ملفات

كيف تسببت النهضة الاقتصادية في ازدحام المدن وزيادة السفر؟

العالم

من بين نحو 9.7 مليار نسمة خلال عام 2019، يعيش 55% من سكان العالم في المدن الحضرية، التي أصبحت مراكز للثروة الاقتصادية، في عصر تسيطر عليه النزعة الاستهلاكية بشكل متزايد، حيث يمثلون نحو 78.6% من إجمالي الإنفاق الاستهلاكي العالمي .

وبحسب يورو مونيتور العالمية، مع استمرار سكان المناطق الريفية، في البحث عن تطوير وتحسين مستوى الدخل والإنفاق، اتجهت أنظارهم إلى المدن المتطورة، والتي تشهد تنمية صناعية مطردة، ما أدى لارتفاع الكثافة العمالية في المدن حول العالم، بالإضافة إلى تزايد زخم المدن بالصناعات المختلفة، لذلك فإن معظم الدول، تستخدم الكثافة السكانية في المدن، كمؤشر لقياس مدى تطور المدينة، مما يضغط على الحكومات، ويدفعها لتطوير البنى التحتية، ورفع كفاءة وجود الخدمات المقدمة للمواطنين، وبالتالي تطورت المدن لتصبح مراكز إنتاجية واستثمارية، لا سيما في الأسواق الناشئة .

 كسب العيش.. الدافع وراء زيادة تعقيد مكونات المدن

ومع وجود أكثر من 33 مدينة ضخمة على مستوى العالم، يزيد سكان عدد منها عن 10 ملايين نسمة، ما يشير إلى تسارع الاتجاه الإيجابي لنمو الاقتصاد العالمي على المدى المتوسط، وإحتمالية دخول 6 مدن جديدة في قائمة المدن الأكثر ضخامة في العالم بحلول عام 2030.

ومع ذلك، لم تعد المدن الحضارية مقصدا لسكان المناطق الريفية، من أجل كسب العيش فقط، أو الإقامة في مناطق مكتظة بالسكان، بل اندمجت في التغيرات الجغرافية والمناخية العالمية، لتصبح أكثر ديناميكية وتعقيدًا، مدفوعة بالتحولات الجذرية في التركيبة السكانية والهياكل الاجتماعية، وأماكن المعيشة والمرافق، بالإضافة إلى التنقل الحضري الذي زاد من أهمية التخطيط الحضري.

 المدن الذكية.. بوابة اقتصادية ومستقبل الحياة

ينظر مطوري ومخططي المدن للمستقبل، إلى المدن الحضارية كمراكز للاستثمار والابتكار، خاصة تلك التي تتغير فيها مستويات المعيشة بوتيرة متسارعة للغاية، ولديها القدرة على استقطاب واستيعاب مختلف الصناعات والخدمات.

ومع اتجاه العالم إلى التعامل بشكل إيجابي مع قضية التغيرات المناخية، أصبحت المساحات الخضراء، والبيئات النقية، والثقافة الاستهلاكية للموارد الطبيعية، هم الأكثر أهمية لدى حكومات العالم، خاصة في ظل ما تشهده الأرض من ارتفاع في درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة، نتيجة للتعامل السلبي مع البيئة، وارتفاع نسبة الملوثات الصناعية في الهواء، فكان لزاما على المسئولين البحث عن حلول تحد من تزايد التغيرات في المناخ، وكان في طليعة الحلول، المدن الذكية.

ولم تقتصر فوائد المدن الذكية على كونها صحية للبيئة، بل إن الديناميكية المحيطة بتطور المدينة، تجعلها مركزا اقتصاديا، يغذي موارده من تفاعل المسافرين بمختلف ثقافاتهم، وبتنوع تجاربهم، لذلك فإن سياحة المدن أصبحت جزءا مهمها من رؤية المدينة الأوسع، وهو ما أصبح جليا في طريقة تعامل الحكومات مع المدن، خاصة في تطوير الخدمات والمنتجات التي تجذب الزائرين .

 47% من السائحين الدوليين يتجهون لأفضل 100 مدينة سياحية

تتوقع الإحصاءات العالمية الصادرة عن المؤسسات البحثية الدولية، ارتفاع عدد الوافدين للمدن حول العالم بنسبة 4.2%، وبمقدار 1.5 مليار رحلة سياحية في عام 2019، حيث تضم أفضل 100 مدينة حول العالم نحو 47% من السائحين الدوليين، ومن المتوقع زيادتها إلى 53.2% العام الجاري.

43 مدينة آسيوية ضمن أفضل 100 مدينة سياحية

جاء تطور أفضل 100 مدينة عالميا، مدفوعا باستمرار نمو الحركة السايحية الوافدة إليها، حيث أصبحت السياحة التي تحمل معها الابتكار والتطور، سببا رئيسا في تقدم وازدهار المدن، بالإضافة إلى كونها محركا للتقدم الاجتماعي والاقتصادي.

ونتيجة لما تشهده القارة الآسيوية من تقدم تكنولوجي هائل تقوده الصين، فإن آسيا تفوقت على القارات الأخرى، حيث تضم قائمة أفضل 100 مدينة عالميا، 43 مدينة آسيوية.

بريكسيت يدفع لندن للتراجع مركزين في تصنيف أفضل 100 مدينة سياحيا

ولا تزال أوروبا تحافظ على مكانتها الثانية عالميا، كوجهة للمسافرين، فهناك 32 مدينة في أوروبا ضمن قائمة التصنيف العالمي، ولكن حالة عدم اليقين في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وارتفاع عدد الهجمات الإرهابية، تسببا في قلق كبير لكثير من المسافرين، الأمر الذي أدى إلى انخفاض عدد الوافدين إلى أوروبا بشكل طفيف عام 2018، ومع ذلك حافظت لندن على المركز الثالث عالميا العام الماضي، ولكن من المتوقع أن تفقد مركزين لتتراجع إلى المركز الخامس في ترتيب عام 2019.

دبي والرياض تتصدران العرب.. والغردقة تتقدم 18 مركزا في القائمة

وعلى مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، استمرت المنطقة في تحقيق نمو مستقر، خلال العامين الماضي والحالي، حيث شهدت عدة دول نموا ثابتا، منها دبي في الإمارات، وعاصمة المملكة العربية السعودية الرياض، ثاني أهم الأسواق في المنطقة، وذلك بسبب تباطؤ السياحة الدينية، في أعقاب جهود المملكة للحد من اعتماد أصحاب المشروعات على العمالة الوافدة.

وفي شمال أفريقيا، سجلت المدن المصرية، فرغم تراجعها في قائمة أفضل 100 مدينة عالميا، وذلك بسبب الركود الذي شهده قطاع السياحة منذ حادثة الطائرة الروسية، إلا أن مدينة القاهرة تقدمت 5 مراتب إلى المركز 42، بينما قفزت الغردقة 18 مركزا لتحل في المرتبة 82 بين أفضل 100 مدينة في العالم.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

فيتش: صراع إسرائيل وإيران يشكل مخاطر على السياحة وعائدات قناة السويس في مصر

قالت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني، إن الصراع بين إسرائيل وإيران،...

منطقة إعلانية