تستعد اﻷسواق الناشئة في 2020، لعام جديد من خلق الثروات للمستثمرين، بعد إضافة ما يصل إلى 11 تريليون دولار إلى محافظهم في العقد الماضي.
وأوضح مسح أجرته وكالة أنباء “بلومبرج” على 57 مستثمر واستراتيجي ومتداول عالمي حول توقعاتهم بشأن العام المقبل، أن أصول الدول النامية سوف تتفوق على نظيراتها في الدول المتقدمة، حيث تتمتع آسيا بفرص أفضل على الإطلاق.
ثروات الأسواق الناشئة
وأشارت “بلومبرج” إلى أن إجمالي ثروات أسهم وسندات الأسواق الناشئة يتجاوز الآن حاجز الـ 25 تريليون دولار، أي أنه أكبر من اقتصادات الولايات المتحدة وألمانيا مجتمعة.
وكان النزاع التجاري الناشب بين الولايات المتحدة والصين، الذي ساهم في تشكيل حركة السوق طوال عام 2019، أكبر قوة دافعة في اﻷسواق، في حين أن توقعات النمو في الصين التي تغلبت على السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي كانت العامل الثاني الأكثر أهمية.
11 تريليون دولار ديون ذات عائد سلبي
وبعد موجة من التخفيف العالمي، التي أدت إلى ديون ذات عائد سلبي تزيد قيمتها عن 11 تريليون دولار، سيكون التركيز على أصول الملاذات الآمنة أقل نظرا لأن بعض البنوك المركزية قررت التوقف عن المزيد من التيسير في السياسة النقدية.
وتسجل كافة أصول الأسواق الناشئة، سواء العملات أو الأسهم أو السندات، عودة قوية هذا العام بعد أن سجلت أكبر خسائرها في ثلاثة أعوام في عام 2018، حيث قاد الاحتياطي الفيدرالي البنوك المركزية العالمية في خفض أسعار الفائدة لدعم النمو المتراجع.
وتفوق الروبل الروسي، العملة الناشئة الأفضل أداءا حتى الآن هذا العام، على الريال البرازيلي ليصبح الاختيار الأفضل المتوقع في عام 2020، في حين كانت إندونيسيا الدولة الأكثر تفضيلا لكل من السندات والأسهم.
وقال تاكيشى يوكوتشي، مدير صندوق رئيسى فى طوكيو فى شركة “سوميتومو ميتسوي دي إس” اليابانية لإدارة الأصول، التي تشرف على أصول قيمتها 160 مليار دولار، إنه لا يزال يشعر بالتفاؤل الشديد تجاه أداء الأسواق الناشئة في عام 2020.
معدلات الفائدة المنخفضة
وأوضح أن العوامل الداعمة الكامنة خلف اﻷسواق الناشئة لا تزال موجودة، في ظل معدلات الفائدة المنخفضة للغاية على مستوى العالم، مما سيشجع المستثمرين على النظر في الأصول ذات العوائد المرتفعة.
وأوضحت بيانات جمعتها “بلومبرج” أن إجمالي قيمة الأسهم لـ 26 دولة مدرجة ضمن مؤشر “إم.إس.سي.آي” للأسواق الناشئة كأسواق نامية ارتفع بمقدار 6.6 تريليون دولار منذ نهاية عام 2009.
وفي الوقت نفسه، أظهر مؤشر بلومبرج باركليز لإجمالي السندات العالمية، الذي يغطي مجموعة أكبر من الاقتصادات الناشئة، أن السندات المقومة بالعملة المحلية حققت مكاسب تقدر بـ 2.9 تريليون دولار، في حين ارتفعت مكاسب السندات الدولارية بمقدار 1.7 تريليون دولار، وارتفعت مكاسب الأوراق المالية المقومة باليورو بقيمة 237 مليار دولار خلال تلك الفترة.
وأوضحت “بلومبرج” أن آسيا احتفظت بمكانتها المرتفعة في عالم العملات والأسهم، في حين استطاعت أمريكا اللاتينية، التي عانت من ارتفاع الاضطرابات السياسية خلال العام الجاري، تجاوز آسيا فيما يخص السندات، أما أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا كانت ذات مستوى تفضيل أقل في السندات والأسهم، ولكنها ارتفعت درجة واحدة فيما يخص العملات.
إضافة إلى ذلك، سيطرت الأصول ذات العائد المرتفع على المراكز الأولى في جميع المناطق، مما يؤكد استمرار الطلب عليها.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا