مقالات

محمد العريان يكتب: الأسهم الأمريكية على أعتاب مستويات قياسية جديدة

فى الوقت الذى تواصل فيه الأسهم الأمريكية، موجة صعودها الاستثنائية وتتفوق فى أدائها على النظراء الدوليين، تتمركز العوامل الفنية لدعم ما يبدو آفاقاً قصيرة الأجل محببة.
ولكن هذه العوامل الفنية لا تستطيع عمل الكثير لتقليل عدم اليقين الأوسع، مما يفرض تحدياً على المستثمرين طويلى الأجل، يتعلق بكيف يوزعون استثماراتهم.
واستجابت الأسهم جيداً للأنباء الاقتصادية والسياسية الأكثر تفاؤلاً.
وأشارت البيانات إلى احتمال وصول الركود العالمى فى الآونة الأخيرة الذى طال %90 من الدول إلى القاع، وفقاً لصندوق النقد الدولى، وبدأت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين – والتى ينظر إليها كثيرون ليس فقط على أنها قيد كبير على النمو وإنما خطورة كبيرة.
وربما التطور الأكثر أهمية، هو أن أكبر بنكين ذوى أهمية نظامية – البنك المركزى الأوروبى والفيدرالى الأمريكى – استأنفا ضخ السيولة عبر مشتريات واسعة من السندات، وهو ما يعادل تأثيره أضعاف تأثير خفض الفائدة فى أماكن أخرى.
وعلاوة على ذلك، استوعبت أسواق الأسهم والسندات، فكرة أن «الفيدرالى» سيتوقف عن خفض الفائدة فى الوقت الحالي، بعد 3 تخفيضات فى 2019.
ومع تبدد الرياح المعاكسة على المدى القصير، تستعد الأسواق للاستفادة من الانخراط الأكبر من قبل المستثمرين الذين لم يستثمروا بشدة فى الأسهم، الفترة السابقة.
واعتبروا موجة صعودها غير محبذة. فبعد كل شىء، أحجمت كثير من المؤسسات الاستثمارية والمستثمرين الأفراد نسبياً، عن الاستثمار فى الأسهم، مما يفتح نافذة لارتفاع فنى يدفع الأسهم الأمريكية إلى مستويات قياسية جديدة، ولكن هذه الأحوال قصيرة الأجل، المحببة، لم تفعل الكثير لتهدئة عدم اليقين على المدى الأبعد، على الأقل حتى الآن.
ولاتزال الآفاق الاقتصادية العالمية غير مستقرة، خصوصاً فى أوروبا، إذ لاتزال الإصلاحات المالية والهيكلية الداعمة للنمو، وذات المعنى بعيدة المنال، حتى أن بعض الاقتصاديين يقلقون من أن سوق العمالة الأمريكى يفقد قوته من خلال متابعتهم لبيانات مطالبات العاطلين الأسبوعية، وبالفعل، تم خفض توقعات قراءات بعض مؤشرات نمو الناتج المحلى الإجمالى المستقبلية.
ووسط كل ذلك، يستغرق المتفاوضون من الولايات المتحدة والصين، وقتاً طويلاً للاتفاق على ما سيكون فى أفضل الأحول اتفاق «مرحلة أولى»، وهو ما يشير إلى أن التراجع فى التوترات خلال الآونة الأخيرة، قد يكون قصير العمر، بالنظر إلى المشكلات الطويلة والمعقدة التى لم تحل بعد.
وعلاوة على ذلك، يأتى ضخ السيولة من قبل البنوك المركزية فى بيئة تكثر فيها المخاوف بشأن الأضرار غير المقصودة والآثار الجانبية، خصوصاً تلك المرتبطة بالاعتماد المطول على التدابير النقدية غير التقليدية (مثل ازياد مخاطر عدم الاستقرار المالى) والانقسام الواضح داخل مجتمع البنوك المركزية.
ودعونا لا ننسى السياسات الوطنية التى تتحول إلى مزيد من التطلع للمصلحة الداخلية، وتصبح أقل صداقة للشركات، مما يشير إلى أن التوقف المؤقت – أو ربما الانعكاس الكامل للاتجاه – فى العولمة الاقتصادية والمالية لم ينته بعد.
وفى ظل هذا التناقض بين التوقعات قصيرة وطويلة الأجل فى الأسواق، ستكون أفضل نصيحة للمستثمرين، هى احتفظ بحصة فى موجة الصعود خلال الوقت الحالى، وفى الوقت نفسه حسن نوعية ممتلكاتك من الأصول، لتبحر بشكل أفضل فى فترات التقلبات المستقبلية، وهى استراتيجية تتطلب مزيداً من الانتباه، ليس فقط للمخاطر المتضمنة فى الأسهم أو الائتمان، ولكن أيضاً للمخاطر فى السيولة والاستدانة.
وهى استراتيجية تشير إلى مقاومة الميل إلى مبادلة الأسواق الأمريكية لصالح الأسواق الدولية الأقل أداء بكثير، رغم فجوة التقييم الكبيرة.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

وزير الاستثمار والتجارة الخارجية: خطة لخفض زمن الإفراج الجمركي إلى يومين في 2025

أعلن وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، حسن الخطيب، عن خطة طموحة...

منطقة إعلانية