق، وذلك في ضوء تضرر العديد من الشركات جراء الرسوم الأمريكية وتحديدا الشركات التي تعتمد على الاستيراد من دول لم تتوصل بعد لاتفاق تجاري مع إدارة ترامب.

وفقا لـ”رويترز” رفعت شركة نايكي تقديراتها لتأثير الرسوم الجمركية من مليار دولار إلى 1.5 مليار دولار الشهر الماضي، نظرًا لاعتمادها الكبير على الموردين في فيتنام ودول آسيوية آخرى.

وفي أوروبا، خفضت شركة SEB، المصنعة لأدوات المطبخ من علامة تيفال، توقعاتها للأرباح بسبب ضعف الطلب، فيما حذرت شركة H&M من تأثير الرسوم الأمريكية على هوامش الربح خلال الربع الأخير من 2025.

قال دانييل إرفر، الرئيس التنفيذي لشركة H&M، إن الشركة حذرة حيال السوق الأمريكية مع دخولها الربع الرابع، وذلك بسبب تأثير الرسوم الجمركية على هامش الربح الإجمالي، وكذلك تأثيره على ثقة المستهلك.

كما أعلنت شركات فورد وستيلانتيس وفولكس فاجن وتويوتا مجتمعةً عن تكاليف متعلقة بالرسوم بمليارات الدولارات، إذ تتوقع فورد وحدها تأثيرًا تراكميًا بنحو 3 مليارات دولار.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا