ملفات

نيجيريا تبحث تعزيز الروابط مع الجيران الأفارقة

نيجيريا

قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إن حجم تجارة نيجيريا مع باقى دول أفريقيا لايزال صغيراً، بالنسبة لبلد يبلغ إجمالى ناتجه المحلى 400 مليار دولار تقريباً، ووصلت قيم التجارة بينها وبين القارة السمراء، وفقًا لما أشار إليه البنك اﻷفريقى للاستيراد والتصدير إلى 7 مليارات دولار فقط فى عام 2017.
وأوضح تقرير بعنوان «أطلس التعقيدات الاقتصادية» التابع لجامعة هارفارد، أن الهند والولايات المتحدة تعتبران أهم الوجهات التصديرية بالنسبة لنيجيريا، فى حين تعتبر الصين وبلجيكا المصادر الرئيسية لوارداتها.
وجادل إيفيم يوبى، رئيس قسم العلاقات الاقتصادية الدولية فى المعهد النيجيرى لشئون العلاقات الدولية فى لاجوس، بأن مستقبل التجارة النيجيرية قد يكمن فى تعميق العلاقات مع الجيران الأفارقة والأسواق الناشئة الأخرى، مشيراً إلى أن نيجيريا ستبلى بلاءً حسناً فى التجارة مع دول الجنوب، لأنه من اليسير على هذه الدول فهم نيجيريا.
وأوضحت الصحيفة، أن الصين استفادت على الأقل من فهم احتياجات نيجيريا، فعلى مدى العقد الماضى ساعدت البنوك الصينية، والمقاولون، فى بناء خط سكة حديد بطول 186 كيلومتراً بين مدينتى أبوجا وكادونا النيجيريتين، فضلاً عن إنشاء خط آخر بين مدينتى لاغوس وكانو الشمالية فى الدولة الأفريقية أيضاً.
وفى الوقت الذى نمت فيه الواردات الصينية القادمة من نيجيريا بمقدار 10 أضعاف تقريباً خلال عقدين من الزمن، لترتفع من 182.5 مليون دولار فى عام 1999 إلى 1.86 مليار دولار العام الماضى، ارتفعت الصادرات الصينية إلى نيجيريا من 396.4 مليون دولار إلى 13.4 مليار دولار، وفقاً لمبادرة الأبحاث الصينية الأفريقية التابعة لكلية الدراسات الدولية المتقدمة فى جامعة جونز هوبكنز فى واشنطن.
وأوضح يوبى، من المعهد النيجيرى لشئون العلاقات الدولية، أن هذا اﻷمر حول نيجيريا إلى مستورد دائم للسلع الصينية.
ووفقاً لهذا الصدد، عانت الحكومة النيجيرية من انتقادات عديدة تفيد بأنها أصبحت تعتمد على الصين، ولكن الحكومة رفضت- من جانبها- تلك الانتقادات.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك دولا أخرى تحاول اتباع نفس نهج الصين، فالبرازيل، على سبيل المثال، ترى فرصاً فى نيجيريا.
وأوضح ماركوس ترويو، نائب وزير الاقتصاد البرازيلى للتجارة الخارجية، أن الإمكانات الهائلة للتجارة والاستثمار بين البرازيل ونيجيريا غير مستغلة، مشيراً إلى أن البرازيل تدرس استيراد الغاز من نيجيريا لتقليل اعتمادها على مشتريات الغاز من بوليفيا.
وتأتى روسيا ضمن الدول التى تتطلع إلى زيادة روابطها التجارية مع نيجيريا. فقد شهدت أول قمة روسية أفريقية، التى عقدت الشهر الماضى فى مدينة سوتشى الروسية، توقيع شركة «لوك أويل» الروسية للبترول لمذكرة تفاهم حول حقوق التنقيب والتكرير فى نيجيريا، كما عرضت روسيا إنشاء خط سكة حديد بين مدينتى لاغوس وكالابار النيجيرتين.
وفيما يخص المغرب، التى قدمت استثمارات ضخمة فى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء فى السنوات الأخيرة، يمكن أن تعتبر مثالاً يمكن الاستفادة منه، فقد اتفقت، على سبيل المثال، على صفقة لإنشاء خط أنابيب بطول 5660 كيلومتراً لنقل الغاز الطبيعى النيجيرى إلى المغرب، كما أن مجموعة «OCP» العملاقة العاملة فى مجال الفوسفات، تحرص على بناء مصنع للأمونيا بقيمة 1.5 مليار دولار فى نيجيريا لاستخدامه فى إنتاج الأسمدة.
وأوضح كريم العيناوى، من مركز السياسات فى جامعة الجنوب الجديدة فى العاصمة المغربية الرباط، أن مثل هذه الترتيبات الأفريقية تعتبر نوع من الروابط التى تحتاجها نيجيريا بشكل أكثر، مشيراً إلى أن دول الجوار الأفريقية سترحب بمزيد من الدلائل التى تفيد برغبة نيجيريا فى التعامل معهم بدلاً من الصين أو البرازيل أو روسيا.

 

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

منطقة إعلانية