ملفات

الإمارات قصة تحول ناجحة فى الشرق الأوسط

الإمارات

التكنولوجيا التحدى الأكبر أمام دبى للحفاظ على زخم الانتعاش

يغرق كثير من دول العالم العربى، حالياً، فى مستنقعات العنف والفقر والبطالة, ولكن فى دولة الإمارات العربية المتحدة وخصوصاً دبى، تنشغل حكومتها بفحص المريخ، إذ دخلت الإمارات، بشكل رسمى، السباق العلمى العالمى لإيصال البشر إلى الكوكب الأحمر خلال العقود المقبلة.

وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن هذا التطور يأتى كجزء من أحدث حزمة من الطموحات اللافتة للنظر، والتى تشمل، أيضاً، استراتيجية دبى للطباعة ثلاثية الأبعاد، وتهدف إلى طباعة %25 من كل المبانى الجديدة فى دبى بحلول 2025، إلى جانب تشغيل المدينة على تكنولوجيا البيانات واستخدام الـ«هوفر بايك» أو المركبات الطائرة وسيارات الأجرة دون سائق.

وأضافت الوكالة: «البحث عن التطورات الجديدة القادمة يخفى الحقيقة المؤلمة لدبى فى الماضى. فالمدينة ليس لديها خيار الآن سوى إعادة اختراع نفسها مرة أخرى، أو المخاطرة بانتكاس حاد للثروات».

وأوضحت الوكالة، أن الجيران الأثرياء من دول الخليج، يسعون لتكرار جهود دبى لتجاوز عصر الاعتماد على البترول.

وتتمثل الحيلة فى تجنب النوع نفسه من الإنفاق بالديون، والذى جلب الإمارة إلى حافة التعثر فى عام 2009.

وبعد سعى دبى، وراء جاذبية أكبر، وأطول الإنشاءات، فإنها تبحث فى الوقت الراهن عن الأذكى، وترغب حكومتها فى جعل التكنولوجيا والبحث والتطوير حجر الزاوية فى الاقتصاد.

وقال كريسبين هاويس، العضو المنتدب لدى «تينيو إنتليجانس» لاستشارات المخاطر السياسية فى لندن: «إنه شىء مكلف للغاية للنضج بين عشية وضحاها خصوصاً لو كانت الفرص المتاحة لديك لتوليد شىء جديد محدودة»، مضيفاً أن الطموح يبدو حقيقياً وجديراً بالثناء. لكن القيود الخارجية لا تزال هائلة.

وتهدف دبى، إلى إنشاء مدينة صديقة للجيل غير النقدى والجيل الإلكترونى، فضلاً عن المهندسين والمعماريين الذين يبنون الأبراج والفنادق الفاخرة ومراكز التسوق. ولذلك أصبحت الإمارة مطمعاً للعلماء ورموز الكتاب.

وأشارت «بلومبرج» إلى أن معرض «إكسبو الدولى 2020» سيعرض ما يمكن عمله، وسيسلط الضوء على الإنجازات التكنولوجية فى جميع أنحاء الإمارة، ويظهر رغبتها فى منافسة الولايات المتحدة وأوروبا الغربية وآسيا التى تتنافس على جذب ألمع وأفضل العقول.

وقالت سارة الأميرى، وزيرة الدولة المسئولة عن ملف العلوم المتقدمة، رئيسة مجلس علماء الإمارات والبالغة من العمر 31 عاماً: «لا نتردد لحظة فى تحمل المخاطر، ونتفهم معنى المخاطر بالفعل»، مضيفة أنهم لا يحبون التوقف عندما يتعلق الأمر بالتنمية.

وكانت حكومة الإمارات، خصصت 25 مليار درهم، وهو ما يعادل 6.8 مليار دولار لمعرض «إكسبو 2020».

وتحولت دبى إلى مدينة من مجرد ميناء خليجى فقير فى أقل من 50 عاماً، وتحدت الجيولوجيا لبناء ناطحات السحاب والجزر فى البحر. ولكن ما لا يمكن أن تفعله هو تحدى الجغرافيا، إذ تعانى دبى من الاعتماد المستمر فى المنطقة على عائدات البترول.

وأدى التباطؤ فى الاقتصادات الخليجية، إلى إضعاف قطاعى العقارات والتجزئة فى دبى، وأصبح سكان المملكة العربية السعودية، الذين يتوافدون إلى المدينة للتمتع بالحريات التى لا يتمتعون بها فى الداخل، يشعرون بضغط غير مسبوق.

وكشفت الوكالة الأمريكية عن تراجع تكلفة استئجار شقة فى دبى، وأصبح من الصعب الحصول على وظائف سهلة للأجانب، فى حين خفضت بعض المدارس الرسوم لجذب الطلاب.

وكان أحد التطورات السكنية التى أعلن عنها، مؤخراً، هو إيجار شقة لمدة شهر واحد مجاناً وهو أمر شوهد، مؤخراً، عندما كانت دبى تحاول التعامل مع الأزمة المالية العالمية، والتى دفعت إمارة أبوظبى الغنية بالبترول إلى إنقاذها.

وذكرت الوكالة أن دبى، لا تزال مثقلة بالديون التى هى أكبر من اقتصادها بأكمله.

ويجرى مطار دبى الدولى، محادثات مع البنوك لإعادة هيكلة 1.15 مليار دولار من القروض المستخدمة لبناء متنزه، بعد أن فشل عدد الزوار فى تلبية التوقعات.

وقال الملياردير والمالك لشركة «داماك» العقارية، حسين سجوانى، إن دبى تطور ملاعب الجولف التى تحمل علامة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وتقدم سيارة «تسلا» مع كل منزل تبيعه.

وأضاف «سجوانى»، أثناء مقابلة أجرتها معه وكالة «بلومبرج» فى مسكنه المطل على البحر فى جزيرة النخلة الصناعية: «إننا سنواصل النمو، ولكنه سيكون نمواً أكثر معقولية».

وأوضح المحلل فى شركة «ستراتفور»، التى تتخذ من تكساس مقراً لها، إميلى هوثورن، أن التحدى الرئيسى أمام دبى، يتمثل فى كيفية دفع تكاليف التكنولوجيا باهظة الثمن.

وأشارت الوكالة إلى أنه بفضل كميات أقل بكثير من بترول أبوظبى، سعت دبى، لإقامة اقتصاد متنوع، ووضعت لوائح تجعلها جذابة للشركات رغم انتهاكات حقوق العمل التى تنتقدها منظمة «هيومن رايتس ووتش».

وعالجت الإمارة مشاكل ارتفاع الحرارة فى فصل الصيف، والعواصف الرملية، وتضاعف عدد السكان خلال عقد من الزمن ليصل إلى 3 ملايين نسمة.

وقال مارجان فاريدونى، المسئول عن التأثيرات القديمة والتطور فى معرض «إكسبو»، إن استضافة دبى، للمعرض سيكون لها تأثير فى توليد الفرص لهذا الاقتصاد الكبير بالفعل.

وكشفت دبى، النقاب عن استخدام تكنولوجيا جديدة، منها مركبات طائرة «هوفاربايك» للشرطة، وسيارات أجرة، وطائرات دون طيار تساعد فى مكافحة الحرائق.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

البنك الأهلي يستحوذ على 24% من رأسمال “هايد بارك” العقارية

استحوذ البنك الأهلي المصري على حصة البنك العقاري المصري العربي...

منطقة إعلانية