كتبت: سارة حمزة
نشرت صحيفة إسرائيلية الأسبوع الماضي تقريرًا عن وجود توتر فيما يخص صفقة الغاز بين مصر وإسرائيل التي تم الإعلان عنها في سبتمبر الماضي.
وقالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إن وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت ألغى زيارته المرتقبة إلى إسرائيل بعد أن رفض وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين اتفاقية تصدير الغاز مع مصر، وامتنع كوهين عن التوقيع حتى يتم الاتفاق على أسعار عادلة للسوق الإسرائيلية، بحسب ما نشرته الصحيفة.
التوتر مع إسرائيل أمر طبيعي
قال وزير البترول الأسبق، أسامة كمال، إن التوتر الذي يشوب هذه الصفقة أمر طبيعي مع إسرائيل، مستبعدًا حدوث أزمات في الغاز على المدى القريب، نتيجة وجود 4 سفن تغويز قادرة على إمداد الشبكة بنحو 3 مليارات قدم مكعب.
أوضح كمال في حديثه مع إيكونومي بلس أنه في ظل محاولات قطاع البترول لزيادة الإنتاج المحلي والاتجاه لمشروعات الكهرباء المتجددة التي من شأنها خفض استهلاك الغاز، ستكون المحصلة إيجابية، ولن نشهد حدوث أزمة.
في مطلع أغسطس الماضي أعلنت شركة نيو ميد إنرجي، وهي شركة إسرائيلية تعمل في استكشاف وإنتاج الغاز الطبيعي، وأحد الشركاء الرئيسيين في حقل “ليفياثان”، عن توقيع اتفاقية كبرى لتوريد الغاز الطبيعي إلى مصر بقيمة تصل إلى 35 مليار دولار، فيما يُعَدّ أكبر صفقة تصدير في تاريخ إسرائيل.
وفقًا للاتفاق الجديد، سيُصَدّر الحقل نحو 130 مليار متر مكعب من الغاز إلى مصر حتى عام 2040، أو حتى استكمال الكميات المتفق عليها، أيهما أقرب.
الأمر متعلق بين “شيفرون” والجانب الإسرائيلي
قال الخبير الاقتصادي محمد فؤاد إن هناك ضغطًا من الولايات المتحدة على إسرائيل لإتمام صفقة الغاز، وأن على شركة شيفرون –وهي شركة أمريكية- إنهاء الأمر مع الجانب الإسرائيلي، إذ لا توجد أي مشكلة مع الطرف المصري فيما يخص الموافقات التنظيمية المرتبطة بالصفقة.
أوضح فؤاد في حديثه لـ” إيكونومي بلس ” أنه في حال الإلغاء فإن الأمر سيطال الكميات الجديدة وليس الحالية.
أكد أن البنية التحتية وسفن التغويز الموجودة حاليًا، بالإضافة إلى الإنتاج المحلي، ستضمن عدم تأثر احتياجات مصر من الغاز في حال عدم إتمام الصفقة.
تستهلك مصر سنويًا نحو 60 مليار قدم مكعب من الغاز، وفق التقرير الإحصائي السنوي للطاقة العالمية لعام 2024 الصادر عن معهد الطاقة.
وقال كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، في تصريحات سابقة إن إنتاج مصر من الغاز الطبيعي بلغ 4.2 مليار قدم مكعب يوميا بنهاية سبتمبر الماضي، مؤكدا أن الوزارة تستهدف رفع الإنتاج إلى نحو 6.6 مليار قدم مكعب يوميا خلال الـ 5 سنوات المقبلة.
وتضم مصر 4 وحدات تغويز عائمة موزعة على موانئ العين السخنة ودمياط، وتشمل السفينة هوج جاليون الموجودة في العين السخنة منذ 2024، إضافة إلى إنرجيوس إسكيمو وإنرجيوس باور المرتبطتين برصيفي ميناءي سوميد وسونكر، والوحدة وينتر المرتبطة برصيف الشركة المتحدة لمشتقات الغاز في دمياط.
“شيفرون” و”إنرجين”: القرار بيد الحكومتين
بحسب ما نقلته وكالة رويترز، قال ماتيو ريجاس، الرئيس التنفيذي لشركة إنرجين البريطانية، إن القرار النهائي بشأن الصفقة يعود للحكومتين المصرية والإسرائيلية، مؤكدًا أن إنرجين تتابع التطورات بثقة في قدرة الجانبين على التوصل إلى اتفاق يحقق مصالح الطرفين.
ومن جانبها، قالت شركة شيفرون الأربعاء الماضي لـ رويترز، وهي المشغل الرئيسي لحقل “ليفياثان”، إنها تقترب من اتخاذ قرار نهائي بشأن الاستثمار في توسعة محتملة، لكنها لا تزال بانتظار تصريح تصدير من الحكومة الإسرائيلية للمضي قدمًا في اتفاق توريد الغاز إلى مصر.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا