عقارات ملفات

الوليد بن طلال: “بن سلمان” يؤسس حقبة جديدة ومن لا يدعمه يعتبر خائناً

مليون دولار

رئيس المملكة القابضة فى حوار لتليفزيون بلومبرج:

الوليد بن طلال: سامحت ونسيت ما تعرضت له وأدعم الأمير محمد بن سلمان

علاقتى بالأمير محمد بن سلمان باتت أقوى ونتواصل هاتفياً كل 3 أيام

وطنيتى وولائى يدفعانى لعدم اتخاذ ما جرى ذريعة للثأر والغضب من ابن عمى

نسعى لاقتراض مليارى دولار ونبحث مع جولدمان ساكس استثمارات بـ3 مليارات دولار

لم أتعرض لذرة تعذيب وكنت أتصل هاتفياً بعائلتى ومديرى شركاتى من داخل الفندق

لم أكن مذنباً لأعقد تسوية مع الحكومة.. ووقعت مذكرة تفاهم سرية بعد ثبوت براءتى

أتحدث مع مجتمع الأعمال ومسئولى البنوك لأحكى لهم قصتى وتبديد شكوكهم

خطة لفصل استثمارات المملكة القابضة بالسعودية فى صندوق استثمار عقارى

الحكومة دعت المملكة القابضة للاستثمار فى نيوم والمشروعات الترفيهية والسياحية

 

كان احتجاز الملياردير السعودى اﻷمير الوليد بن طلال فى فندق ريتز كارلتون الرياض لمدة 83 يوماً الأكثر غموضاً، فمن بين جميع الأمراء وكبار الموظفين ورجال الأعمال الذين خضعوا للاستجواب، كان هو الوحيد الذى لم يخدم فى الحكومة السعودية، حيث انتشار الرشاوى، كما أنه على عكس رجال الأعمال آخرين، لم يكن متعاقداً مع الحكومة، فقد صنع معظم ثروته بشفافية فى مجال العقارات وكمستثمر فى الأسواق العامة والعالمية.

وأجرى «إريك شاتزكر»، الصحفى الأمريكى لدى وكالة أنباء بلومبرج اﻷمريكية، أول مقابلة مع اﻷمير السعودى منذ إطلاق سراحه من فندق الريتز كارلتون، فإلى الحوار:

لماذا تم إلقاء القبض عليك؟

الوليد: حسنا، لم أكن لأستخدم كلمة إلقاء القبض، ﻷننا تمت دعوتنا إلى القصر الملكى، ومن ثم طلبوا منا التوجه إلى فندق الريتز كارلتون، وبالتالى فإن اﻷمر تم بكل اعتزاز وكرامة، وتم الحفاظ على هيبتنا، ليس أنا وحدى بل الجميع.

إذا كلمة اعتقال عادلة ليتم استخدامها مع أولئك الذين ارتكبوا جريمة أو اعترفوا بذنبهم؟

الوليد: بالظبط، وتوصلوا إلى تسوية مع الحكومة، ولكن فى حالتي، كما تعلم، فاﻷمر مختلف تماماً.

إذا.. هل فرضوا عليك رسوماً معينة وتم إتهامك بأى شيء؟

الوليد: لم تكن هناك رسوم، لأن لدى مسئولية ائتمانية تجاه المساهمين فى شركة المملكة القابضة وتجاه أصدقائى فى السعودية وتجاه المجتمع العالمي، فلدينا استثمارات دولية فى كل مكان، ومن المهم جداً القول بأنه لم يكن هناك أى اتهام أو ذنب لأقر به.

لقد وصفت المحنة التى مررت بها بأكملها على أنها سوء فهم، ولكنها سوء فهم على ماذا؟

الوليد: عندما أقول سوء الفهم، فهذا لأننى أعتقد أنه لم يجدر بى التواجد هناك، ولكن الآن بعد أن غادرت أود أن أقول أنه ثبتت براءتي.

ويتعين عليَّ أن أعترف لك، للمرة الأولى، بأننى عقدت مذكرة تفاهم مع الحكومة وتمضى قدماً الآن.

ما الذى يعنيه هذا اﻷمر؟

الوليد: إنه أمر سرى للغاية، ولا يمكننى التطرق إلى الحديث فى تفاصيله، ولكن هناك تفاهم مؤكد بينى بصفة شخصية وبين المملكة العربية السعودية.

هل تطلب اﻷمر منك القيام بأمر معين؟

الوليد: ليس بالضرورة، أنا لا أستطيع الخوض فى هذ الحديث ﻷنه اتفاق خاص وسرى بينى وبين الحكومة، ولكن لتطمئن بأن هذا اﻷمر لا يضع عليَّ أى قيود.

ماذا تريد الحكومة منك؟

الوليد: لن أتطرق إلى مناقشات دارت بينى وبين ممثلين من الحكومة.

من المؤكد أنهم كانوا يريدون شيئا ما؟

الوليد: لقد قرأت ما كتب عنى بأنهم كانوا يرغبون فى الحصول على جزء مما أملكه، ولكن هذا كله كان مجرد شائعات، وصلت إلى أن الاتفاق ينص على سدادى 6 مليارات دولار، وكذلك أرقام أكبر وأقل.

هل كلفك اﻷمر شيئا للخروج كأن تدفع أموالاً للحكومة أو تسليم أى أرض أو أسهم؟

الوليد: حين أقول إنه اتفاق خاص وسرى وترتيب يستند لتفاهم مشترك بينى وبين حكومة المملكة العربية السعودية فإنه يتعين عليك احترام ذلك.

أنا مواطن سعودى ولكنى عضو أيضا فى العائلة المالكة، فالملك «سلمان بن عبدالعزيز آل سعود» عمى واﻷمير «محمد بن سلمان» ابن عمي، لذا اهتمامى ينصب على الحفاظ على العلاقة بيننا.

إنك تحافظ على براءتك، وتقول إنك لم توقع على تسوية تقر بأنك مذنب لكونك مختلف عن الباقين.

الوليد: وقعنا شيء، نعم، مذكرة تفاهم مشترك، التى قد يطلق عليها البعض لفظ تسوية، ولكنى لا أطلق عليها تسوية، لأن التسوية بالنسبة لى هى اعتراف بأننى ارتكبت خطأ ما.

هذه المحنة أثرت على سمعتك وسيظل الناس يصدقون ما حدث، بصرف النظر عما تقوله لى، لذلك يجب أن تكون مذنباً بشىء ما.

الوليد: عندما يتم احتجازك، من المؤكد أن بعض من مجتمع اﻷعمال والبنوك سيقولون بأنهم يمتلكون شكوكا حول اﻷمر، وعليا الآن أن أتحدث معهم جميعاً بشكل شخصى أو مشترك لأخبرهم بقصتي.

لن يكون اﻷمر سهلاً على الإطلاق، ﻷن بعض البنوك وبعض اﻷشخاص فى قطاع الأعمال سيشعرون بالشكوك، وسيسألون «ما الذى يحدث؟»، ومع ذلك أؤكد لهم أن كل شيء يسير بشكل طبيعي، وكل شئ يعود إلى مجراه الطبيعى وأننا نعمل كما كنا من قبل.

من المؤكد أن اﻷمر الذى سيساعدك أن تعلن الحكومة براءة ساحتك وأنك لم تخطئ ولم تدفع نظير إخلاء سبيلك، ولكن هذا لم يحدث.. أليس كذلك؟

الوليد: كل هذه اﻷمور تمت تغطيتها فى مذكرة التفاهم المشترك بينى وبين الحكومة.

الحقيقة إننى أتحدث إليك الآن وأخبرك بكل شيء بشكل صريح وصادق، وحقيقة أن الحكومة لن تقول «الوليد على خطأ» وهو ما يعد تأكيداً على ما أقوله.

الوليد بن طلال

أنت تشعر أنك بحاجة للتحدث وتبرئة ساحتك ﻷنك تعرضت للاتهام ظلماً؟

الوليد: أنا بحاجة إلى أن أبرئ إسمى أولاً، وإيضاح الكثير من الأكاذيب، فعلى سبيل المثال، عندما قالوا إننى تعرضت للتعذيب وأنى أرسلت إلى السجن، كما تعلم، خلال إقامتى التى دامت 83 يوما فى فندق الريتز كارلتون، كانت كل هذه اﻷقاويل مجرد أكاذيب، فقد مكثت هناك طوال الوقت ولم أتعرض أبداً للتعذيب.

كيف قضيت وقتك فى الفندق؟

الوليد: كنت أمارس الكثير من الرياضة والمشى والتأمل ومشاهدة اﻷخبار والصلاة، كنت أذهب للنوم فى الساعة 6 أو 7 صباحا ومن ثم استيقظ عند الظهر تقريباً، وكنا نصلى الخمسة فروض يوميا، وكانت لدى الصلاحية للقيام بكل شىء كمشاهدة التلفاز ومتابعة أعمالي.

أى أن من فى الخارج لم يدركوا ما يحدث فى الداخل والمحتجزون كانوا يعرفون كل شيء يدور فى الخارج؟

الوليد: تماماً، وهذا هو السبب فى أننى تمكنت من الحصول على معلومات حول ما يسمى بالتعذيب.

إذاً أنت لم تتعرض لأذى أو إساءة معاملة بأى شكل من الأشكال؟

الوليد: لم أتعرض لذرة واحدة من التعذيب.

هل أنت متأكد من عدم تعرض أى شخص آخر ﻷى شىء يقترب من سوء المعاملة والتعذيب؟

الوليد: ربما حاول أحدهم الهرب أو فعل شيء مجنون، وربما تم وضعه تحت السيطرة، ولكن من المؤكد أنه لم يكن هناك أى شئ يمكن أن تطلق عليه لفظ «تعذيب ممنهج».

هل كان مسموحاً لك بالتحدث مع المحتجزين الآخرين؟

الوليد: لا، لا يمكن لأى شخصين محتجزين فى فندق ريتز كارلتون التحدث إلى بعضهما البعض، حتى فى حالتي، لم أر أحداً ولم أتحدث مع أى شخص.

هل كان يسمح لك بإجراء بعض المكالمات الهاتفية.. ولمن أجريت تلك المكالمات وتحت أى ظروف؟

الوليد: أجريت مكالمات مع ابنى وابنتى وحفيداتي، كما تحدثت مع رؤساء شركاتى والرئيس التنفيذى للمملكة القابضة ومدير مكتبى الخاص والأمين العام لمؤسساتي.

هل كان يتم  رصد تلك المكالمات؟

الوليد: على اﻷرجح.. نعم.

كيف رأيت فكرة احتجازك من قبل ابن عمك؟

الوليد: لابد لى من الاعتراف بأنه لم يكن أمراً سهلاً، فليس من السهل أن يتم احتجاز المرء ضد إرادته، ولكننى عندما غادرت كان لدى شعور غريب للغاية، فقد جمعت جميع كبار المسئولين فى شركاتى وكل أصدقائى المقربين، وقلت لهم: «أقسم لكم أننى أشعر براحة تامة وأننى لا أكن أى ضغينة أو مشاعر سيئة على الإطلاق للأمير محمد بن سلمان».

وبالتأكيد، فى غضون 24 ساعة، عدنا للتواصل مع مكتب الملك وولى العهد ورجاله، هذا موقف غريب للغاية، ولكن هذه الحقيقة.

هل هذا لأنه ينبغى عليك المضى قدما ببساطة؟

الوليد: لا أنا رجل قومى ووطنى ومؤمن ببلدى، لذلك لن أدع ما حدث لى يخلق ثأراً وغضباً تجاه ابن عمى وبلدى وشعبى

كيف تصف علاقتك مع اﻷمير محمد بن سلمان؟

الوليد: علاقتى به باتت أقوى، وهذا اﻷمر يصدم الكثير من اﻷشخاص.

هل سامحته؟

الوليد: لقد نسيت وسامحت فيما جرى لى بأكمله، فهو خلفى الآن.

هل أنتما على اتصال دائم؟

الوليد: لا تمر 3 أيام دون مراسلته أو مهاتفته أو التحدث إليه

تتحدثان كل ثلاثة أيام تقريبا ؟!

الوليد: نرسل الرسائل النصية إلى بعضنا البعض كثيرًا، ولكننا نتحدث بصورة أقل تكرارًا، فبالكاد يمر أسبوع من دون أن نتواصل.

الأمير محمد يمتلك خطة لتحويل الاقتصاد السعودى والمجتمع السعودى، هل لا تزال داعما له؟

الوليد: نعم، أخذت رؤيته الكثير من أفكارى، ولكنه ضاعفها، فقد كانت لدى فكرة صندوق الثروة السيادية وتحدثت عن طرح أرامكو للاكتتاب العام وحقوق المرأة ومنافستها فى المجتمع وقيادة المرأة، فكل تلك الأشياء دعوت إليها.

إنه يؤسس حقبة جديدة فى المملكة العربية السعودية، وأى شخص لا يدعم ما يفعله محمد بن سلمان الآن، أقول بأنه خائن.

هل يمكنك السفر؟

الوليد: بالطبع، يمكننى ذلك.

أنت تبحث عن استثمارات أجنبية، وكذلك صندوقى الاستثمارات العامة والثروة السيادي، هل هذا يضعك فى منافسة مع الحكومة؟

الوليد: فى الواقع، نحن على اتصال بالحكومة للمشاركة فى العديد من المشاريع، ومنها مدينة نيوم، فالحكومة لديها مشروع كبير فى البحر الأحمر ومنتجعات تشبه تلك التى تتواجد فى جزر المالديف.

وتلقت سلسلة فنادق الفورسيزونز دعوة للاستثمار فى هذه المشروعات، كما تمت دعوتنا أيضا للمشاركة فى مشروع آخر فى مدينة الرياض، حيث من المقرر أن تشهد إقامة مركز ترفيهى ضخم، يحاكى ديزنى لاند، وبالتالى لن تكون هناك منافسة، فنحن نكمل بعضنا البعض.

ماذا عن الاستثمارات المشتركة؟ هل سيقوم صندوق الاستثمار العام بالاستثمار مع المملكة القابضة أو ربما روتانا أو اﻷمير الوليد شخصيا؟

الوليد: نعم، هذا سيحدث، نحن نتناقش حالياً مع صندوق الاستثمارات العامة على مشاريع محددة على المستوى المحلى.

سمعنا أن المملكة القابضة تسعى لاقتراض مليار دولار.. فيما ستستخدم هذه السيولة؟

الوليد: سنقترض بين مليار و2 مليار دولار، وسنستخدم هذه القروض مع السيولة المتوافرة بالشركة لتساعدنا فى ضخ استثمارات فى مختلف القطاعات فى المنطقة وعالمياً خاصة فى أمريكا، نبحثها مع جولدمان ساكس وغيرهم حالياً، وإن كانت أسعار الأصول مرتفعة حالياً فى أمريكا أو لنقل أنها ليست كما كنا نريد.

وماذا عن إعادة هيكلة شركة المملكة القابضة؟

الوليد: المملكة القابضة تخطط لفصل أصولها البالغة قيمتها 13 مليار دولار عبر فصل استثماراتها المحلية عن العالمية، بحيث تحول محفظة عقاراتها فى السعودية إلى صندوق استثمار عقارى، وهى مسألة ستستغرق بعض الوقت.

وكم تقدر نسبة أصول شركة المملكة القابضة محلياً وتلك العالميةً؟

الوليد: أعتقد أن نصف الأصول تتواجد فى السعودية ونصفها بالخارج.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

منطقة إعلانية